قال نيلسون مانديلا:"في بلادي، نحن نذهب إلى السجن أولا ثم نصبح رؤساء".
وفي بلاد الأرز أيضا رجال الحكمة والوطنية تذهب إلى السجن أولا لإسكات صوتها وإخماد نورها وبريقها لتعود إلى الحرية فتصبح رمزاً للديمقراطية وحلماً لتحقيق الجمهورية القوية.
21 نيسان من العام 1994 وفي تمام الساعة التاسعة ليلاً تمّ اعتقال الدكتور سمير جعجع من مقره في غدراس لينطلق الجيب العسكري مسرعاً إلى ثكنة صربا ثمّ لسجن وزارة الدفاع في بعبدا ليبدأ فصل جديد من مسيرته النضالية استمر لمدة 11 عاماً بتهمة تفجير كنيسة سيّدة النجاة مع العلم أن القوات اللبنانية كانت الحامية الوحيدة للوجود المسيحي في لبنان طيلة سنوات الحرب....
11 عاماً بقي في زنزانة ضيقة في مساحتها، مظلمة بحجم المخططات السوداوية المرسومة للقوات بمناصريها وقائدها، رطبة بقدر القلوب الكارهة للمقاومة المسيحية مع استمرار انتشارها مع سجن قائدها.... ظنوا بسجنه سوف نخاف ونهاب لتعلو أصوات أصحاب الأقلام المأجورة ونبيح الكلاب المسعورة.... إلا أن زنزانته أصبحت شبيهة بمحبسة تشع بنور الديمقراطية وغدّ يعدّ بالحرية وبالالتزام بالقضية.
مما لا شك فيه أن الالتزام والإيمان العميق وصلب الإرادة كانوا العنصر الأهم في صمود الحكيم طيلت هذه السنوات ليصمد إحدى عشر عاما و شهران و27 يوماً فنفحته القدرة اللاهية بالأمل والقوة فبقي كالأرز صامداً جذوره وطنية صبغته لبنانية....
دارت الأيام دورتها، وأتت نهاية الاحتلال السوري كي يعود الحق لأصحابه ويخرج الحكيم من زنزانته في 26 تموز 2005 مرفوع الرأس، حارس الأرز، حافظ المبادئ فعادت القوات اللبنانية مؤسسة نحو المستقبل لتعود حزباً رائداً بالرغم من كل محاولات التهميش وخسارتها لإمكانيات كبيرة.
واليوم الجمهورية اللبنانية أمام تحقيق حلم الجمهورية القوية بوصول الدكتور سمير جعجع لسدة الرئاسة الأولى فلأول مرة نحن أمام عودة لبنان الدولة ذات قرار وطني ومشروع إصلاحي وبندقية واحدة منىشرة في كافة الأراضي والأجواء اللبنانية وعزّ الليرة اللبنانية سيعود فتحقيق حلم بشير الـ10425 كلم2 "الجمهورية القوية" أصبح على مقربة..... لنبقى ونستمر.