لبنان الموقع والمواصلات
يقع لبنان على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ويحتل واجهةً بحرية بطول 220كلم مربعا ً لجهة الغرب، تمتد من الناقورة جنوبا ً حتى العريضة شمالا ً. تحده من الشمال والشرق سوريا، ومن الجنوب فلسطين المحتلة. هذا الموقع جعل منه مكان مهما ً بين الأماكن التجارية والسياحية الموجودة في هذه النقطة من العالم.
أما إذا أردنا تعريف المواصلات فهي تشمل: "عملية الإنتقال داخل وخارج بلد ٍ معين، وهي أيضا ً الحركة التجارية والسياحية في بلد ٍما. مما يجعل المواصلات في لبنان تحتل مكانا ً هاماً في حياتنا اليومية، هي التي مرت بصعوبات عديدة أهمها "مرحلة الحرب الأهلية اللبنانية"، التي دمرت البنى التحتية للعاصمة بيروت وكل المناطق.

المواصلات ومركزية العاصمة
بيروت:هي العاصمة السياسية للجمهورية اللبنانية، تضم مراكز القرار كافة، مجلس النواب، الوزارات، المطار، المرفأ، بالإضافة للجامعات، المدارس، المعاهد، المستشفيات، محطات التلفزيون، دور النشر، وأيضا ً الفنادق، المطاعم، الملاهي والأسواق التجارية... مم يعطيها كل إمكانات الجذب.
خصوصا ًإذا كانت الدولة غائبة منذ تأسيسها عن مناطق الأطراف، وفي ظل توقف الترامواي عن العمل منذ بداية الحرب وعدم تنظيم "نقلٍ مشترك" وكثافة عدد السيارات، إذ تشير الإحصاءات إلى أن لبنان قد إستورد بين سنة 1997 و 2010 حوالي 731151 سيارة وطرقاتنا على حالها منذ أيام الإنتداب.

المواصلات على الطرقات... جريمة تحصد المئات
لا يمكننا التطرق إلى موضوع المواصلات في لبنان دون أن نذكر حوادث السير التي تحصد المئات على طرقاتناسنوياً.
فحسب "اليازا" الحوادث على الطرقات اللبنانية تحصد أكثر من 900 قتيل، وهذا الرقم مرشح للإرتفاع في الأعوام الآتية ليصل إلى 1000 قتيل، كما أن"اليازا" تتوقع زيادة ً في نسبة حوادث السير تصل إلى 20% هذا العام في حال بقاء الطرقات في وضع ٍ مذر ٍ كما هو الحال في أيامنا. خاصة ً إذا بقيت القوانين الجديدة في أدراج النسيان.
بينما تظهر الأرقام إنخفاضا ً ملحوظا ً في البلاد التي تولي أهمية "للسلامة المرورية" وهي تعمل على تطبيقها، فقد فقدت فرنسا عام 1973، 17000 ضحية على الطرقات. وقد كان عدد سكانها حوالي 26 مليون نسمة. وعام 2007 خسرت 4700 ضحية، وإستنادا ً إلى هذه الأرقام تكون فرنسا قد حققت إنخفاضا ً يصل إلى نسبة 70% بالمئة.
أما أرقام الإحصاءات فتشير إلى إنخفاض نسبة الضحايا في بلدان أخرى مثل إيطاليا التي سجلت نسبة 45% بين سنة 1970 و2006، كما إنخفضت الوفيات بنسبة 70%. كان هذا الإنخفاض نتيجة عملٍ دؤوب طوال عقودٍ من الزمن.
وبحسب "منظمة الصحة العالمية"، فإن منطقة الشرق الأوسط تسجل أعلى نسبة خسائر ناتجة عن حوادث السير، وذلك يعود إلى خللٍ كبير في إحصاء حوادث السير وعدد القتلى والإصابات من جرائها.
ففي الإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال التي يبلغ عدد سكانها حوالي 4 مليون ونصف المليون نسمة، قد خسرت 1056 شخصا ً و سجلت 11155 إصابة بالغة عام 2007 . أما المملكة العربية السعودية ويبلغ عدد سكانها حوالي 25 مليون ونصف المليون نسمة، قد خسرت 6358 شخص وتعرض أكثر من 36 ألف شخص لإصابات بالغة للعام نفسه.
وبالعودة إلى لبنان...
هناك تفاوت بين أرقام قوى الأمن الداخلي، و"اليازا". وقد أحصت "قوى الأمن" 50 قتيلا ً و366 جريحا ً خلال شهر أغسطس (آب) 2010 وأوردت "اليازا" أكثر من 1750 ضحية بين قتيلٍ وجريح. وكان شهر سبتمير (أيلول) 2010 كارثيا ً فقد سجل حتى منتصف الشهر أكثر من 15 قتيلا ً وعشرات الجرحى بينهم 11 قتيلاً سقطوا في حادثين خلال ثلاثة أيام على طريق ٍ في منطقة الجنوب.

ويؤكد يوسف عزام، مهندس التنظيم المدني في "اليازا" للشرق الأوسط صحة الكلام عن رداءة الإسفلت المستخدم على الطرقات اللبنانية ويقول:" هذا يعكس إهمالا ً واضحا ً من المسؤولين ومن (المافيا) المؤلفة من متعهدي الطرقات الذين لا يطبقون الشروط الهندسية التي ترتكز على طبيعة التربة و"خلطةالإسفلت"، وهذه مفترض أن تحتوي على كمية معينة من البحص "الحصى" والزيت بالإضافة إلى مادة "البازلت". كما يجب أخذ العوامل الطبيعية في الإعتبار. ويضيف عزام أن الدراسات الهندسية أظهرت أن الطرقات اللبنانية تحتوي على كمية قليلة من مادة "البازلت" التي تمنح الطرقات الخشونة وبالتالي تخفف من إنزلاق السيارات". ويقول وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي: "أن السبب الرئيسي لحوادث السير، هو السرعة وأن الطرقات منجزة بشكلٍ ممتاز". في حين 90% من الطرق اللبنانية لا يوجد فيها "البازلت".

فكيف يكون الحل؟...
بعد أن عرضنا موضوع المواصلات في لبنان على أنها مشكلة، يكون الحل من خلال تطبيق النقاط التالية:
· تنمية كافة المناطق، بحيث لا تشكل بيروت مركز جذب الوحيد
· العمل على تطبيق القوانين بصرامة وعدم الإكتفاء بسنها
· العمل على تطبيق شروط السلامة المرورية
· عدم الإكتفاء بحملات التوعية والتحول إلى ثقافة عيشٍ
· مراقبة إستيراد السيارات الخاصة
· تفعيل نقل مشترك منظم في المناطق، توحيد الأسعار وصيانة سكة الحديد
· إلزام المتعهدين تطبيق كافة الشروط في تشييد الطرقات وصيانتها دوريا ً
· إنارة الطرقات
في النهاية كل ذلك يساهم في تحول المواصلات في لبنان من نقمة إلى نعمة، علها تصبح زيارة بيروت وغيرها "نزهة ً" في يوم من أيام حياتنا، بدل أن تكون جلجلة في حياة المواطن اللبناني يعيشها على مدار الأسبوع 365 يوما ً في السنة.