المقاومة الساقطة
الموقف JUL 14, 2014
نعم، لقد ماتت الانسانية. انّ ما يحصل الان في  غزة هي حرب  على الانسانية، وضربة قاضية لحقوق الانسان. لعبة الكبار، ولكن للأسف ضحيتها أطفال صغار لم يختاروا اللعبة، ولا ذنب لهم فيها. انّ أطفالا أبرياء حرموا من حقّهم المقدّس بالحياة. لماذا؟ أليس من حقّ طفل غزّة أن يعيش، ويكبر ويسعى لتحقيق أحلامه  كأيّ طفل اخر؟ أم أنّه حرم من طفولته لمجرّد أنّه ولد في غزّة؟ لماذا المراهنة على الحروب فاذا؟

سنين مضت، وبذور الحرب لم تنبت الّا حروب جديدة. حروب هجّرت شعوب، دمّرت مدن، والأهمّأنّها قضت على الانسان وأفقدته حقّه المقدّس بالحياة. حروب أدرك الجميع أنّها لم ولن توصل يوما الى حلّ. ولكنّ من يريد الحلّ؟ ومن يريد السّلام؟ ومن فعلا يريد الخلاص لغزّة؟

ما يميّز هذه الحرب عن سابقاتها أنها فرّقت بين المدافعين الحقيقيين عن القضية الفلسطينية من جهة، والذين تاجروا بها لتحقيق مصالحهم الخاصة من جهة أخرى.

في لبنان كثر هم من تاجروا بالقضية الفلسطينية، ولكن أبرزهم الخارجين اليوم عن سلطة الدولة بحجّة المقاومة. ما يبرّر حقّهم بحمل السّلاح بحسب قولهم،هو مقاومة العدوّ الاسرائيلي. ولكن هل أصبح الشعب السوري الأعزل أخطر من العدو الاسرائيلي؟ أم هل أصبح تحرير غزة يقتضي أولا احتلال الأراضي السورية لفرض سيطرة نظام ديكتاتوري ظالم انقلب عليه شعبه؟

سقطت الأقنعة، وأفعالهم هي التي كشفتهم. فان هذا الحزب الذي حاول أن يتنكّر بزي مقاومة العدوّ ظهر على حقيقته المؤسفة. قضية مقاومة العدو الاسرائيلي لم تكن يوما قضيته. فهو لم يسعى يوما الّا الى تحقيق هدف واحد وهو تأمين مصالح ايران في الشرق.

عندما تأتي الأوامر بافتعال حروب مجنونة وطائشة، لا يمكنهم الا التنفيذ، حتى لو كان الثمن هو سقوط ضحايا أبرياء، تهجير الاّلاف، وتدمير الوطن. وعندما تقتضي مصلحة ايران بالمحافظة على ما تبقّى من النظام السوري، يصبح من واجب المقاومة قمع ثورة شعب طامح للحرية. فالحزب الذي لطالما حمل راية طرد الاحتلال، أصبح الان محتلا لأرض ليست من حقّه، وقامعا لشعب ذنبه الوحيد أنه طالب باستعادة أبسط حقوقه.

أفعلا هذه هي المقاومة؟ أهكذا نتصدّى للعدوّ الاسرائيلي؟ المقاومة لقب يكتسبه من يبرهن بأفعاله الجدّية مقاومة العدوّ. أما من يستعمل القوّة للقمع والظلم والاجرام يكون قد تخلى عن المقاومة ليتبنى الارهاب.

اتركوا المقاومة للدولة اللبنانية فهي الأحقّ بالمدافعة عن مواطنيها. فلنسعى الى السلام وبناء دولة قوية قادرة على حماية شعبها من كل أعدائها.
الموقف JUL 14, 2014
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد