"الروح الموجودة في الجامعات هي روح قواتيّة"، هكذا يلفت سالم زهران أحد إعلاميي محور الممانعة إلى أجواء الجامعات والطلاب، إذ استطاعت الدوائر الجامعيّة في مصلحة الطلاب ـ حزب القوات اللبنانيّة تحقيق انتصاراتٍ تلو الأخرى في الانتخابات الجامعيّة. وبرهنت الدوائر مدى جديّتها في العمل في كل المناطق، إن كان في بيروت وجبل لبنان أو في البترون والكورة. ولضمان "استمراريّة هذه الانتصارات يجب البدء بكودرة التلميذ في دائرة المدارس"، هكذا يُبرِز رئيس دائرة المدارس جون شمعون مدى أهميّة هذه الدائرة على صعيد العمل الحزبي والوطني.
والمدارس التي تعاني من أزمات متعدّدة إن كانت ماديّة من ناحية إعطاء الأساتذة حقوقهم في ظل الأوضاع الماليّة السيئة في لبنان، وإن كانت تعليميّة من ناحية تطوير المنهج التعليمي، يشير شمعون إلى أنّنا "لا يمكننا الوقوف ماديّاً وماليّاً إلى جانب الطالب، إلّا أنّنا يمكننا أن نعطيه المقوّمات التي تُخرِج منه كل مواهبه وطاقاته وذلك لكي ينجح بحياته في المستقبل، وذلك عبر تشجيعه على القراءة والتثقّف السياسي والتاريخي، كما عبر الإضاءة على أهميّة الإيمان في المجتمع، وذلك بحسب فكر كل طائفة".
ويلفت شمعون إلى أنّ "هدف الدائرة الأساسي هو كودرة الطالب على ثلاثة أصعدة، صعيد أكاديمي، صعيد فكري، وصعيد اجتماعي، وذلك لتعزيز وتنمية القيَم الاجتماعيّة"، موضحاً أنّنا "نقوم بنشاطات أكاديميّة ليتفوّق الطالب في مجتمعه من صِغَرِه، وإعطائه المقوّمات الأساسيّة لينجح في حياته الدراسيّة، كما المقوّمات الاجتماعيّة لتعزيز الوطنيّة وروح المساعدة والعطاء".
ويضيف أنّ "الفكر هو لإعطاء الطالب المعلومات اللازمة عن تاريخ لبنان كما تاريخ الطوائف والجماعات التي تعيش في لبنان والمنطقة".
ويشدّد على أنّ "هناك هدف آخر للدائرة، وهو أنّ الطالب مُسيّر في معظم الأمور التي يقوم بها في حياته اليوميّة، إن كان في المواد التي يتعلمّها في المدرسة أو الدوامات أو أساتذته حتّى"، فيصف شمعون حياة الطالب بأنّها "روتينيّة، ومسيّرة، ومعروفة". ومن هذا المنطلق "إنّ أوّل خيار للطالب الذي يقوم به هو الانضمام إلى دائرة المدارس التي تُنمّي فيه روح المسؤوليّة، إذ يتعلّم أهميّة الوقت والتعب والعمل الجماعي كما يتعلّم معنى التضحية للمجتمع".
ويصف شمعون انتماء الطالب إلى دائرة المدارس بأنّه "أجمل نوع انتماء حزبي يمكن أن يختبره الفرد، لأنّه أوّل خيار مستقل يأخذه، وهو أن يكون ملتزم في حزب القوات اللبنانيّة".
أمّا عن أنشطة الدائرة فيوضح أنّها "تختلف وفقاً للظروف والأيام، إنّما عليها أن تحقّق إحدى الأهداف التي تحدثنا عنها"، مضيفاً أنّ "النشاط يجب أن يكون له شق أكاديمي أو فكري أو اجتماعي، أو نشاط يجمع الثلاثة في الوقت عينه". ويعطي شمعون المخيم التي قامت به الدائرة على مدى ثلاثة أيام بين 12 و14 كانون الثاني 2024 مثلاً إذ "جمعَ المخيم الشق الترفيهي مع الاجتماعي والفكري والأكاديمي".
ويتابع أنّ "الأنشطة يمكن أن تكون على شكل ورشة عمل أو محاضرة أو زيارة لأحد الأماكن ذات أهميّة تاريخيّة ـ وطنيّة"، مشيراً إلى أنّه "يمكن أيضاً أن تمتد الأنشطة على الصعيد الاجتماعي أيضاً إن كان عبر مساعدة عائلات خلال الأعياد وبعدها، أو عبر حملات توعية كمكافحة التنمّر، كما أنشطة تساعد الطالب على متابعة علمه على أكمل وجه، مثال على ذلك مبادرة (سّلم وتستلم)، التي قامت على أساس تبادل العائلات الكتب المستعملة وذلك لعدم قدرتها على شراء كتب جديدة". كما كشفَ عن أنّ "الدائرة ستقوم بتوجيه الطلاب نحو الاختصاصات التي قد يبدعون فيها في الجامعات وحياتهم المهنيّة، وذلك في نيسان المقبل".
أمّا عن انتشار دائرة المدارس في لبنان، يوضح شمعون أنّها "ليست محصورة في قضاءٍ واحد أو منطقة واحدة، أو حتى طائفة واحدة، إنّما الهدف هو الانتشار على صعيد كل لبنان وأن تطال كل مدرسة وكل منطقة وأن نعزّز في كل طالب ومدرسة، القِيَم والمبادئ التي تحدثنا عنها".
وعن موقع دائرة المدارس في حزب القوات اللبنانية وفي مصلحة الطلاب، يلفت إلى أنّ "الحزب والقيادة ترى أنّ الدائرة لها موقع أساسيّ، لأنّ ضمان مستقبل مصلحة الطلاب يبدأ في المدارس"، مشيراً إلى أنّه "لضمان استمرار النجاحات في الانتخابات الجامعيّة التي شهدناها خلال العام الدراسي الحالي يجب كودرة طلاب المدارس عبر الدائرة، وتزويدهم بالروح القواتيّة التي سيحملونها معهم في الجامعات".
كما يؤكّد أنّ "قيادة الحزب ومصلحة الطلاب تقدّمان كل الدعم المطلوب لضمانة نجاح دائرة المدارس".
ويلفت إلى أنّه "عندما نرى أنّ هناك ظرفاً يُجبرنا على التحرك فسنقوم بذلك من دون شك، مثال على ذلك خلال العام 2020 مع جائحة كورونا عندما كان الطالب يستصعب التعلّم عن بُعد، فاجتماعات الخلايا والدائرة تحوّلت أيضاً إلى اجتماعات عن بُعد، لذلك إذا استطاع أن يحضرَ اجتماعاً أو محاضرةً عن بُعد فسيتمكّن من حضور ساعات المدرسة عن بُعد من دون صعوبة".
ويشير إلى أنّنا "نرى أنّ المنهج الدراسي بحاجة إلى تعديل جذري لمواكبة التطوّر الذي نعيشه"، محذّراً من أنّه "إذا لم يتمّ تعديل المنهج، فذلك سيكون له نتائج سلبيّة جدّاً، إذ يجب على المدرسة والطالب أن يسيرا على خطّ متواز".
ويعلن شمعون عن أنّنا "سنستمرّ بالإضاءة على أهميّة تطوير المنهج لمواكبة كل ما يحصل في لبنان والعالم، كما سنكون الى جانب الطلاب في كل مشاكلهم وسنعمل على مساعدتهم ليصبحوا مواطنين صالحين وناجحين وبارزين في المجتمع".