من على تلك المقاعد انطلق أهم رجال وسيدات الفكر الى العالم.ومن بين الكتب والموسوعلت جمعوا كل ما تيسر من ثقافة ليغنوا الدنيا بالمعرفة. والأهم من ذلك كله، أنّ هم من امام أولئك العظماء انطلقوا، وعلى أيد معلمين ومعلمات تتلمذوا. انه عيد المعلم في التاسع من اذار من كل سنة. عيد من خلاله نقف ولو لمرة في السنة، لنكرم من بفضلهم وصلت مجتمعاتنا الى التحضّر والتقدّم، ومن نقلنا الى ميادين العلم لنكون أبطالا كما كان من سبقونا.
فالمجتمع اللبناني تعددت ألوانه وكثرت خلافاته فتلاشت روح "القومية اللبنانية" عند معظم أفراده، لابدّ من تصحيح المسار وزرع بذور الوطنية. ما مضى قد مضى، والغد ثمرة اليوم.
لذلك، نحن بحاجة الى معلمين ومعلمات يزرعون قيم ومبادئ لتحرير أفكار الجيل الصاعد. فان التعليم ليس بمهنة عادية، بل انه رسالة.
في لبنان، وبكل أسف، فقد أصحاب هذه الرسالة حقوقا عدة. وان كانت آذان المسؤولين صماء، فنحن آذانا صاغية متضامنة مع أصحاب الحق، آملين أن يحصّلوا أبسط حقوقهم وما يكافيهم تعبهم.
ختاماً، في ظلّ الظروف القاسية التي يمرّ بها لبنان، تلقى على أكتاف المعلمين مسؤوليات كبيرة لبناء فكر منفتح ومثمر لدى شباب يتخبّط بين بلده والاغتراب. كما وأنه لا يمكن الاستهانة بدورالمعلم كحامل شعلة مبادئ وقيم تنقل من جيل الى جيل للوصول الى الدولة القوية التي نحلم بها.