تشتق كلمة "قبطي"، من اليونانية وهي إحدى مشتقات كلمة "هيكابتاه" التي تعود في أصلها إلى إحد أسماء "ممفيس"، أي عاصمة مصر القديمة. واليوم كلمة "قبطي" تعني المسيحيون في مصر. كما أن هذه الكلمة تدل على المرحلة الأخيرة للكتابة في مصر القديمة، وهي تدل أيضا ً على الإيمان الجديد. أما الكنيسة القبطية في مصر مبنية على تعاليم القديس "مرقس".

القديس مرقس من هو؟

هو القديس الذي بشّر بالمسيحية في مصر، في أيام الحاكم الروماني "نيرون" بعد حوالي عشرين عاما ً من صعود السيد المسيح إلى الاسماء. هو كاتب إحدى الأناجيل الأربعة، قد عمل على نشر المسيحية في مصر منذ أن وصل إلى الإسكندرية، خلال نصف قرن من الزمن. وتم إكتشاف كتاباته الإنجيلية حوالى العام 200 م وجزء صغير من إنجيل القديس يوحنا مكتوب باللغة القبطية وكان ذلك في مصر الوسطى. أما الكنيسة القبطية فعمرها الآن أكثر من تسعة عشر قرنا ً، هي التي تنبى عنها إشعيا قائلا ً: "وفي ذلك يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر، وعمود للرب على تخمها".
 

الكنيسة والمجتمع...

تعد الكنيسة القبطية،كيانا ً دينيا ً قويا ً على الرغم من إندماجها الكلي في المجتمع المصري. وتعتبر بذلك المدافع الأول عن الإيمان المسيحي في مصر، ويظهر ذلك في كتابات أبا الإسكندرية أحد عظماء الكنيسة القبطية ويدعى " البابا أثناسيوس" الذي تسلم الكرسي البابوي في مصر بين العام 327 والعام 373.

كذلك للمدرسة القبطية أهمية كبيرة، فقد تم إنشاءها في العام 190م، على يد العلامة المسيحي بانتينوس وقد أضحت بذلك المعهد الديني الأهم في الكنيسة الذي خرج عددا ً لا يستهان به من الأساقفة الأقباط. وقد لعبت الكنيسة البقطية دورا ً هاما ً في المحافظة على الكتابات والدراست اللاهوتية والإنجيلية القديمة العهد، وعملت على ترجمت العديد من المخطوطات الكنسية أهمها نقل الإنجيل المقدس إلى اللغة القبطية كان ذلك في القرن الثاني.
 

من مرقس الرسول... حتى يومنا...
يبقى الصليب الفخر الحقيقي

 منذ إستشهاد "مار مرقس"، بعد جره من قدميه في كافة شوارع الإسكندرية يوم الإثنين الموافق 8 مايو 68م، تاريخ بدأ إضطهاد الكنيسة القبطية في مصر. منذ ذلك التاريخ حتى يومنا كافة حكام مصر إضطهدوا الأقباط تقريبا ً وبقي الصليب منذ ذلك الحيّن فخر الكنيسة الحقيقي. وفي العام 641م مع الفتح العربي لمصر إتخذت الكنيسة تقويما ً سمي "تقويم الشهداء" وقد قاد الأقباط 118 بطريركا ً منهم:

بطاركة القرن الأوّل:

مار مرقس الرسول الأول (61م -68 م)
البابا أنيانوس (68م -83م)
البابا ميليوس (83 م -95م)
البابا كرذوذوس (95 م - 106م)
 

بطاركة القرن العشرين حتى يومنا هم:

البابا يوأنس التاسع عشر (1929 -1942)
البابا مكاريوس الثالث (1944 -1945 )
البابا يوساب الثاني (1946 -1956)
البابا كيرلس (1956 -1971)
البابا شنودة الثالث (1971- 2012 )
البابا تواضروس الثاني إنتخب عام 2012
 

في النهاية، الكنيسة القبطية في مصر تبقى علامة على وجود الله في نشر الرسالة المسحية كما قال السيد المسيح لنا: "أرسلكم كالخراف بينا الذئاب، إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعلموهم كل ما أوصيتكم به، وها أنا باق ٍ معكم حتى إنقضاء العالم... وفي 2013 تبقى الكنيسة القبطية شاهدتا ً نهجها الإستشهاد علامتها الصليب فخرها الحقيقي إلى الأبد.