الى نصري الصايغ: بشير الجميَل استشهد في سبيل لبنان، دولة ومجتمعاً وصرح إيمان. لا أشرف من إستشهاد كهذا ولا أعزّ.
مساحة حرة MAY 21, 2014
أولاً: من هو بشير الجميل؟

ولد الشيخ بشير الجميل عام 1947، إبن الشيخ بيار الجميل مؤسس حزب الكتائب اللبنانية. عام 1962 انضم الى حزب الكتائب وأصبح عضواً في شعبة الطلاب، وعام 1969 عيّن قائداً عسكرياً لفرقة كتائبية مقاتلة. أما عام 1970 اختطفه المقاتلون الفلسطينيون ما أدت هذه العملية الى ترك تأثيرات على مواقفه السياسية اللاحقة. عام 1974 عيّن نائباً لقائد القوات الكتائبية وفي تموز من العام نفسه أصبح قائداً عسكرياً عاماً للحزب. وفي العام 1978 أوقفته القوات السورية في الأشرفية واعتقلته لفترة قصيرة. وفي العام 1980 أستشهدت إبنته مايا في انفجار سيارة كانت تستهدفه شخصياً. بشير بيار الجميل أصغر رئيس جمهورية في تاريخ لبنان الذي عاش أقصر زمن رئاسي في التاريخ المعاصر، هو الرئيس السابع للجمهورية اللبنانية، اغتيل قبل أن يتسلم الرئاسة.

ثانياً: من هو نبيل العلم؟

قيادي سابق في الحزب السوري القومي الاجتماعي، هو نبيل العلم، المخطط لعملية إغتيال رئيس الجمهورية اللبنانية السابق بشير الجميل. العلم هو المسؤول عن عملية الإعداد والتخطيط لإغتيال الجميل حيث جنّد حبيب الشرتوني لتنفيذ المهمة. إضافة الى أن العلم يُعدّ مطلوباً للعدالة، حيث صدرت بحقه أحكام وصلت إلى الاعدام في قضية إغتيال بشير، ما أجبره على مغادرة لبنان وعدم العودة إليه.وكان العلم يشغل مركز مسؤول أمن الحزب القومي خلال الحرب الاهلية، ويُعتبر 'شخصية غامضة وسرية وذكية ومخابراتية نتيجة الدور الهام والأمني الذي كان يلعبه في فترة الحرب حيث لُقّب بـ 'الثعلب'.عاش العلم حياة بعيدة جداً عن الأضواء، إذ تتردد معلومات أنه زار لبنان خلال فترة الوجود السوري، إلّا أن مقربين منه نفوا ذلك كما نفوا أي لقاء جمعه مؤخراً بشريكه ورفيقه حبيب الشرتوني في مدينة ليست ببعيدة عن لبنان.

ثالثاً: ما جرى عام 1982؟

أكتفي بقول الشهيد الشيخ بشير الجميل: "هذا جنوبنا، بالنسبة الى التعامل مع إسرائيل: نحن لسنا عملاء لأحد، نحن لبنانيون. وإذا افترضنا ان السلاح توافر في قرى لبنانية، فلربما تكون هذه القرية قد حشرت وطلبت السلاح من اسرائيل، والإنسان عندما يقع في ضيق يستنجد بالشياطين. وإذا عمت ظاهرة الإستنجاد بإسرائيل فالأمر سيكون خطيراً." حيث شدد وكرر "إسرائيل ليست معركتي، فالإسرائيليون دخلوا لأجل أنفسهم وليس لأجلنا".
هذا يكفي للإعلام كل من لم يعلم بعد ما هي مواقف بشير  الجميل من إسرائيل، وليقرأ "نصري صايغ" جيداً مواقف البشير.
 
أمّا.. الى نصري الصايغ، أقول:

رصاصة قاتلة في قلب زعيم.. أوطعنة غادرة في صدر ملك.. أو قنبلة موقوتة تنفجر في جسد رئيس.. أو إعدام قيادي ثائر بصاروخ. هكذا هو طريق الاغتيالات.. مزروع بالكراهية والعنف ومفروش بالبارود والدماء.

اغتيال الاستقلال والحرية،

اسشتشهد القائد بشير الجميل وما زالت رائحة مقاومته تغزو الأراضي اللبنانية والعقول الدولية والقلوب العالمية.
أين هو القاتل اليوم؟ حبيب الشرتوني، نبيل العلم وحسين الشيخ. ثلاثي مخطط لعملية إغتيال الشهيد بشير الجميل. العلم خطط، الشرتوني نفذّ، والشيخ "باركَ".
أيها الكاتب، السوريون بدؤوا تكتيكاً جديداً، فبعد اختطاف بشير من الأشرفية، أرادوا السيطرة على زحلة. فقاموا بشنّ تداخلات على عاصمة البقاع وعروسه عام 1980. فكانت عملية مواجهة السوري في البقاع صعبة،  وكانت الشباب تموت على الطرقات وتدفن تحت ثلوج زحلة، فما كان من بشير إلا أن ينقل قضيته اللبنانية الى المحافل الدولية. فتوقفت الحرب أنذاك على زحلة وفشل السوريون على تصوير الحرب بأنها حرب أهلية.

أيها الكاتب، قد أوضح بشير الجميل مسألة الحرب اللبنانية بقوله: "إسرائيل تقصفنا لأننا قاعدة فلسطينية. الفلسطينيون يقصفوننا لأننا، في رأيهم، قاعدة إسرائيلية. الغرب تخلى عنا لأنه إعتبر أننا سقطنا في حضن الشيوعية...". كما أنه لم يغفل طابعاً آخر تتسم به السياسة الدولية وهو طابع الوفاق أو الإتفاق فنبّه إليه بقوله: "لا نريد أن نكون ضحية الوفاق الدولي..." وأضاف: "لا يعقل أن تكون منطقة الشرق الأوسط ساحة تبادل الحلول السلمية فيما لبنان وحده يخضع لحلول عسكرية.

أيها الكاتب الصفراوي، متى أردت ان تتحدث عن تعاون البشير مع إسرائيل فلا بد أن نلفت النظر على تحالف ميشال عون مع النظام السوري. وإن أردت المواجهة من جديد فهناك أيضاً صور فوتوغرافية ألتقطت ببسمة عريضة. امّا بشير الجميل، رفض الهيمنة السورية على بلاده فقتلوه.
عدّ بالذاكرة، كان زمنا سورياً. والمجرم سبق واعترف أنه كان أداة منفذة، نبيل العلم أمن له المتفجرات الذي تربطه علاقة مباشرة مع المخابرات السورية والفلسطينية.

في سبتمبر 1992 نشرت في إحدى الصحف المقابلة الوحيدة لحبيب الشرتوني، وفيها ان محاولات عدة جرت لاغتيال الجميل أهمها في فبراير 1980 لكنها فشلت وأودت بحياة ابنته الطفلة مايا ومرافقيها. وأوضح حبيب الشرتوني لـ"الحياة": انه لم يذكر اسم نبيل العلم في التحقيقات إلا بعد أسبوعين من اعتقاله. وعون سمح لبعض المسؤولين في الحزب السوري القومي بزيارة الشرتوني في سجن رومية. وعندما اجتاح الجيش السوري المناطق التي كان يسيطر عليها عون، تسللت وحدات مشتركة من الحزب القومي والقوات الخاصة السورية إلى سجن روميه حيث عمدت إلى تحييد الحراس وإطلاق الشرتوني الذي اختفت أثاره منذ وقتها، إلى أن نشر مذكراته في الصحافة.

أخيراً وليس أخراً،

بشير الجميل، قُتِلَ. وعمليات القتل والغدر الذي يرتكبها النظام السوري حتى يومنا هذا بحق اللبنانين كافة، لم ولن تتوقف. حزب الله يرتكب المجازر في سوريا وميشال عون يهتم "لبيّك يا نصرالله". أصبح بلدنا، لا يعرف أن يحلّ مشاكله إلا بسفك الدماء، من بشير الجميل الى اليوم، شهداء سقطوا من أجل الديمقراطية الحرية وما زال البعض الأخر المعارضين يتهمونهم بتدابير إغتيالاتهم. الوطن، يغمره الإفلاس السياسي والثقافي.
قتل بشير الجميل.. وقافلة الشهداء لم تنتهي بعد.

يقول الكاتب الصفراوي: "مات نبيل العلم ولم يحظ بالتذكّر طوال إقامته البعيدة في المنافي المجهولة. هناك ظلم كبير بحقه وظلم ذوي القربى وذوي الأحلاف وذوي الرفقة، أشد مضاضة"،

أختم وأقول له: "من أراد إحياء ذكرى شهيد، فلا بد أن يكون الشهيد أولاً شهيد "الحرية والإستقلال"، وليس مجرم "النظام السوري". كلماتك يا أيها الصايغ، لا تليق بصحيفة السفير، فكلمة سفير تعني، "الرسول". كلمة أتية من فعل "سَفَرَ" أي "سفر بين الناس = أصلح بينهم".
مساحة حرة MAY 21, 2014
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد