بين بيروت والجبل وصولاً الى القصير والقلمون، حكاية طويلة بين القتل والارهاب والدمار وما يسمّى بانتصارات المقاومة الاسلامية!
الجهة نفسها.. الحزب ذاته ينفذ القرارات الخارجية التي تسعى دائماً الى اسكات الصوت الذي ينادي بالحرية والسيادة والاستقلال، انه الحزب نفسه الذي يقتل الابرياء وكل من يقول 'لا' بوجه مخططاته الخارجية او بالاحرى التخريبية.
منذ تأسيسه ويسعى هذا الحزب الى فرض سلطة ايران على لبنان من خلال قتل وتخوين خصومه في السياسة.
٧ ايار الـ ٢٠٠٨ دمرّت بيروت من جديد وعادت الفوضى الى الجبل وانتصر الحزب على معارضيه عسكرياً كما يقول لانه لم يستطع مواجهتم سياسياً، فالقتل اصبح اداته بالرد على اخصامه. لم يتوقف هنا بل القمصان السود كانت تجتاح الشوارع من وقت الى آخر لتذكير اللبنانيين بان هناك من هو اقوى منهم... مرض العظمة والقوة الفتّاكة التي يتمتع بها الحزب حسب ظنه لم تتوقف هنا بل امتدت لتجتاح سوريا لمشاركة النظام الذي احتل لبنان وقتل وهجّر شبابه بقتل وتهجير شعب هذا الاخير.
من القصير حتى القلمون يحارب الحزب بشراسة وكأن الشعب السوري هو يهودي الاصل يقتل بلا رحمة ولا يسأل عن عدد قتلاه، فعرض قوته هو الاهم وارواح مقاتليه يبقى رقم لا اكثر.
يخسر الحزب في سوريا يومياً قتلى اكثر مما خسر في حروبه مع العدو الاسرائيلي من دون ان يسأل او يتساءل عن المنفعة التي ينالها في حربه هذه سوى قتل الشعوب المناهضة لاسرائيل! عن اي انتصارات يتكلم ويسعى والقتلى تتساقط يومياً بعددٍ كبير من الجهتين؟! يقاتل الارهاب في سوريا؟ من هو الارهاب بحسب ظنه اهو الذي يقتل الشعوب التي تطالب بحريتها او انه يذبح ويقتل الذين يقتلون بلا رحمة؟
الاثنان هم ارهاب فقتل الابرياء بسبب توجهاتهم السياسية لا يختلف عن قتل الابرياء وذبحهم حسب دينهم وطائفتهم!
كل تلك الانتصارات كانت وستبقى وهمية طالما تقام بوجه الشركاء في الوطن وبوجه الاخصام السياسيين، فالانتصار يكون بوجه المحتل وبردعه كما فعلت المقاومة المسيحية! الانتصار يكون بمواجهة العدو الاسرائيلي! لا يكون في بيروت والجبل والقصير والقلمون!
ولكن التاريخ يمهل ولا يهمل وسيذهب هؤلاء الى مذبلة التاريخ ونار جهنم لن ترحم انتصاراتهم الوهمية!