بريح العروس تستعد وتستعيد فرحتها الكبيرة
الموقف MAY 19, 2014
ها هو اليوم المنتظر قد أتى، بعد انتظار دام طويلاً وتأجيل لا ينتهي، أصبح الحلم حقيقة، حلم من غادرنا وهو يحلم بالعودة وحلم من لم يعرف قريته التي سقاها أجدادنا بعرق الجبين ودم الشهداء التي اختلطت بدم شهداء من حدشيت ودير الأحمر وعبدين وبشري وكوسبا وتل عباس والقبيات ومن كل نقطة من لبنان، خاطروا بحياتهم ودمائهم من أجل قرية اعتبروها قريتهم ومن أجل أهل اعتبروهم أهلهم.

أراد الرئيس سليمان إكمال هذا الملف الذي بدأه قبل أن ينهي عهده، وأن تتم المصالحة وختم الجرح وإعادة الحياة إلى بريح التي لن تعود إلّا بعودة المسيحيين إلى أرضهم وقرع أجراس الكنائس في تلك القرية.

 فقضى الرئيس يوماً شوفياً طويلاً من بريح إلى المختارة ثمّ دير القمر وبيت الدين، ورافقه عدداً من الشخصيات الدينية والسياسية وحشد من الأهالي برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورُشّ الورد والأرز على الحاضرين بالإضافة إلى عرض فولكلوري، ونَعَمْ ها هي "بريح العروس" تستعد وتستعيد فرحتها الكبيرة، كما تمّ وضع حجر الأساس في كنيسة مار جريس لإعادة إعمارها.

كما أفاد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خلال جولة المصالحة الشعبية في الشوف "ان هذا اللقاء هو لقاء التاريخ المشترك. وبعد 31 عامًا من التهجير والهجرة حلت لحظة اللقاء. استخدمت الارض اللبنانية ساحة حرب بالوكالة، والادهى ان اللبنانيين كانوا دومًا الضحية".

أمّا النائب وليد جنبلاط فأفاد في كلمة ألقاها في بريح "اننا نختم اليوم الجرح الاخير من حرب الاخرين على ارضنا"، وقال متوجها الى رئيس الجمهورية: "معكم نفتح صفحة جديدة من العيش المشترك المبني على طي صفحة الماضي بما يمثله من احقاد في هذا اليوم تختمون عهدا حافلًا بالنجاحات والمخاطر التي قل نظيرها، لقد استطعتم قيادة السفينة، لقد وضعتم صياغة اسس واضحة للسياسة الدفاعية ترسي امرة الدولة فوق كل اعتبار، عنيت به اعلان بعبدا، اما وقد وصلنا الى الاستحقاق الرئاسي ووسط انقسام في البلاد على حساب المصلحة الوطنية فإنني اقول أن خيار الوسطية والاعتدال والحوار يثبت يومًا بعد يوم صوابيته في مواجهة دوامة تناحر الأضداد".

كما أعلن البطريرك الراعي من جهته، أنّ "لبنان بحاجة إلى رئيس يواصل خط الرئيس ميشال سليمان، وييدأ من حيث وصل بالبلاد وهو بحاجة الى رئيس ذي شخصية تتميز بالتجرد من أي مصلحة خاصة،  والى رئيس يتميز بصبره وحكمته للمصالحة الوطنية، هذه المصالحة التي تخمد الخلافات".

وأضاف الراعي: "نحتاج إلى رئيس يعمل على مصالحة السياسيين مع السياسة، ويستكمل عمل المصالحة والحوار وتقريب وجهات النظر، فهذا ما يتضمنه الميثاق الوطني والدستور وننتظر برجاء من المجلس النيابي انتخاب رئيس قبل 25 آيار الجاري"، داعياً المجلس النيابي إلى "الالتزام  بالواجب الذي دعا الرئيس سليمان اليه".

عادت بريح المفقودة إلى أهلها وعادت الحياة تضج فيها ورائحة البخور تفوح من ترابها على أمل المشاركة في قداس كنيسة مار جريس (بريح) في أقرب فرصة تسنح لنا.
الموقف MAY 19, 2014
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد