في عيد العمال، الف تحية لعمال كادحين، يتعبون كل يوم في لبنان، ويعملون فيكدون ولكن من دون جدوى، لا استشفاء ولا ضمان، ولا ضمانات في العمل، ولا اجور ثابتة أو حدّ ادنى محترم، ولا غذاء سليم، ولا امن، ولا استقرار، اقساط مرتفعة... انها الشهادة بحد ذاتها، الشهادة من اجل العيش بكرامة، بحرية، وبعدالة. شهادة قد تصل احيانا إلى شهادة الدم، حين يطلب منا الوطن والغد والاحلام المنشودة النضال من اجل بلوغ ذلك الافق الجميل، حيث الدولة العادلة التي تنصف ابناءها وتساوي فيما بينهم.
وفي عيد العمال، قصة هذا اليوم الذي تحول إلى ذكرى عالمية انطلقت كما العادة من النضال حتى الشهادة...
قام عمال مدينة شيكاغو فى امريكا بتنظيم إضراب سنة 1886
كانوا يطالبون بتحديد ساعات العمل ب 8 ساعات فى اليوم بدأ الاضراب يوم 1ايار واستمر حتى الرابع من ذلك الشهر بنجاح وبشكل سلمي. في 4 ايار طالب العمال بعقد اجتماعووافقت السلطات على الاجتماع وحضره عمدة شيكاغو وجلس العمال يستمعون لمطالبزعمائهم فى ساعات محددة تعطى لصاحب العمل حقه وتعطى العمال حقهم فىالراحة.
بعد فترة من الوقت نهض العمدة وغادر المكان ولم تمضى دقائق حتىفوجىء العمال برجال الشرطة يفضون الاجتماع بالقوة. تصايح العمال لماذاصرحتم لنا بالاجتماع وتريدون فضه بالقوة؟؟؟
ووسط الفوضى والهياج الحاصل انفجرتقنبلة لا احد يدرى من اين جاءت، حيث وبعد 11 سنة اكتشف ان البوليس هو الذى فجر هذهالقنبلة. ردّ البوليس باسلحته النارية وبدأ باطلاق النار والقبض على العمالفخرجت الصحف فى اليوم التالى وهى تتهم العمال بالتخريب والفوضى وكانت الصحف فىمعظمها مملوكة لاصحاب المصانع ورؤوس الاموال. وفى ظل هذا الجو حوكم زعماءالعمال فكانت ابشع محاكمة فى تاريخ القضاء... فقد لفقت الحكومة للعمال المقبوضعليهم تهمة تفجير القنبلة وصدر الحكم باعدام سبعة من زعماء العمال وخفف الحكمبعد ذلك بالسجن المؤبد بدل الاعدام وانتحر عامل ونفذ حكم الاعدام شنقا فىالاربعة الباقيين. فى الوقت نفسه الذى كان الجلاد ينفذ حكم الاعدام كانتزوجة اوجست سبايز احد العمال
المحكوم عليهم بالاعدام تقرأ خطابا كتبه زوجهالابنه الصغير جيم.
"ولدى الصغير، عندما تكبر وتصبح شابا وتحقق امنية عمرىستعرف لماذا اموت... ليس عندي ما اقوله لك اكثر من اننى برىء... واموت من اجل قضيةشريفة ولهذا لا اخاف الموت وعندما تكبر ستفخر بابيك وتحكى قصتهلاصدقائك"
ومر الوقت وبعد 11 سنة، كان مدير الشرطة قد دخل فى مرض مميت وتحركضميره فاعترف بالحقيقة وقال: ان البوليس هو الذى رمى القنبلة وهو الذى لفقالتهمة للعمال.
هز اعتراف مدير البوليس كافة الولايات في امريكا، كما هز قلوب العمالفى العالم كله، فطالب الرأى العام باعادة المحاكمة وثبتت براءةالعمال.
وتقرر اعتبار الاول من ايار عيدا عالميا للعمال.
اما جيم الصغيرفقد رفع راسه بين زملائه ونشر خطاب ابيه اليه...