"يا أيها المسيحيون في الشرق، أنتم في خطر!!! وهناك من هو موجود خارج الحدود وداخلها يريد حمايتكم"!!!
إنها سخرية الأقدار، إنه التزوير للتاريخ المسيحي في هذا الشرق. ومن منكم تساوره الشكوك للحظات ليقرأ كتب التاريخ. لينهل من المسيحية ما لا يدركه وجدان بعض الغيارة على المسحيين في الشرق ووجودهم.
يستحضرني هنا قول السيد المسيح للتلاميذ: "أرسلكم كالخراف بين الذئاب... طوبى لكم إن عيروكم".
وكأن الإضطهاد، لعنة عند بعض الجهلة!!!
التحول إلى أهل ذمة، الهجرة
أتذكرون؟؟؟
حملات المماليك العسكرية؟؟؟
الحملة على جبة بشري عام 1283، يوم حرقت الجبة بالكامل ولجأ أهلها إلى وادي قنوبين. أسمعتم بإسم عاصي الحدث وقرأتم عنه يوما؟؟
الحملة على بلاد جبيل عام 1291.
الحملة على كسروان عام 1305...
يومها كان سكان كسروان سنة ومسيحيين، شيعة ودروز؟؟؟ ليستند البعض ويقول في ما بعد كسروان أرض للشيعة والمسيحيون أتوها غزاة. بعدما عاد المسيحيون وإشتروا الأرضي بعد التهجير، فكانت معركة 1750.
أتذكرون؟؟؟
ثورة 1958، من أين أتت الأسلحة والذخائر؟؟؟ وإتفاق القاهرة المبهم عام 1969.
مخطط كيسنجر!!! عام 1975، أتذكرون الدلهامية؟؟؟ أتذكرون أرض البطريركية المارونية في لاسا؟؟؟
أتذكرون؟؟؟ خطاب حافظ الأسد على مدرج جامعة دمشق في 20 تموز 1976 مبررا ً إجتياح لبنان بقوله: "قدمنا السلاح والذخائر، وقررنا أن ندخل تحت عنوان "جيش التحرير الفلسطيني"، وبدأ هذا الجيش بالدخول إلى لبنان.
أتذكرون؟؟؟ الهجوم على دير الأحمر وشليفة...
أتذكرون؟؟؟ يوم كان النظام السوري حريصا ً على المسحيين ووجودهم، فقصف أحياء الأشرقية وأزقتها... ودكت مدافعه عروس البقاع زحلة... ومن فيض محبته للبنانيين ضرب طرابلس التنوع عام 1985. فهجر أهلها حرصا ً على المسيحيين؟؟؟
أتذكرون المناطق الحرة!!! ودور المقاومة؟؟؟ والموقف الشيعي المعارض لأمن المجتمع المسيحي؟؟؟
وثلاثين عاما ًمن الإحتلال السوري المباشر، والقمع والتعذيب والسجن بحق المسيحيين... والصيغة المنقحة بثوب المقاومة التي تحتل لبنان بطريقة غير مباشرة... بعباءةٍ سوريةٍ وطربوشٍ إيراني منذ 2005 حتى اليوم.
أما ذاتية معلولا، في وجدان البعض ظهرت اليوم، أمنا ً ذاتيا ً أيام السلم لدس السم ّ في جسد الدولة التي تحتظر بأنامل الدويلة... التي رفضت الأمن الذاتي للمجتمع المسيحي في أيام الحرب.
والمضحك المبكي... أن من أظهر للعالم حبه للدولة عام 1990... يدعم دويلة الفرس في لبنان، رافضا ً فكرة الأمن للمجتمع المسيحي أيام الحرب أيضا ً... متباهيا ً بالبكاء على الوجود المسيحي اليوم هو الذي ضرب نواة مجتمعه بالأمس البعيد والقريب.
أما موقفنا اليوم، هو نفسه... عبر التاريخ المسيحي في هذا الشرق عبر 1400 عام من المقاومة لأجل الوجود الحّر. لا يزايدن أحد ٌ علينا بحماية المسيحيين، فنحن من قدم أكثر من عشرة ألاف شهيد... في الحرب ورمزي عيراني وبيار بولس وطوني ضو لنبقى... لا ليس من سُجِنَ 11 عاما ً تحت الأرض من يساوم على حقوقنا... وعلى الوجود.
لا ليس من قصف الأشرفية... وزحلة... وضرب العيش المشترك في طرابلس... وعاف في الدولة خرابا ً وفسادا ً على مدى ثلاثين عاما ً هو من يحمينا اليوم في معلولا.
من يحمينا اليوم كمسيحيين ليس من كان اليّد السورية التي نابت عن الخروج السوري، ولا ورقة قشر البرتقال التي عاف بها الإصفرار إصفرارا ً...
من يحمي المسيحيين اليوم وإلى الأبد... هي الدولة وحدها، من يحمي المسيحيين هي الشراكة مع الأعتدال في كل الطوائف... وعيش جوهر الرسالة المسيحية في الشرق... من يحمينا إن تقاعصت الدولة لا سمح الله... هو موقفنا وقرارنا التاريخي بالمقاومة عبر الأجيال... وحذاري حينئذ ٍ لكل من يدعي حمايتنا أن يتجرع كأس علقم محاربتنا من جديد... ولدنا أحرارا ً لنعيش الحرية التي من أجلها نموت واقفيين.