تنامي التطرف في طرابلس: أسبابه... وتأثيره
تحقيق APR 30, 2013
مدينة طرابلس: عاصمة ثانية وحمل ثقيل

تقع مدينة طرابلس في شمال لبنان، وتعد عاصمة لبنان الثانية بعد بيروت كونها مركز الجذب الوحيد لمنطقة الشمال. هي مركز المحافظة، فيها كبرى المنشآت، الإدارات الرسمية، المصارف، والجامعات "خاصة ً الجامعة اللبنانية". أما إقتصاديا ً، تشتهر المديتة "بشارع عزمي التجاري"، الذي يوازي "أسواق وسط بيروت". من حيث الفخامة المعمارية و المركات العالمية والأسعار المرتفة. وتضم المدينة أيضا ً أسواقا ً شعبية لكافة الطبقات الإجتماعية. كذلك يعطي طرابلس لقب " أم الفقير والغني" في آن.

أهمية كبيرة... وحياة مريرة...

كل هذه الأهمية ولكن؟؟ طرابلس " بيئة حاضنة للتطرف"، ذلك أنها تجمع كافة طبقات المجتمع اللبناني، الدولة تبقى الغائب الأكبر إنمائيا ً وأمنيا ً. كل ما ذكر أعلاه يجعل من عاصمة لبنان الثانية أرضا ً خصبة " لتنامي التطرف في المدينة.
 

فما هو التطرف إذا ً؟؟؟

تعد "مشكلة التطرف"، من القضايا الرئيسية التي تهتم بها المجتمعات المعاصرة. فهي قضية يومية، حياتية تمتد جذورها في التكوبن الهيكلي للأفكار والمثل ولإيديولوجيا في مجتمع معيين مثال ٌ على ذلك:" النازية" في ألمانيا مع هتلر، "والفاشية" مع موسوليني في إيطاليا. والتطرف هو "ظاهرة إجتماعية"، تتأثر وتؤثر في ظواهر مرتبطة بالظروف التاريخية، الدينية، الإقتصادية والسياسية. وبالإنتقال إلى التّعريف اللغوي فالتطرف هو:"كل ما يتجاوز الإعتيدال"." والتطرف الدّيني"، يعني كل الأديان السماوية ويمكن فهمه في تطبيق الشرائع السماوية، في دولة قد ننخذ مثلا ً من الإنجيل أو القرآن دستور حياة. وفي السياق عينه نعود إلى طرابلس وظاهرة تنامي التطرف، وصعود "التيارات السلفية". وكلمة "سلف" تعني "جاء قبلا ً" "والسلفيون" هم: كل مجموعة تطالب بالعودة إلى "السلف الصالح" أيام الرسول وتطبيق الشريعة الإسلامية في دولة ما. أما التيار السلفي في لبنان فقد تأسس على يد "الشيخ سالم الشهال" الذي هجر من طرابلس إلى صيدا عقب الدخول السوري إلى المدينة. وقد عاد إبنه "داعية الإسلام الشهال" إلى طرابلس بعد الخروج السوري عام 2005 .أما محاور القتال التقليدية التي خلقها "النظام السوري" حينما دأب على إذكاء فتنة سنية علوية وأشعر الجميع بعدم الأمان.

ما هي أسباب تنامي التطرف وتأثيراته...

بعدما قدّم أعلاه من تعريفات، يمكن لنا تحديد أسباب تنامي التطرف في مدينة طرابلس كالآتي:
التفاوت الطبقي
الفقر المدقع
الشعور بعدم الأمان
تدني مستوى التعليم في مناطق محددة
غياب الدولة إقتصاديا ً، إنمائيا ًوأمنيا ً

 



أما تأثيره:

 التطرف يكمن عند جميع الأديان كما أظهرنا وإن تناميه عند الطائفة السنية الكريمة في طرابلس يعود إلى تركيبة المجتمع في عاصمة الشمال. ويعود ذلك لأسباب تاريخية فرضها النظام السوري. ولكن تأثيره يتحدد، بالتعريف اللغوي الوارد في الأعلى:" أن التطرف هو كل ما يتجاوز الإعتدال". وهنا تكمن الخطورة، لأن الخلاص الوحيد لنا كمسحيين كما يقول الدكتور نبيل خليفة هو بالتحالف مع الأكثرية العربية السنية. بالإضافة إلى ذلك إذا لجأت كل طائفة إلى التطرف والتقوقع والإنغلاق على نفسها، يفقد لبنان جوهره لأن لبنان أخذ معناه السياسي للمرة الأولى في التاريخ "بالتلاقي الإسلامي المسييحي" عبر" شراكة الشلش".

 

طرابلس: يين المشاكل والحلول...

لا يمكن لنا أن نتطرق إلى "مشكلة التطرف"، دون الكلام عن التدخلات الإقليمية. خصوصا ً أننا نعلم أنه في التاريخ السياسي الحديث قيام دولة إسلامية في إيران كان السبب الأساس في إذكاء فكرة التطرف، وإستطرادا ًشعور "أهل السنة" بالغبن. كلنا يعلم أن إنتصار "الثورة الإسلامية" كان له إرتدادات سلبية على الدول الخليج العربي فكانت حرب الخليج الأولى.
 

أما في لبنان اليوم، وخاصة ً في طرابلس هناك مستفيد ٌ واحد ٌ من تنامي مشكلة " التطرف" وهنا أم المشاكل. والحل يكمن في عدم جعل لبنان ساحة من قبل البعض لتمرير رسالة من هنا لإستهداف الطائفة السنية في لبنان أو أي طائفة أخرى. كما نرفض رفضا ً قاطعا ً جعل لبنان منصةً  للتعرض للأشقاء العرب، أولا ً نظرا ً لمتانة التحالف معهم وثانيا ً المحافظة على رزق عدد ٍ كبير ٍ من العائلات اللبنانية في دول الخليج.

وفي النهاية، الحل يكون بعدم توفير أي جهد في بناء دولة ٍ لبنانية ٍ تكون لكل مكونات المجتمع اللبناني وطبقاته الإجتماعية دون إستثناء.
تحقيق APR 30, 2013
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد