"عند الإمتحان يُكرم المرء أو يُهان"! بهذه العبارة نختصر ما يحصل في موضوع رئاسة الجمهوريَّة. فبعد سنة ونصف من إصرار حزب الله على العماد ميشال عون كمرشَّح وحيد لرئاسة الجمهوريَّة، دقَّت ساعة الحقيقة وحان وقت الإمتحان، ولكنَّ الحزب لم يلتزم...
فبالنسبة لحزب الله، كان العماد عون حامي المقاومة، وهل من يرفض أن يكتب اسم الجنرال في سجلَّات كرسي بعبدا، يقبل اليوم بأن يكتب اسمه على نعش سيِّد المقاومة؟ غريب حقًّا أمر هذا الحزب! تعطيه ما يريد فيرفض ويعطِّل، ترفض ما يريد فيهدِّد ويتوعَّد. غريب حقًّا أمر هذا الحزب! ومن أتى بنجيب ميقاتي بقوَّة القمصان السُّود يستطيع الإتيان بالجنرال حتَّى بلا قمصان وبلا ألوان سوداء...
أمَّا الجنرال، فلم يتطرَّق في خطابه الأخير في ذكرى 14 آذار، إلى موضوع الحزب ولا حتَّى إلى موضوع المقاومة، وذلك لأوَّل مرَّة منسنين. في خطابه أمام كوادر الحزب، أصرِّ عون على التَّفاهم والتَّلاقي مع القوَّات، وبطريقة غير مباشرة ردَّ على الرَّئيس سعد الحريري وعلى حزب لله والرَّئيس نبيه برِّي، وجدَّد تأكيده على أنَّ المجلس النِّيابيّ غير شرعي. وبذلك، يكون قد رفض فكرة أن يغضَّ الحزب النَّظر عن تأمين النِّصاب من قبل سليمان فرنجيَّة، وكأنَّه يقول أنَّه لن يعترف بأيِّ رئيس يتخطَّى أكثريَّة المسيحيين، كما ويعتبر الرَّئيس شرعيًّا بحالة واحدة فقط: انتخاب رئيس يمثِّل التِّوافق المسيحيّ.
أمام الحزب إذًا خيار واحد، إمَّا الجنرال أو لا رئيس... فهل يكون الَّلا رئيس هدف الحزب أصلًا؟ وهل يمكن للجنرال مثلًا أن يدعم الدُّكتور سمير جعجع وينسحب له؟ ماذا سيكون موقف تيَّار المستقبل؟ إنَّ الأيَّام أو الأشهر سوف تحسم كلَّ شيء، فإمَّا يكرِّم الحزب الجنرال أو يهين نفسه...