أنا إبنة اليسوعية، تعلمت في حرم العلوم الاجتماعية، وأقول بكل فخرٍ أن ولائي الاول هو لهذه الجامعة. ولائي لجامعة احتضنت في قلبها القلب النابض للبنان، ولائي لجامعة سطع فيها نجم الرئيس الشهيد بشير جميل، ولائي لجامعة دخلتها وأنا مقتنعة أنها مدرسة في الحياة قبل أن تكون مجردة مبنى ودكاترة وكافيتيريا وطلاب.
الإنتماء الديني والقناعة السياسية حقوق ضمنتها كل المواثيق المعترف بها في دولة القانون. ولكن كيف لنا أن نستنظر من جنود أسد كرس بإسمه وتعاطيه مع شعبه شريعة الغاب أن يتقبلوا أبسط الحقوق المدنية؟
لطالما شهد حرم العلوم الإجتماعية الاشكالة السياسية.
فينبع الاشكال الأساسي من لبنانيتنا وقناعاتنا الايديولوجية المختلفة. فبالرغم من اتفقنا على العدو، اختلفنا على الصديق والأخ والحليف. شبابٌ ننتمي إلى مجتمعٍ ممزق، فقدت فيه الكرامة والعدالة، ظننا اننا سنجد في جامعة الآباء اليسوعيين فسحة نعيش فيها حلم الدولة، تحت صورة شهيد أكبر من الدولة.
انما وللأسف تلاشى حلم الدولة مع تلاشي صورة الجامعة اليسوعية في وجداننا. بين الإستخفاف بتدنيس صورة شهيد الجمهورية وتجريم رفع علم القوات، ضاعت الجامعة اليسوعية، تلك الجامعة التي لم تغلق ابوابها خلال الحرب اللبنانية، مخاطرةً بالحجر لكتابة تاريخ بلد خسر الدولة ولم يعرف يوماً الأمة.
بإسمي وبإسم كل من إرتبط إسمه بإسم اليسوعية أطالب إدارة الجامعة بأن تأخذ قرار انقاذ نفسها، وأن تبدي العدالة لأجل الأمن والتاريخ على المحسوبيات ودهاليز السياسة اللبنانية.
اليوم الجامعة اليسوعية التي حافظت على إرث الآباء اليسوعيين أمست أجمل ذكرى من أجمل ذكرى في حياتي وتشهد للأسف تحقق نبوءة السيد نصرالله. فقد أصبح في لبنان اليوم مليونيّ جائع، وبدل إعطاء الرغيف، لقد أشهر السيف.
مع كل محبتي