هو عيد الميلاد، ذكرى تاريخ الخلاص الذي لا بدايّة له ولا نهايّة... في مثل هذا اليوم حلّ بيننا الإبن متجسداً من مريم العذراء. هو المولود غير المخلوق نزل عن عرش أبيه ليرفعنا ويحررنا من الهلاك.
لعيد الميلاد رونق خاص، ووهج لا يمكن إطفائه تبدأ التحضيرات له وتنتشر الزينة وتنظم الإحتفالات... ولكن هل تسائلنا يوماً عن معاني هذه الرموز وما هو المعنى الحقيقي والجوهري لعيد الميلاد؟
الرموز المستخدمة للزينة والاحتفال بالميلاد جميعها لها معاني خاصة، لكن مع مرور الزمن وبسبب علمانية عيد الميلاد فقدت هذه الرموز معناها الحقيقي وفي ما يلي قائمة بأبرز الرموز المستعملة على أمل أن نتعلم منها ما أراد طفل المغارة أن نحفظ في قلوبنا:
"هي الرمز السماوي للوعد" الله ارسل المخلص للعالم ونجمة بيت لحم كانت علامة الوعد فهي قد قادت المجوس الى مكان ولادة المسيح. ويقال انه يوجد في السماء نجمة لكل شخص في العالم تمثل الامل للانسانية.
هو اللون الاول لعيد الميلاد، واستخدم من قبل المؤمنين الاوائل لتذكيرهم بالدم الذي سفك من قبل المسيح.
فالمسيح اعطى حياته وسفك دمه من اجل ان نحصل على الحياة الابدية.
هو اللون الثاني لعيد الميلاد،اللون الاخضر للاشجار دائمة الخضرة يبقى كما هو طول ايام السنة، الاخضر هو الشباب والامل واكثر الالوان غزارة في الطبيعة، الاوراق الابرية الشكل لشجرة عيد الميلاد تتجه نحو الاعلى وترمز الى الصلوات المتجهة نحو السماء.
استعمل الجرس للعثور على الخروف الضال. سيدق الجرس لكل شخص ايضا ليجد طريقه للاب "الراعي الصالح".ويعني ذلك الهداية والرجوع بالاضافة الى ذلك تؤشر الى اننا جميعا اعزاء في عيون الله.
الشموع على شجرة الميلاد كانت تمثل تقدير الانسان للنجمة. في الكثير من البيوت تضاء الشموع وهي تمثل نور الله.
توضع على الهدايا لتذكرنا بروح الاخوة، فمثلما يربط البمباغ هكذا يجب ان يكون الجميع مترابطين مع بعضهم البعض.
تمثل عصا الراعي، الجزء المعقوف او الملتوي من العصا كان يستخدم لجلب الخروف الضال. اللون الاحمر والاخضر وبقية الالوان المستخدمة بشكل حلزوني ترمز الى اننا حراس الاخ الضال، كما تمثل العكازة الحرف الاول من اسم المسيح باللغة الانكليزية عند قلبها رأسا على عقب، Jesus
يرمز الى الطبيعة الخالدة للحب الإلهي الذي لا ينقص ولا يتوقف، ويذكرنا الاكليل بحب الله اللامحدود لنا فهو السبب الحقيقي والصادق لميلاد المسيح.
هنالك العديد من الأساطير حول شجرة عيد الميلاد،يعتقد بأن الالمان كانوا أول من بدأ بتقليد شجرة الميلاد غير مزينة.
أقدم أسطورة تقول بأن القديس الشهيد بونيفس (680-754) الراهب والمبشر البريطاني الذي نظم الكنيسة في فرنسا وألمانيا، وبينما كان مسافرا الى ألمانيا للتبشير بكلمة الله التقى بمجموعة من عبادي الأوثان المتجمعين حول شجرة البلوط على وشك نحر طفل لاله الرعد أي الثور.ولمنع عملية النحر وانقاذ حياة الطفل قطع القديس بونيفس الشجرة من شدة غضبه بلكمة واحدة، أثناء سقوطها حطمت تلك الشجرة جميع ما في طريقها من شجيرات عدا شجيرة "الشربين"وبمحاولة منه لكسب الوثنيين فسر بقاء الشجيرة على أنها أعجوبة مُطلقا عليها اسم شجرة يسوع الطفل .. "شجرة الحياة".
كانت أعياد الميلاد الاحقة لهذا الحدث تُحتفل بزرع شجيرات الشربين وفي أواخر القرون الوسطى وضع الألمان وسكان سكندنافية الاشجار الدائمة الخضرة داخل بيوتهم.

أسطورة ثانيّة تقول بأن القديس بونيفس استخدم الشكل الثلاثي للشجيرة لوصف الثالوث الأقدس. المعتنقين الجُدد بدأوا بتكريم الشجرة كما فعلوا مع شجرة البلوط قبل اهتدائهم للمسيحية. منذ القرن الثاني عشر، في أوروبا الوسطى في فترة عيد الميلاد كانت تعلق أشجار الشربين رأسا على عقب من سقوف المنازل كرمزا للمسيحية.
أسطورة ثالثة تروي أن في ليلة الميلاد صادف أن التقى حطاب فقير بصبي مفقود وجائع، وبالرغم من فقره أعطى الحطاب الأكل والمسكن للصبي الفقير لتلك الليلة، وفي صباح اليوم التالي استيقظ الحطاب ليجد شجرة جميلة تتلألأ خارج بيته بينما اختفى الصبي. فسٍرّتْ هذه الأسطورة أن الصبي الجائع كان المسيح المتنكر وخلق الشجرة كمكافئة لإحسان الحطاب الطيب.
أما نحن اليوم معظمنا قد تخلى عن معاني عيد الميلاد الحقيقيّة، وهذه الزينة لا تعني لغالبيّة المسيحيين سوى "ديكور" خارجي جميل يزين قاعات الجلوس والمنازل والمتاجر. هل سنرى وجه مسيحنا الجائع والمسكين، هو من تخلا عن عرشه السماوي ليكون بيننا، في عيون الأرامل والفقراء والمشردين في هذا الميلاد؟! فيكون لنا "ميلاد مجيد"