بيع الأراضي في لبنان: بين فضة ٍ تلمع وهوية تدمع
تحقيق MAY 22, 2013
عملية البيع هي: عملية تتم بين طرفيين، بموجب عقد بيع رسمي، مقابل مبلغ ٍ محدد من المال. و يتم تحديده بما يعرف "بالتتمين" والتتمين هو السعر المناسب لتتم عملية البيع وهذه العملية تبتغي الربح المادي فقط.

الأرض هي الكوكب الذي نعيش عليه" الكرة الأرضية"، بما تشمل من يابسة ومياه. وكما تنقسم أنواع المياه، فمنها ما يعرف بالعذب أي القابل للشرب ومنها لا يصلح للشرب. كذلك تنقسم الأرض بين نوعيين هما: "البور" وهي الأرض غير الصالحة للزراعة،"والأرض الزراعية" التي تتم زراعتها وحصد محاصيلها. أما العريف الثابت للأرض فهو:" تلك المساحة الجغرافية المأهولة بالسكان أوبالجماعات البشرية. وننتقل من التعريفات إلى أرض الواقع.
 


بيع الأراضي بالأرقام

تشير الإحصاءات عن تطور تملك غير اللبنانيين بين 1969 إلى ال2010 إلى أن: 
في المرحلة الأولى بين 1\1\1969 و 5\4\ 2006 ، بلغت المساحة التي تملكها غير اللبنانيين 15،8 مليون متر مربع.
أما في المرحلة الثانية التي تمتد بين 5\4\1969 و 31\8\2010 إلى أن مساحة تملك الأجانب أصبحت 18،1 مليون متر مربع، أي بزيادة تصل إلى 33،9 مليون نسبتها 114،5 بالمئة.

وتتصدر منطقة المتن ذات الغالبية المسيحية قائمة المناطق التي شهدت أكبر نسبة بيع أراضٍ لغير اللبنانيين. وتتبعه منطقة عالية، وزحلة وبعلبك والشوف ومرجعيون فيما تظهر الأرقام أن نسبة التملك قاربت النسبة المسموح بها في القانون، في أقضية بعبدا  2،615 بالمئة  وعالية 2،157 بالمئة. أما المناطق التي تم البيع فيها: عجلتون، دلبتا، العيرون، الكفور...

 

 
 
ما هو هدف البيع والشراء إذا ً؟؟؟

مع بروز مصطلح العولمة وتحول العالم إلى "قرية كونية ضغيرة"فقدت الأرض أهميتها بالنسبة للبعض. هذه الأرض التي شكلت عبر التاريخ جوهر المقاومة المسيحية فمات الأجداد في سبيل المحافظة عليها من أيام المماليك حتى إفشل مخطط كسنجر في الحرب اللبنانية. يا تجار الهيكل يا من تبعون أرضكم طمعأ بحفنة من الفضة البراقة إعلموا أن الهدف من البيع والشراء هو المتاجرة بالهوية وتملكها تماما ً كما حصل بالفلسطينيين فكان اليهود يشكلون 7،5 بالمئة من الشعب في فلسطين سنة 1914، وقد تمكنوا بشراء ٍ ممنهج ٍ للأرض من السيطرة على 78 بالمئة من أرضها مع العام 1948 فأصبحت فلسطين أرض بدون شعب وشعب من دون هوية. أرضنا دفع أجدادنا العرق والدّم والتعب عبر ما عرف "بشراكة الشلش" مع الأومراء والمقاومة لعدم التفرط بها.




الإجراءات التي يجب إتخاذها

أولا ً:وضع حد ّ لحيتان المال من المسحيين أصحاب الغاية في زيادة ثرواتهم من خلال أعمال بيع مشبوهة لمساحات شاسعة من الأراضي.

ثانيا ً: صياغة قانون ضد تملك الأجانب.

ثالثا ً: الملاحقة القانونية لأصحاب الثروات التي تكتسب عن طريق بيع مساحات كبيرة من الأراضي.

رابعا ً: على الكنيسة أن تلعب دورها  من خلال الإجرائات اللازمة وإن كانت معاقبة كل من تسول له نفسه تعرض وجودنا للخطر.

وفي الختام، يبقى الأهم وعينا إلى خطورة الوضع وأهميّة الحفاظ والبقاء في أرضنا لإعادة شراء ما تم بيعه‘ هذا تاريخنا نحن ولدنا لنعيش أحرار لأن المسيحي يهوى الحرية.
تحقيق MAY 22, 2013
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد