تكفيريتان ... لا تبنيان بلد
الموقف JAN 06, 2014
شهد لبنان في الأسبوع الأخير فاجعتين هزّتا البلد والمنطقة، فبعد اغتيال الوزير السابق محمد شطح، إنفجارٌ آخر هزّ الضاحية الجنوبية.

فحصول انفجاران متتاليان يثيران شكوكاً عديدة: أوّلاً إغتيل الوزير محمد شطح بسبب إعتداله، وهذه العمليّة رسالة موجّهة مباشرةً إلى الرئيس سعد الحريري بعدم العودة إلى لبنان. لو كان الهدف من الانفجار الثاني هو الردّ على الأوّل فإنّه من الصعب التخطيط لعملية كتلك في بضعة أيّام، خصوصاً وأنّ هذه المنطقة محصّنة أمنيّاً، كما هو الحال في الضاحية. وإنّما كائناً من كان الطرف الذي يقوم بهذه العمليات... يبقى السبب وراء تلك الأحداث وجود سلاح خارج إطار الدولة، سلاح غير شرعي يهدّد شريحة كبيرة من اللبنانيين ويزعزع استقرار البلاد على حساب الدول المجاورة، وخاصةً "الشقيقة" ويدافع عن نظام قدّم لعدوّه اللّدود، اسرائيل، منطقة بأكملها، ألا وهي الجولان.

إذا أردنا اليوم أن نعرض فوائد سلاح المقاومة، ترانا سنتمكّن من ايجاد أيّة فائدة تعود للبنان بمصلحة أيّاً كانت؟ حماية الحدود؟

كلّا، ولسوء حظ حزب الله، فقد أثبت الجيش اللبناني شجاعته على الحدود بوجه العدو الاسرائيلي. نضف إلى ذلك الهبة السعودية المالية الكبيرة والتي ستساهم بتعزيز امكانيات جيشنا الباسل وتغنيه بالأسلحة القادرة على مواجهة أي عدو وعدوان.

   من هنا نستنتج أنّه لا فائدة اليوم من سلاح حزب الله، سوى كونه يزعزع استقرار لبنان. فالبلد قادم، في الأشهر المقبلة، على خوض المعركة الرئاسية في حين لم تتشكّل الحكومة بعد! هل هذا هو هدف حزب الله؟ فراغٌ في الدولة اللبنانية يمكّنه من فرض سيطرته العسكرية على لبنان وبالتالي يسهّل مهمته في سوريا؟ أوليس ذلك الارهاب والتكفير بحد ذاته؟

بإختصار: السلاح خارج إطار الدولة لا يؤديّ سوى إلى الهلاك، ولأنّ تدخّل حزب ولايّة الفقيه في سوريا قد جلب "التكفيريين" إلى لبنان، ولأنّ حزب الله "تكفيري" بسبب تدخّله في شؤون الداخل السوري واستباحته على حرية الناس وحقوهم،  ننتوجّه له ونقول: "إنّ تكفيريتين لا تبنيان لا وطن ولا دولة" هذا إن كان بناء الدولة ضمن حسباته... 
 
الموقف JAN 06, 2014
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد