حارسُ الحرَّاس!
الموقف SEP 14, 2015
حطِّم صمت لحدك وانتفض، يا ملكًا عباءَته الأكفان وصولجانه سبحة المصلوب! أزل عنك غبار الرَّدى وقمْ، ليقوم معك لبنانك المدفون مذ دُفنت... أيا بشيري، ها هو الزَّمان يوجع القلوب أكثر والمرارة لا تنضب كؤوسها! أيا فخامة الرَّئيس، ها هم الشبَّان يرتدون طيفك علَّك تتغلل في كيانهم فيرتقيَ صوتك بهم إلى لبنان أكثر لبنانيَّة من لبناننا! أيا سيِّدي، ها هو الرَّابع عشر من أيلول يطلُّ كما في كلِّ عام ليبقى صوت صمته مدوٍّ وعبق بخوره فائح...

لن أعدَّ السَّنوات لأنَّ حملها كان ثقيلا، ثقيلا جدًّا! ولن أسلك متاهة التَّسميات لأنَّني أريد أن أناجي روحك، روحك وحدك! فأنا من الجيل الذِّي تربَّى على نهدات صوتك، وأنا من أولئك الذِّين تعرَّفوا إليك عبر تسجيلات باردة، لم تحلّ يومًا مكان طلَّتك البهيَّة. دعني أخبرك يا قائدي أنَّك أصبحت مثالا يُقتدى به، والقلَّة اقتدت... دعني أهمس كلماتك التِّي حفظها الكثيرون، والتِّي لم يفهمها إلَّا القليلون، فصانوا الأمانة بالدَّم والدُّموع والسَّجن! فاعذرني إذا ما بدا يراعي مشتّتًا لكنَّ قلمي يخرس أمام عظمة حضورك، وإن كان حضورًا غائبا!

لن أخبرك عن لبنان... فكيف لي أن أخبرك عن رئاسة يتيمة الرَّئيس، وعن مجلسِ عارٍ لا يجتمع ولا ينتخب ولا يشرِّع؟ كيف لي أن أخبرك عن حكومة شُكِّلت لتنقسم وتقسم وتتقاسم؟ هل يجوز لي أن أحطِّم فؤادك بعدما بذلت دمك على مذبح الوطن؟ لن أخبرك يا باش عن لبنان... بل سأخبرك عن الحزب الذِّي أسَّسته، حزب القوَّات اللبنانيَّة. ها هو حزبك يطرح المشاريع ويعطي الحلول. ها هو حزبك في الطَّليعة يؤسَّس ويبني لمستقبل أكثر ازدهارًا. ها هو حزبك يستذكرك مع كلِّ إشراقة شمس ويصلِّي لروحك التِّي تعانق أرواح رفاقك ورفاقنا...

فاسترح يا قائدا لم ينهزم فبقي شامخ الرَّأس حتَّى في مماته! ونم قرير العين فحرَّاس القوَّات لن ينعسوا وحملة مشاعل الحريَّة لن يستكينوا قبل الوصول إلى لبنان سيِّد، حرٍّ، مستقل... 
الموقف SEP 14, 2015
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد