بريح وأبنائها... إلى أين؟؟؟
تحقيق DEC 03, 2013
اعتاد أهالي "بريح" الشوفيّة على كرم قريتهم التي لم تبخل عليهم بجمالها ومناخها الرائع وثمارها من أرضها الطيبة التي سقيت بدماء الشهداء في الحرب.

إنّها "بريح" التي تركت صورة في ذاكرة كل مقاتل في الحرب، وللعديد من المقاتلين فضل عليها وعلى أهلها، فقتل فيها من قتل وخطف من قلبها كل من "جورج الياس لحود" و"حسّون أمين حسّون" كما استشهد فيها قوافل من الشهداء المدافعين عن أرضها ومنهم من ليسوا من أبناء هذه القرية التي أصبحت ساحة معركة للقريب والغريب.

صامت "بريح" الأم الحزينة لأكثر من 30 سنة ولم يقرع فيها جرس كنيسة واحد، فضاجت بسكونها وصمتها ولكنها ظلّت الذكرى الطيبة لأهلها الذين اشتاقوا لرفع صلبانهم فيها والصورة - الحلم التي جالت في بال كل بريحي لم يرى قريته سوى في أعين أهله فاعتاد أن يحبها قبل أن يراها.

أما اليوم ما الذي يعرقل العودة إلى بريح؟؟ هذه القريّة التي تضم 14 عائلة مسيحيّة و12 عائلة درزيّة، وعدد المسجلين في بريح 1298 نسمة أكثر من نصفهم خارج أرضهم قصراً.

إشعارات كثيرة غامضة المعالم جعلتنا نشعر إنّ العودة قريبة.
 

كان "بيت الضيعة" هو المعرقل للعودة بعد أن كان مبني على أرض المسيحيين ولكنه هُدِم وتمّت المصالحة ولكن مشكلة أخرى قد عرقلت العودة وهي مشكلة التعويضات التي أصبحت "رئيسية" منذ أن أعلن النائب "وليد جنبلاط" من بكركي ختم ملف التهجير.

وفي حديث لنا مع مسؤول بلدة بريح في القوات اللبنانية "بولس خليل"، أكّد لنا إنّ مبلغ 30 مليون غير كافٍ لإزالة الركام وفتح ورشة عمار ولكن "القبول بالمتيسّر والمطالبة بالمتعثّر" خير من العناد الذي لن يصل بنا لأية نتيجة وأضاف إلى أنّ موقف القوات اللبنانية من العودة يتماشى مع مصلحة الأهالي مطالبين بما يريده البريحيون.

أمّا العونيين من أبناء القريّة فبعد أن كانوا معاندين ورافضين للعودة إلّا بمبالغ مرتفعة للتعويضات قد استسلم حوالي %90 منهم للموجود وقرّروا تقديم الطلبات للعودة.
 

هذه هي الحال اليوم في قضية بريح التي شغلت الإعلام في السنوات الأخيرة ولكن يبقى الخوف من انتظار طويل آخر لا أحد يعرف إلى أين قد يؤدّي... فكل "مهجر" عاد إلى أرضه متى يعود أبناء بريح إلى تلك الأرض التي يعشقون؟
تحقيق DEC 03, 2013
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد