بداية نهاية أسبوع تحمل معها أسئلة عديدة عن الفترة المقبلة التي ستترجم بنوع جديد من قلب المشهد الأمني في البلادفبعد فترة نوعية من شبه الاستقرار، لبنان من جديد على مشارف الاستباحة الارهابية في زمن الفراغ الرئاسي والشلل المؤسساتي وغياب العمل الحكومي.
بدأ نهار الجمعة على نحوٍ غريب مع إلغاء مفاجئ لمؤتمر الاختياري في الاونيسكو على اثر أبلاغ الأجهزة المعنية لحركة "أمل " التي كانت منظمة المؤتمر برصد معلومات موثوقة على جانب كبير من الدقة حيال تدبير محاولة تفجير انتحارية أو مفخخة بالمؤتمر الذي كان يتوقع أن يلقي خلاله الرئيس نبيه بري كلمة من دون التأكد ما إذا بري سيحضر أم لا.
فما لبث إن مضت ساعة حتى شوهد انتشار مكثف لفرع المعلومات في شارع الحمرا مقفلا كل الشوارع المؤدية لفندق نابوليون ليداهمه ويلقي القبض على مجموعة إرهابية كانت في داخله وأوقفت 17 شخصا قيد التحقيق معظمهم يحمل هويات غير لبنانية كالعراقية والباكستانية... حيث كانوا يخططون لتنفيذ عمل إرهابي في قصر الاونيسكو باستخدام أساليب جديدة سيرا على الأقدام او استخدام وسائل نقل لا تلفت الانتباه في محاولة لاغتيال الرئيس بري.
حمام الدماء لم ينتهي ….فكانت حصيلته استشهاد المؤهل الاول محمود جمال الدين حيث كانت الاجهزة الامنية رصدت سيارة الانتحاري أولاً على طريق صوفر الداخلية متجهة الى بحمدون ولدى محاولة قوى الامن توقيفها فرّ السائق عائدا في اتجاه البقاع حيث حاول افراد حاجز قوى الامن في ضهر البيدر توقيفه، فبادر الى تفجير نفسه..... للاكتشاف بعد ساعات انها كانت محاولة اغتيال اللواء ابرهيم لتعود وتعلن مجموعة "لواء احرار السنة – بعلبك" مسؤوليتها عن التفجير عبر حسابها على موقع "تويتر" قائلة انها "لم تتمكن من الوصول الى الهدف اليوم ولكن سنتمكن منه لاحقا " من غير ان تسمي هذا الهدف.
قال مروان العذري: "وطني اول جنة تعيش فيها الشياطين".... ها نحن امام فترة نوعية جديدة من المشهد الامني في ظلّ الفراغ الرئاسي فهل سيسقط الموسم السياحي كما كل سنة؟ وستتغلب تلك الشياطين على بلاد الارز؟ وإلى متى ستبقى سيناريوهات الترهيب لتبرير تدخلات حزب الله في الخارج السوري والعراقي المحتمل؟ ما لا شك به ان البلاد بحاجة الي رئيس للجمهورية رئيس قوي يعيد التوازن الى كفة الميزان ونداء مفتوح لانتخاب رئيس في اسرع وقت ممكن.