من حزب السِّلاح إلى حزب التَّعطيل... تعدَّدت الأسماء والألقابٌ وظلَّ الحزب واحدًا، علمًا أنَّه ليس حتَّى بحزب بل هو دويلة داخل الدَّولة كالطفيليات التِّي تنمو على جذوع الأشجار...
تعطيل المؤسَّسات وعدم تأمين النِّصاب لانتخاب رئيسٍ جديد للجمهوريَّة هما هدفه، وكلُّ ذلك ليبقى الوضع في لبنان متأزِّمًا ولتحييد النَّظر عن قتاله في سوريا. فهو اعتاد على خرق الاتِّفاقيات اللبنانيَّة والدَّوليَّة، لذلك يترَّأس اليوم لوائح الإرهاب حول العالم.
فبعد اتِّفاق معراب الذِّي أعلن خلاله الدُّكتور سمير جعجع عن ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهوريَّة، أصبح الحزب محرجًا بشكلٍ كبير، إذ إنَّ دعمه للعماد عون لم يكن يومًا أكثر من مفرقعات في الهواء. إعلان التَّرشيح أربكه فما كان منه، بعد تلقِّيه الصَّدمة، إلَّا ان عاود دعمه للعماد عون ولكن من دون أن يقوم بأيِّ جهد لإيصاله.
فمن يعتبر أنَّه الأقوى عسكريًّا وسياسيًّا لا يستطيع أن يطلب ممَّن اعتبره 'سيِّد الكل' أن يسحب ترشيحه لصالح العماد عون... أو لا يستطيع أن 'يمون' أقَّله على الرَّئيس برِّي! نعم يستطيع... ولكنَّه لا يرغب في ذلك. فقرار التَّعطيل هو قرار إيرانيّ ولا يمكن لـحزب الله تخطِّيه، لأنَّه هو يقوم بتأدية دور 'الطَّاعة' لأسياده في إيران.
لم يكتفِ سماحته بالتعطيل والاستمرار في مشاركته في الحرب السوريَّة وحسب، بل جعل من لبنان منصَّةً لإطلاق الاتهامات على دول شقيقة ساهمت بشكلٍ كبير في إعادة إعمار ما هدَّمه في حروبه العشوائيَّة، فكانت الدَّاعم الأوَّل للدولة اللبنانيَّة وللجيش اللُّبنانيّ. ومن يحارب في سوريا بأمرٍ إيراني، ينتقد قرار السعوديَّة وتركيا بالتدخُّل لمحاربة "داعش"!
هاوي التَّعطيل والمتَّهم الأوَّل بقتل شهداء ثورة الأرز لن يرتاح والحرب السُّوريَّة أصبحت محرقة لعناصره. فمن قتل الأبرياء في 7 أيَّار وقتل الشَّهيد سامر حنَّا وهاشم السِّلمان لن يبشِّر إلَّا بالقتل! أمَّا الأزمة اللبنانيَّة لن تطول كثيرًا كما يخطِّط، فالأبرياء في ثورة الأرز، وعلى رأسهم حزب القوَّات اللبنانيَّة، سيبقون العين السَّاهرة التِّي لا تعرف الرَّاحة حتَّى إيصال لبنان إلى برِّ الأمان!