داعشية أمنية ودواعش سياسية
الموقف JUL 07, 2014
مرّة جديدة تضرب العواصف المركب اللبناني مانعة وصوله لبر الأمان، محاولة تدمير كيانه ودمجه في إيديولوجيات بعيدة كل البعد عن تاريخه النضالي المقاوم.
تهديدات أمنية وتعقيدات سياسية تزيد من ظلمة النفق الذي أدخلتنا فيه بعض القوى السياسة تلبية لأهدافها العقائدية.

أدخلونا في حروب عبثية كنّا بغنى عنها مما دجج التطرف الطائفي وكان سبب أساسي للأصوليين والداعشيين الإرهابيين للدخول إلى لبنان، مع العلم إن تلك المنظمات كانت صنيعة النظام البعثي الذي يدافع عنه تنظيم "حالش".

ليس غافلًا على أحد كيف فتحت السجون العراقية والسورية معاً لعناصر استخبارية سورية وإيرانية وعراقية لتنظيم فصيل مقاتل من عناصر القاعدة الموجودين في السجون السورية والعراقية، وتم ذلك عبر اختراق مدبر، اعتمد فيه على ضباط متمرسين كانوا على علاقة وثيقة بتنظيم القاعدة، وعلى رأسهم المدعو "أبو القعقاع" الذي أدخل معتقل صيد نايا، وهناك كون فرع جيش دولة العراق والشام الإسلامية، وفي سجن التاجي تم اختراق مقاتلي تنظيم القاعدة المعتقلين في ذلك السجن؛ ليبدأ تكوين الظهير الآخر للتنظيم، واستهدف أكثر من ألف مقاتل مُكنوا من الفرار من ذلك السجن، ومُنحوا تسهيلات لوصولهم إلى الأراضي السورية؛ ليشكلوا مع المقاتلين السوريين الذين جرى إطلاق سراحهم من معتقل صيد نايا؛ ليتكون جيش دولة العراق والشام الإسلامية من قرابة ألفي مقاتل شرس، جميعهم متدربون ومخترقون من ضباط المخابرات السورية والإيرانية، بخاصة الذين تكفلوا بإيصال الأموال والأسلحة لهم؛ ليصبح هذا الجيش قوة عسكرية فعالة، تخدم ادعاءات النظام السوري، وتربك خطط الجيش السوري الحرّ، وقد تقضي عليه.

للأسف تلك الأخطار الأمنية لم تحرك ضمير النواب المعطلين للإستحقاق الرئاسي وخصوصًا ممثلي المسيحيين منهم ما زالو وللمرة الثامنة يطعنون بكركي وينكّلون بالمسيحيين على حساب أهدافهم الخاصة، بل يذهبون إلى أكثر من ذلك مروجين طرح النائب عون صنيعة النظام السوري أيضًا الذي فرضه عبد الحليم خدّام و رقيّ عام 1982 في جلسة وزارية من رتبة عقيد إلى عماد خلافًا للتراتبيات العسكرية.

الطرح الذي يدعو لإنتخاب الرئيس مباشرةً من الشعب، طرح ساقط شكلًا ومضمونًا لا يصلح إلّا لذر الرماد في العيون. فمجلس النواب لا يستطيع تعديل الدستور فهو الآن هيئة ناخبة كما إنه ليس في دورته العادية، طرح يدعو لتغيير النظام، كيف يضمن هذا الطرح حقوق المسيحيين وفي الدورة الثانية تستطيع الطوائف الأخرى إيصال من تريد من المتأهلين من الدورة الأولى ولو كان حاصل على أقل نسبة من التصويت المسيحي بين المتأهلين، طرح وضع على صعيد شخصي حساباته كيفية الوصول إلى بعبدا متناسيًا الرئاسة و صلاحياتها في النظام الجديد.

إن تلك السياسات غير المسؤولة أخطر على الوجود المسيحي من تهديدات تنظيم أحرار السنة بعلبك الذي تبيّن إنه تنظيم وهمي لا وجود له سوى على مواقع التواصل الإجتماعي، كما خيانة المجتمع من الداخل تضعف الصمود أمام مخططات الداعشية والحالشية.

صحيح إن الأخطار المحدقة بالمجتمع المسيحي ليست بجديدة وصحيح إن لطالما كان هناك "يهوذا" في هذا المجتمع لكن الأصح إن عبر التاريخ  تغلب المسيحيون على مضطهديهم،  فنحن أبناء رهبان قنوبين لا نخاف أحدًا ونحن أبناء بطاركة بكركي لا نستجدي بأحد، و نحن رفاق بشير الجميّل وسمير جعجع دائمًا رأس حربة في مواجهة الموت في سبيل الحريّة، فبالمقاومة نبقى وبالإيمان نستمر.
الموقف JUL 07, 2014
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد