شهادات حياة لعائلتي العسكريين المخطوفين خوري وجعجع عبر موقع “طلاب القوات” ورسالة الى الشباب اللبناني
تحقيق APR 28, 2015

شهر جديد يمر وقضية العسكريين المخطوفين لا تزال تتأرجح بين الغموض والانفراج والاجواء السوداوية. قضية باتت مألوفة لدى كل لبناني رغم تضارب تفاصيلها التي قسمت الرأي العام بين المتفائل والمتشائم، حتى المعنيين نفسهم اختلطت المشاعر والاحاسيس لديهم مع مرور مئات من الايام السوداء.
       جريمة ولدت من تداعيات المعارك السورية كمحاولة لإقحام لبنان في هذه الدائرة والنيل من الجيش اللبناني، فكان خطف 35 عنصراً من الجيش اللبناني والقوى الامن الداخلي نتيجتها، ليبدأ هؤلاء وعائلاتهم طريق الجلجلة مع الدولة اللبنانية. نعم طريق شاقة، نتيجتها للأسف مجهولة حتى الآن، مع دولة اتخذت اشهرا لتبدأ مفاوضات جدية قضى خلالها 3 شهداء انهى الخاطفون حياتهم ذبحاً ورمياً بالرصاص، وقامت بالتزامن مع هذا الاجرام اعتصامات وحرق اطارات وزيارات من الاهالي للسياسيين دفعت بالتحرك الجدي أخيراً… مع دولة بدلت وسطاءها مرات عدة لتعيد في كل مرة المفاوضات الى نقطة الصفر فتحرق معها قلوب الامهات والاطفال والعائلات التي اتخذت من رياض الصلح مقراً لها وكانت “تهز العصا” كل مرة تلمس تهاوناً من الحكومة اللبنانية.

عائلات من مختلف الطوائف والاديان والمناطق، جمعتها “المصيبة” لتصبح بين ليلة واخرى عائلة واحدة، مثل للتعايش والاختلاف، واناس قصّت عليهم هذه الاشهر كي تزودهم بالتجارب المريرة وتعطيهم القدرة على تخطي محن الحياة… ورغم هذه الفترة الطويلة تلك القضية لم تمت ولم تهدأ كذلك لن تستكين، من هنا اختار موقع طلاب “القوات اللبنانية” الالكتروني الرسمي تسليط الضوء على هذا الملف كي يبقي الشباب على دراية به… جورج خوري وبيار جعجع مثلان للشباب المناضل في سبيل الوطن وسيادة لبنان وصون إستقلاله إختارا التطوع في الجيش وقوى الامن لتحقيق ذلك، وهما مثل رفاقهم أبناء عائلات طيبة ومحبة لوطنها لم تفقد أمل عودة اولادها للحظة واحدة رغم الظروف المتقلبة والمستجدات.

ففي لقاء معهما اواخر الاسبوع الثالث من شهر نيسان أكدا ان المفاوضات مستمرة مع الطرفين، “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش” والمعلومات التي تناقلت حول إنتقال العسكريين لدى “داعش” إلى الداخل السوري وتحديدا “الرقة” غير صحيحة، مشيرين الى ان المفاوضات مع “النصرة” أصبحت في مرحلة متقدمة جداً بعد إنقطاع لوقت طويل، والمفاوضات مع “داعش” إستؤنفت من جديد بعد تغير بسيط في الامور اللوجستية عند التنظيم.

لكن ولسوء الحظ جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، فالمعطيات تبدلت قبل ساعات قليلة من نشر هذا الحوار مع ماري شقيقة المخطوف جورج وريما زوجة اخ بيار، فاعيق امل العودة مرة اخرى. واكدت جعجع لموقعنا تلقي عائلتي خوري وحمص اتصالاً مفاده بأن ولداهما في خطر وعلى الأهالي التصرف قبل فوات الأوان، حيث أعلنت “النصرة” ان “العسكريين سيدفعون ثمن تقصير الدولة اللبنانية. واعطت الاهالي مهلة حتى آخر الشهر الجاري للتحرك، قبل اتخاذ خطوات تصعيدية.

