المسيحيون والوظيفة العامة
تحقيق SEP 24, 2013
إن مسيحيي لبنان هم ركن أساسي من أركان الكيان اللبناني. لديهم حقوقهم كما الجميع، يتممون واجباتهم على أكمل وجه تجاه الدولة والمجتمع. لكن يواجه المجتمع المسيحي مشكلة متفاقمة في حاضرنا تهدد مستقبل شبابنا، ألا وهي مشكلة الوظيفة العامة. ما هي الأسباب التي أدّت الى وجود تلك المشكلة وتفاقمها؟؟ وكيف يتم إيجاد حل لها؟؟

عدة أسباب وعوامل أدّت الى بروز تلك المشكلة لعل من أبرزها تراجع عدد المسيحيين بنسبة ملحوظة لأسباب عديدة أبرزها الهجرة وقلّة الانجاب. إن هذا التفاوت بين نسبة المسيحيين ونسبة االمسلمين نتج عنه عدة أسباب أبرزها:

- زيادة عدد المنتمين الى الطائفة الاسلامية عن المنتمين الى المسيحيّة هذا يعني أن المرشحين المسيحيين لتوالي الوظائف العامة أقل بكثير من المرشحين المسلمين.
- تجنب المسيحيين بعد الطائف عن الترشح للوظيفة العامة وفي المقابل نجد اقبال لدى المسلمين.

لكن بالنسبة لوظائف الفئة الأولى نجد مناصفة بين المسيحيين والمسلمين على أساس الكفاءة والاستحقاق حسب ما نص اتفاق الطائف.

 


وإذا أردنا الحديث بالأرقام فإن الأرقام توضح حقيقة ما يجري في هذا الواقع الصعب، فإن المواقع الإدارية وتحديدا الفئتين الثانية والثالثة هي بحدود 30 في المئة للمسيحيين و70 في المئة للمسلمين. أما أعداد المقبلين على الوظيفة فانخفض إلى 15 في المئة في العام 2005 بعدما كان يصل إلى 48 في المئة في العام 1990. وتظهر الإحصاءاتأن عدد المسيحيين المتقدمين الى الوظائف العامة خلال العام 2008 بلغ 13٫50 في المئة في مقابل 86،5 في المئة من السنّة والشيعة. وبلغت نسبة الفائزين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية 18 في المئة مسيحيين و82 في المئة مسلمين.
 

من هنا ظهرت مؤسسة "لابورا" وهي مؤسسة غير حكومية يترأسها الأب جورج خضرة.

تأسست "لابورا" سنة 2008 هدفها ايجاد حل لمشكلة البطالة التي تواجه المجتمع المسيحي، ومن أبرز أهدافها العمل للحد من نزيف الهجرة، ومكافحة البطالة وتثبيت العائلات فوق تراب الوطن وفي الأرياف وداخل المؤسسات بما يحفظ كرامة الجميع ويبقي العيش المشترك فاعلاً ومؤثراً.

تستوحي "لابورا"، روحيتها وطريقة عملها من توصية البابا يوحنا بولس الثاني في خطابه الذي ألقاه في المؤتمر الدولي للعمل في 15 حزيران في العام 1982. ومما ورد فيه: "أشدد على أن الحل الإيجابي لمعضلة عمل الشبيبة بنوع خاص يقتضي على الصعيدين الوطني والدولي تضامنا قويا بين الشعوب كافة. فليعمل الجميع على وضع برامج واتفاقيات تهدف إلى جعل السياسة الإقتصادية والإجتماعية تعبيرا ملموسا عن التضامن".
 

من هنا اعتمدت "لابورا" في ترجمة التوصية على ثلاثة: الإيمان بالله، والثقة بالشعب اللبناني في التعاون والأسلوب العلمي في مواجهة معضلة البطالة وذلك من خلال: التعرف إلى حاجات طالبي العمل من الشباب، وتأهيلهم وإرشادهم وتطوير مهاراتهم وفقا لمتطلبات العمل والمهن التي يرغبون في ممارستها. أما نطاق عملها فيتوزع على خمسة محاور هي: التوجيه المهني، المقابلات والتقويم، التدريب والتطوير وقطاعا العمل الخاص والعام وحضانة المشاريع.

و من جهة أخرى تقوم المؤسسة على عقد مؤتمرات لوضع آليات العمل لعملها الدائم والمستمر لخدمة المجتمع المسيحي.

إن وضع المسيحيين في الوظيفة العامة بدأ بالتحسن تدريجياً من بروز هذه الشركة آملين أن تحقق أهدافها لتحقيق التوازن الطائفي في البلاد وإبعاد مشكلة البطالة عن الساحة المسيحية.  
 
تحقيق SEP 24, 2013
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد