"إذا رحلتُ سوف تقوم الفوضى العارمة في المنطقة" هذا ما قاله بشار الأسد إبّان بداية الثورة الشعبية في الشام وكأنه مصير واحد وحال واحدة.
تمّت الثورة سلميا الى أن تحولت لمجازر ينفّذها أزلامه وينكرها بشار، حتى وصل الكلام عنده للقول بأنهم مجرد مجموعة عصابات تحاول القضاء على السلم الأهلي وفك أمن الدولة.
سلّمنا جدلا انه مظلوم وكل ما يحدث هو مؤامرة تُحاك ضده وضد نظامه البعثي المستبد، لكن ألَم يكن باستطاعة جهازه المخابراتي المنظم ان يقمع هذه المجموعات المخرّبة والمحرّكة لأحاسيس الشعب السوري؟
حدث ما حدث ووقعت الكارثة فبدأت المعركة بين بقاء بشار "الملك" على كرسي العرش أو الجلوس على كومة قشّ، وفي كلتا الحالتين فالخاسر معروف: فإن بقي بشار سيحظى بنقمة ذوي الشهداء الذين استشرست أنيابه عليهم وإن رحل سيخسر نفسه ويتحول من أسد الى مجرد جسد.
أمّا عن لبنان، فمحاولات حماية الظهر عبر توسيع حدود المعركة بمعاونة عملاء بشار في لبنان لم تهدء منذ بداية الثورة؛ فتارةً يقومون بالخطف بقاعياً، وطوراً بالقصف والقتل في الشمال وفي النهاية بالتخريب على صعيد الداخل اللبناني عامةً... كل ذلك بهدف كسب الجبهة اللبنانية للحفاظ على موقع سيّد البلاط "بشار" ولاستعادة الكنز اللبناني الذي لا ينضب. وأكثر من ذلك لا زال النظام البعثي الحاقد ينفذ سياسته الوحيدة الا وهي "فرّق تسد" فيعمل على تفريق اللبنانيين وزعزعة عيشهم المشترك وخاصّةً فك وحدتهم طيلة سبع سنوات لم نشهد لها مثيل منذ ثلاثين عام.
أخيراً وللتاريخ يا بشار؛ تذكر:
بالأمس دخل أبوك ونحن أخرجناك، أمّا اليوم فليس بمقدور أبيك أن يعود ولن يكون باستطاعتك أن تدخل مجدداً، لأن الشعب اللبنانيّ بات يعي لعبتكم وأصبح محصّناً أمام أي دخيل عبر الوحدة التي أمنتها ثورة الأرز فهيّا الى مزبلة التاريخ واترك لبنان بسلام .