حزب الله... "بداية نهاية عهد الإستقواء "
الموقف APR 20, 2015
"يستطيع الشّيطان أن يكون ملاكاً والقزم عملاقاً والخفاش نسراً والظلمات نوراً، لكن أمام الحمقى والسذج فقط". إن عمليّة التذاكي التي يحاول حزب الله إستخدامها لخداع الشعب اللبناني قد بلغت خواتيمها.

تنازل حزب الله عن جنسيته اللبنانيّة ليستكمل انغماسه غير المبرّر في مستنقعات المنطقة. إنّ الذهنيّة التي ينطلق منها هذا الحزب لمناقشة الأحداث تنبع من تبعيّة المحور الإيراني تبعيّة عمياء ضارباً عرض الحائط المصلحة الوطنيّة العليا للبنان. من المؤكد أن لا حدود للبنان مع اليمن ولا قرى شيعيّة أو مقامات دينيّة سيدّعي السيّد حسن التدخّل لحمايتها.

ليس مستغرباً على السيّد حسن التطاول الشخصي المترافق مع حملة شتائم وتجريح تناول من خلالها قيادات المملكة العربية السعوديّة. فمن اعتاد نسف مفهوم المؤسسات في لبنان عبر تعطيل كافة الإستحقاقات الدستوريّة والمحافظة على سلاحه غير الشرعي لن يتوانى عن تخطي الدولة اللبنانيّة ومؤسساتها عبر إطلاق مواقف تعرّض علاقاتها الدبلوماسيّة إلى الخطر.

لا يَخفى على أحد أن ظهور السيّد حسن نصرالله الأخير كان استثنائياً، إن من خلال النبرة العاليّة أو اللهجة الإنفعاليّة التي ترافقت مع حملة تهديد ووعيد. حالة بديهيّة وطبيعيّة لحزبٍ بدأ يشعر بانحسار جبروت وسلطة محوره الفارسي في المنطقة. بكل بساطة، إن حزب الله "المتمرس" بفنون الحروب الإستباقيّة قد تفاجأ بانتفاضة الدّول العربيّة وعلى رأسها المملكة العربيّة السعوديّة في اليمن فها هو اليوم يحاول التصويب على عمليّة "عاصفة الحزم" قبل أن تحط رحالها في سوريا وتنهي تورطه.

غرق الأمين العام لحزب الله في مجموعة تناقضات لا يمكن عدم التطرق إليها. فيحرّم عودة رئيس اليمن الشرعي عبد ربه منصور هادي إلى الحكم بعد سقوط العديد من الشهداء، لكنه في الوقت عينه يحلّل بقاء الأسد متجاهلاً 300,000 شهيد ساهم حزبه بتصفيتهم في سوريا. يحرّم على الدول العربيّة التدخّل من أجل إعادة الإستقرار في اليمن رغم انقلاب الحوثييين على الخطة التوافقيّة التي تمّ الإتفاق عليها سابقاً، لكنّه في الوقت عينه يحلّل للجمهوريّة الإسلاميّة في إيران عرقلة قيام مفهوم الدولة في كلٍ من اليمن، العراق، سوريا، البحرين ولبنان.

يتحدّث عن العروبة معيّناً نفسه ناطقاً رسمياً بإسم العرب، هو الذي يفتخر بكونه جندي صغير في جيش ولاية الفقيه والذي يأتمر مباشرةً بأوامر الولي الفقيه.

يتضامن مع الشعب اليمني المظلوم، هو الذي خانته لغته العربيّة فحوّر معنى الظّلم تبعاً لمصلحته الشخصيّة الضيّقة. المظلوم يا سيّد هو من تشارك بذبحه وتهجيره من وطنه.

المظلوم يا سيّد هو من شوّهت ثورته السلميّة وساهمت في زرع بذور الأصوليات والتطرّف في بلده.

المظلوم يا سيّد هو اللبناني الذي يعمل في دول الخليج والذي تُعرّض لقمة عيشه للخطر من أجل أن تسدّد فاتورة إرتباطك بمحور خارجي غريب.

المظلوم يا سيّد هو الشعب الذي تعطّل إنتخاب رئيسٍ لجمهوريّته. المظلوم يا سيّد هو الطائفة الكريمة المتجذّرة في لبنان والتي تحاول جاهداً إغراقها وعزلها عن محيطها بقوة السلاح والترهيب. حان الوقت ليحسم أمره ويعلن عودته إلى كنف الدولة اللبنانيّة. لا بدّ من التخلّي عن منطق التكابر والفوقيّة التي ينتهجها حزب الله.

الأولى بالبعض التوقف عن المحاضرة وكأنه ينصب نفسه قاضياً، حكماً وناطقاً إقليمياً بإسم كل الشعوب العربيّة، لذلك لا بدّ لنا من الإستعانة بالمثل الشهير "رحم الله امرءٍ عرف حده فوقف عنده" علّه يتّعظ.
إن ما نعيشه اليوم محاولة أخيرة لعزل لبنان حتى الإختناق من قبل حزب الله لكن الواقع يشير عملياً إلى بداية... نهاية عهد الإستقواء.
الموقف APR 20, 2015
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد