تطور مفهوم المقاومة في لبنان من مقاومة وطنية، من ثم إلى مقاومة إسلامية ليستوطن في نهاية المطاف صفة المقاومة الإيرانية في المنطقة. لم يعد يخفى على أحد بأن حزب الله قد تمكن من إبتلاع مقومات الدولة اللبنانية، فحول اسلحته ليغتال شيئاً فشيئاً المؤسسات الرسمية.
لقد تمكن من إحتلال وزارة الخارجية "سلمياً" من خلال وزير لم يخفي يوماً، من خلال مخالفته مقررات مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية، تقديم أوراق اعتماده لدولة حزب الله وسورية.
لم يتردد يوماً هذا الحزب من إحتلال شوارع بيروت من أجل تحقيق مكاسب سياسية إن في 7 ايار ٢٠٠٨ أو من خلال إسقاط حكومة الرئيس الحريري.
لم يخجلوا من "تمجيد" الأيام وتدنيسها تبعاً لمشيئتهم "الإلهية".
رسموا الخطوط الحمر أمام الجيش اللبناني ومنحوه "تأشيرة دخول" كما يشاؤون.
حرموا على الضابط سامر حنا قيادة طائرة الجيش اللبناني في منطقة معينة "فعاقبوه" بالقتل.
صنفوا اللبنانيين إما شرفاء, "قديسين " مقاومين أو خونة عملاء لأسرائيل.
اصدروا احكامهم بتبرئة المتهمين بإغتيال الرئيس الحريري ومحاولة إغتيال النائب بطرس حرب، فرفضوا حتى التحقيق معهم.
المشكلة الأكبر أنهم لم يكتفوا بهذا الحد. نحنٌ من عانينا من حروب الأخرين على ارضنا تحولنا إلى مساهمين في حروب على أراضي الأخرين.
لا بد من أن يحسم حزب الله أمره. لا بد أن يختار بين انتمائه إلى لبنان أو إلى ولاية الفقيه. لا بد أن يقرر التواضع وتصنيف نفسه كسائر البشر بدل الإستقواء من خلال سلاحه على الأخرين. لا بد أن يعود إلى كنف الدولة و- يعلن عن "حله" لدولة حزب الله لنتمكن سويةً بناء لبنان قبل أن يفوت الأوان علينا جميعاً.
من اليوم إلى حينها أهلاً بكم في .... "دويلة لبنان داخل دولة حزب الله".