كما إجتمع الأهالي مساءً باللواء خير، وخرجوا من دون الإدلاء بأي تصريح، وفي معلومات خاصة لموقع “طلاب القوات” أن اللواء خير أكد للأهالي أن الدولة مستمرة بالمفاوضات حتى تحقيق الهدف بعودة أبنائها، وبالتالي الأهالي سيتريثون حتى يوم الأربعاء القادم للاجتماع باللواء إبراهيم الذي سيعود إلى لبنان بعد جولة مفاوضات مستمرة منذ الأسبوع الفائت.

ورغم هذه المستجدات المؤسفة، فضلنا نشر الحوار الكامل معهما، لما حمله من رسائل للشباب اللبناني، آملين ان تعم الايجابية من جديد على هذا الملف فنشهد قريباً النهاية السعيدة.

 

خوري: الفراغ الرئاسي يؤخر الحل الايجابي

  • كيف تلقيتم خبر الاختطاف وإلى من تحملون المسؤولية؟

في تلك الليلة جورج كان محجوزا بسبب الاوضاع  وكنا في “القبيات – عكار”، حين صدمنا بالحادثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتصلنا صورة بعدها عبر “whatsapp”، ولكن لم نستطع التأكد من صحة الخبر، إلا بعد 7 أو 8 أيام بعد لقاء رئيس الحكومة تمام سلام الذي اكد لنا عملية الخطف رسمياً.

وعن مسؤولية الخطف، لا يمكن تحميل هذه المسؤولية لأحد، فما حدث هو ظرف طارق عانت منه منطقة معينة اي عرسال ومن وجه الصدفة ان جورج يخدم هناك. وكان من الممكن ان يحدث ذلك في اي منطقة اخرى ومع وجوه عسكرية مغايرة.

  • أتعتقدين ان الفراغ في الكرسي الرئاسي لعب دوراً في تأخير هذا الملف؟

هناك رابط بين الملفين أقله برأي الشخصي، طبعاً لو كان للبنان رئيس لكان انتهى الملف بشكل اسرع، اذ عندما يوجد الرئيس يكون قرار الدولة موحد، خصوصاً وانه يمتلك صلاحية اتخاذ القرار النهائي. ونحن مررنا بهذه المشكلة في المرحلة الاولى، لأن مجلس الوزراء اختلف حول مبدأ المقايضة حين رفض بعضهم رفضاً قاطعاً هذا المبدأ قبل العودة بقرارهم والاجماع على الموافقة بعد معاناة استمرت اشهر عدة. هنا اعتقد ان وجود الرئيس كان قد خفف من وطأة هذا الاختلاف بإتخاذه القرار المناسب، بالتالي لم يتوجب علينا إنتظار موافقة مجلس الوزراء مجتمعاً للمضي بالمفاوضات والمقايضة كل هذه الفترة.

 

  • بعد أن تسلم اللواء عباس إبراهيم ملف المفاوضات تغيرت أمور عدة، وحصد مبدأ المقايضة الدعم الكبير، ما هي أسباب هذا التغيير بنظرك؟

لبنان تمثل بعدد كبير من الدول التي إعتمدت المقايضة كمبدأ في التفاوض، وأولها الدول الكبرى، فعلى سبيل المثال اعتمدت الولايات المتحدة الاميركية المقايضة في عدد من ملفات التفاوض كذلك فعلت الأردن في مفاوضاتها مع “داعش” لإطلاق الطيار قبل أن يقتل. هذه الخطوات شجعت الدولة اللبنانية على المضي بهذه الخطوة.

  • هل هناك إرتباط بين حوادث سجن رومية وعملية المقايضة؟

ما من علاقة بين الحادثتين، فالتغيرات في سجن رومية واجب على الدولة منذ زمن طويل كي تفرض هيبتها عليه كما يفترض. فهو سجن وللدولة هيبة يجب أن تفرض على كلّ شبر فيه بغض النظر عن ظروف السجناء وعدم محاكمتهم، وأنا شخصياً ضد الظلم وأسر حرية الفرد دون محاكمة ولكن “الدولة” فوق كل إعتبار.

  • كيف أثر الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على الملف، إيجابياً وسلبياً؟

للاعلام فضل كبير على الاهالي، فقد كان المنبر الذي أطلقنا عبره الصرخة، معلنين مطالبنا واستطعنا نقل الوجع إلى العالم إن كان من لحظات إنكسار أو تهديد أو ألم، او خوف او قلق… فهو من نقل الملف إلى المجتمع الدولي الذي تعاطف مع القضية… ونحن نشكر الإعلام الذي واكب بكل أمانة الملف منذ اليوم الاول حتى هذه اللحظة.

لكن للاسف بعض الوسائل الاعلامية إستغلت هذا الملف لأهداف سياسية تخدم وجهة نظر طرف معين، ما ادى الى تسريب بعض المعلومات التي اعاقت العمل أكثر مما سهلته. وأكرر لا يمكن أن أجمل كل وسائل الاعلام، فعدد منها أدى واجبه الاعلامي بكل ضمير مهني وصدق.

  • توجهتم إلى جرود عرسال لرؤية جورج، كيف تصفين الحادثة بشكل عام؟ (الانطلاق والاجواء المرافقة والحالة النفسية والصحية لجورج) وماذا عن إطلاق النار الذي تعرضتم له في طريق العودة؟

اريد ان الفت الى اننا أول من توجه لمنطقة جرود عرسال، في أيلول العام الماضي، اي بعد حوالى الشهر على عملية الاختطاف، كانت الطريق صعبة نحن توجهنا دون ابلاغ الجهة الرسمية اي الدولة اللبنانية، فكانت المخاطرة كبيرة. لا يمكن وصف المنطقة الا انها “بتخوف”، خصوصا انها شهدت حرب قوية، ورغم توقف إطلاق النار كان المشهد كالحرب الباردة أو “النار تحت الرماد”، المسلحون من جهة، والجيش اللبناني من جهة أخرى وفي أي لحظة كانت الجبهة مستعدة للعودة إلى القتال. لذلك كانت الطريق اشبه بمخاطرة كبيرة، وما من ضمانة للعودة سالمين، وحدها العناية الإلهية أعادتنا بعد تعرضنا لإطلاق النار أثناء العودة، ولكن “الحمدلله يود ان نعود بخير كما يريد عودة الشباب على قيد الحياة”.

بالنسبة للاشخاص الذين قابلناهم، اعتبر انهم بشر، اناس مشابهين لنا لكن بشكل خارجي مختلف، ويحملون السلاح كما توقعنا، ورغم هذا الاختلاف الا اننا تحدثنا معهم بلغة واحدة وحظينا بمعاملة اكثر من جيدة. كما اركز اننا لم نسمع كلمة مؤذية أو اهانة بل كان من تعامل معنا، يناديني بـ”أختي” ووالدتي بـ”الحجة”، لذلك ارى ان المعاملة لم تكن كـ”أهل أسرى” إنما كانت معاملة ضيوف . 

  • هل برأيكم من رسالة مخفية وراء عملية الخطف؟ فالسبب المعلن من الجهات الخاطفة هو “تدخل حزب الله في الحرب السورية” هل هو فعلاً هذا هو السبب الحقيقي بنظرك ام انه مجرد حجة؟

أفضل عدم الدخول في تفاصيل هذا السؤال، فالشق السياسي من الملف لا يعني اهالي المخطوفين. ولكن ما من شيء يحدث في العالم من دون اسباب أو نتائج، عملية الخطف كانت مدروسة بشكل دقيق ونفذت لهدف معين، اما النتائج فظهر البعض منها والبعض الاخر سيظهر قريباً. ولكن لا يمكن أنكار أن تدخل حزب الله في سوريا أثر على عملية الخطف، الخاطفون هم من الثوار في سوريا ومن الطبيعي اصرارهم على رفض هذا التدخل.

 

  • هل فقدتم الامل في لحظات معينة من عودة جورج؟

أنا ماري، شخصياً لم أفقد الامل، فمن البداية وضعت الخير أمامي ومن يضع الخير نصب عينيه سيحصده يوماً ما، ولكن لا أنكر الخوف الذي مررنا به في لحظات عدة، وهو مستمر حتى اللحظة التي أرى فيها جورج في منزله في القبيات. رغم كل التقدم والتطور الذي شهدته المفاوضات لن نرتاح قبل رؤية العسكريين بين أهلهم ووطنهم من جديد، لذلك الايجابية الوحيدة تكمن في تلقي إتصال مفاده “خيك بخير تعي إستلمي”.

  • هل من عتب على الأطراف السياسية؟ وكيف أستطاع الاهالي الإستمرار لمدة 8 أشهر في إعتصام رياض الصلح؟

“العتب على قدر المحبة” هناك عتب على الأطراف السياسية والقيادات المسيحية التي بنظري لم تتابع الملف بالشكل المناسب، لكن لا يمكننا أن ننكر وقوف رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع إلى جانبنا في مراحل عدة وإتصالاته الدورية للإطمئنان علينا والسؤال عنا. ولا يمكنا أن ننسى المساعدات اللوجستية التي قدمها رئيس “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري ودعم تياره للأهالي منذ اليوم الاول.

  • ما هي الرسالة التي تريدين توجيهها للشباب اللبناني؟

رسالة “يمكن توجع البعض”، الشعب اللبناني معروف بالـ”الهوبرة” والمظاهر، لا يتضامن الا عبر الـ”Social Media” من خلال “Post” يدعم الجيش اللبناني و Like “” و”Share”. ولكن هذا ليس دعماً فعلياً كذلك لا يتجسد امام التلفزيون في المنزل، الدعم الحقيقي يكمن في المشاركة بالاعتصامات والوقوف الى جانب الاهالي ورفع الصوت الى جانب والدة كل مخطوف والضغط على الرأي العام كي يمارس بدوره ضغط على الجهات المعنية.

سبق وطلبنا الدعم من “الشعب اللبناني” مراراً ولم يلب نداء المشاركة بالتحرك السلمي لرفع “السكين” عن أعناق عناصر من الجيش اللبناني المولج حمايتهم. للأسف، لو توحد الشعب الى جانب الاهالي لكان الملف حلّ منذ وقت بعيد، فالحكومة لن تقف مكتوفة الايدي امام استنفار الشعب، وبالتالي لن يتهاون المجتمع الدولي في ظلّ إرتفاع صوت شعب باكمله.

 

 

ريما جعجع: الدولة تتحمل جزء من المسؤولية

  • كيف تلقيتم خبر إختطاف بيار؟

كنا وصلنا إلى “برقا” في منطقة دير الأحمر لقضاء عطلة نهاية الاسبوع، وتلقينا خبر إشتباكات في عرسال من دون معرفة تفاصيل اضافية عن الحادث، فما كان علينا الا انتظار نشرات الاخبار التي نشرت صورة للعسكريين في عربة مع مسلحين ملثمين ومن بينهم بيار.  بعدها، وصلتنا رسالة قصيرة على الهاتف مفادها بإستشهاد بيار، ولكن لم نصدق الخبر وباشرنا الاتصالات لمعرفة مصيره الحقيقي حتى تلقينا رسمياً خبر إختطافه موثقاً بالصور.

في البداية كان الإعتقاد أن الأمر بسيط والامور ستحل بشكل سريع ولن تتعدى مدة الخطف الساعات القليلة، ولكن تبين لاحقاً عكس ذلك وها نحن اليوم دخلنا الشهر التاسع على إختطاف العسكريين.

  • لبيار ولدين، كيف يتعاملان اليوم مع غياب الوالد وهل يدركان السبب؟

ولدا بيار يدركان القصة الكاملة وهما في قلب الحدث، ويمكن القول ان هذه الحادثة اثرت كثيراً عليهما اذ لا يزالان في حال “صدمة” إن صح القول. بيار كان والدا حنونا ومحبا ويعشق الاولاد، ومعاملته المميزة لهم خلقت فراغا كبير بعد غيابه، مما أثر سلباً على أدائهم في المدرسة وحتى داخل البيت، لدرجة ان سيارته لا تزال خارج البلدة تخوفاً من ردة فعل الاولاد عند رؤيتها من دون الولد… هم يسألون بإستمرار عنه، خصوصاً بعد علمهم بتفاصيل الحادث.

  • لمن تحملون المسؤولية في كل ما حصل؟

يقع جزء من المسؤولية على “الدولة اللبنانية”، فهي المعني المباشر اذ كان على الجهات المعنية أن تستدرك الامور منذ اللحظة الاولى وتمنع الوصول إلى هذه المرحلة والى مقتل بعض العسكريين. نحن حتى اليوم نجهل تفاصيل دقيقة عن عملية الخطف، وعن الاسباب غير المباشرة وحتى السبب المباشر يحمل تأويلات عدة، فنحن كأهالي نريد عودة اولادنا سالمين والحكومة هي المسؤولة عن سلامتهم.

 

  • هل تعتبرين أن تدخلات سياسية أسفرت على عرقلة الملف؟

الجيش اللبناني هو صاحب القرار، قد تؤثر السياسة في مكان ما لكن الجيش أثبت عن قيادة حكيمة وهذا كان جلياً خلال المعارك التي خاضها في جرود عرسال وبعلبك حين وضع حداً لتحركات المسلحين وأفشل خططهم بالدخول والتوغل داخل الاراضي اللبنانية.

 كيف كانت الزيارة إلى جرود عرسال ولقاء بيار؟

الاستقبال كان أكثر من جيد والمعاملة أيضاً، تغير شكله قليلا وتعبت نفسيته، في النهاية مركز الخطف ليس فندق خمس نجوم، واللقاء كان مؤثرا وجيدا. لمسنا ارتياحا لدى بيار، فالمعاملة كانت جيدة فاقت توقعاتنا، لذلك نسبيا يعد بحالة جيدة. 

  • كيف أثرت الزيارة على بيار وعلى العائلة؟

الزيارة كانت بمثابة جرعة أمل لبيار ولنا ورفعت من معنوياته، خصوصا وان الزيارة تمت بعد 6 أشهر تقريباً. تمنى رؤية الاولاد ولكن لم نقم بهذه المبادرة خوفا مما كان مخبئ لنا، والاهم اننا اطلعناه على تحركات الاهالي وطلبنا منه ان يتضامنوا جميعهم كما هي الحال بين الاهالي برياض الصلح.

 

  • هل التحركات التي قمتم بها من إعتصامات واقفال طرقات أثرت إيجابياً على الملف؟

بالطبع أثرت إيجابياً، هي من أبقت الملف على نار حامية وابقته على لسان الرأي العام اللبناني. 

  • ما الرسالة التي توجهينها الى الشعب اللبناني؟

سبق وقلناها مراراً، تمنينا على الشعب اللبناني الوقوف الى جانبنا والتحرك على الارض، فالعسكريون هم حماة الوطن وسياجه وضحوا بحياتهم لحماية هذا الشعب وهذه البلاد، لذلك العتب “أكتر من كبير”. وللاسف بادر البعض بالاستهزاء عندما قمنا بقطع الطرقات، كما تضامن البعض الاخر بالحزن والبكاء خلال مشاهدة  نشرات الاخبار أو خلال ادلائنا بالتصاريح.

الجيش والقوى الامنية هي لكل الشعب اللبناني ليس فقط لافراد عائلاتهم، ما لم نشعر به لحظة واحدة طيلة هذه الاشهر رغم انها قضية وطن وليست قضية أفراد.

 

  • كيف تردون على من إعتبر تحركاتكم وسيلة إبتزاز من قبل الخاطفين لهيبة الدولة اللبنانية؟

تحركاتنا اوقفت عدد من عمليات الاعدام، وفي نهاية المطاف نحن اهل هؤلاء المخطوفين لذلك لا قدرة لدينا على الاستسلام والرضوخ للامر الواقع، فكانت هذه التحركات بمثابة وسيلة تواجه القتل. هذا ليس بإبتزاز، إنما ردة فعل طبيعية على إتصالات وتهديدات كانت تردنا بإستمرار، نحن نتفهم هذه الاراء ونأمل أن يتفهم اصحاب تلك الاقوال قلقنا وخوفنا. والله وحده من أعطانا القدرة على التحمل والثبات حتى اليوم وما من سلاح أو ورق ضغط بين ايدينا سوى الاطارات التي نستعملها لقطع الطرقات.

بالامس القريب كان أمل الأهالي أن تنتقل الايجابية التي لمسوها لدى “جبهة النصرة” إلى ملف العسكريين لدى” داعش” بعد تحديد المطالب، واليوم عاد الدخان الأسود يلوح في الأفق من جديد. من هنا دعوة واضحة وصريحة بأن يتحمل كل مسؤول مسؤوليته فكفانا هدراً لدماء شبابنا وكفانا استخفافاً بهيبة الدولة.

تحقيق APR 28, 2015
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد