بيار بولس: شعلة لن تنطفئ
مساحة حرة MAY 01, 2014
الحياة تظاهرة عجيبة اجتمع أفرادها على أعتاب الابدية منتظرين ساعة تحرر النفس من الجسد، وبالتالي هي صراعٌ بين الحياة والموت، فلأتفه الاسباب تعلن الحروب، حروب الطغاة المًبلّلة بالنرجسية وجنون العظمة، فيها خنق كل معارض، اغتيال المناضل، وحبس الذين رفضوا بيع مبادئهم.

بيار بولس الشاب الذي ظُلم وعُذّب وهو البريء، البطل الذي قُتل وهو مثال الشهيد، القوي المنتصر ممثّل شباب لبنان، والذي أراد أن يطوي صفحة الحرب كي يكشف ورقة لبنان القوي المستقل، لبنان السلام، لبنان الحرية. يخافونه حيَا كنت أم شهيداً فاسمُكَ ما يذكرُهم بهويتِهم الحقيقية.

شغل بيار لفترة منصب رئيس مصلحة الطلابفي القوات اللبنانيّة، كان ملتزماً بإيمانه المسيحي دون تعقيد ويتخذ من القديس شربل شفيعاً. هو وحيد أهله، الإبن البطل الذي استشهد من أجل قضية الحق والنضال المستمر، من بيار بولس إلى رمزي عيراني وطوني ضو، شهداء الوطن، القوات اللبنانية، ومصلحة الطلاب التي قدّمت شهداء في سبيل لبنان ال 10452.   

قتلوك بعدما وجدوا لديك تصميماً على التمرّد ورفض الخضوع، قتلوك وفي اعتقادهم ان النسيان سيستتب بعد ايام قليلة من اغتيالك، خافوك وخافوا على مصيرهم.. فقتلوك وفي اعتقادهم انهم نجوا من العقاب، ونطمئنهم بأنهم وان نجوا من عدالة الأرض، فعدالة السماء لن تنصفهم. لأنهم عرفوك ولأنك استصعبت عليهم وكنت صاحب الكلمة الجريئة والموقف الثابت المحق، لأنك كنت الرأس، رأس القضية، خافوك خوف الجبان فقتلوك، قتلوا الجسد ففاضت الروح وبقي النهج، وبقيت القضية.

كبُرَتِ الذكرى وصار عمرُها عشرة أعوام  وتبدّل الزمنُ، لكنكَ بقيت حياً شامخاً في وجدان أمّةٍ لم تنسَ و لن تنسى َما تمثله من رمزٍ للشباب والمستقبل ومن نهج ثابت هدفهُ الوحيدُ بناءُ الوطن، أرادوا القضاء على بيار وفي ظنّهم أنّهم سيقضون على نضاله، إنّما وعلى عكس توقّعاتهم فقد قضوا على أنفسهم لأنّهم ضحية ضعفهم وخوفهم، ذهبت تاركاً دماً جديدا، جيلاً كاملاً حاملاً راياتك.  

أمّا اليوم، ومن معراب، رمز الجمهورية القوية، نرسلُ لذكراك تحيةَ وفاءٍ وحبٍ، فنحن على عهدك باقون وإلى المستقبل الواعدِ منطلقون. قوتنا عقيدتنا التي سنحاربُ بها ثقافةَ السلاحِ والتطرفَ ذخيرتنا العمق في الإيمان بوطنٍ ينجب يومياً أجيالاً نعتزّ بصلابة إلتزامها.
 
مساحة حرة MAY 01, 2014
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد