هو المناسبة التي ينتظرها أفراد العائلات اللبنانية كي يجتمعوا أجمعين، فيجتمع القريب والبعيد، يعود المغتربون إلى وطنهم، وتتلألأ الزينة في الشوارع، المنازل وعلى الأشجار. للعيد جو ميلادي خاص، هو جو المحبة والألفة والاهتمام بضعفاء الأرض، والصغار، والمحرومين. هو عيد الميلاد، فيه ينسى العالم الحقد والكره فيعمّ السلام والرجاء في قلوب الناس، نسامح به بعضنا البعض، ونهبّ إلى العطاء.
بين تقاليد الأمس والحاضر
إنّه المناسبة التي ينتظرها العالم، كباراً وصغاراً، لتبادل الهدايا بين الأقرباء والمقربين، لإضاء المغارة والشجرة، وتحضير المائدة للاحتفال بمجيء المخلص، تلك هي التقاليد، تقاليد تجمع بين جميع الناس مهما اختلفت توجهاتهم. تجتمع العائلات حول مائدة العشاء عشية العيد، فيتبادلون الأنخاب قرب شجرة الميلاد، ويقوم بتوزيع الهدايا أحد أفراد العائلة متنكراً بزي بابا نويل. بعدها يشارك الجميع في قداس منتصف الليل، فيما يوم العيد يستقبلون الأقارب والأصدقاء. تلك هي العادات، قد تتنوّع بين منطقة وأخرى وإنّما يبقى رمزها الأوّل والأخير، يسوع المسيح.
مظاهر العيد في الطرقات
إذا ما تجولت في شوارع لبنان، ترى الأضواء تشع في الطرقات، ويتجمع الناس حول الزينة في المجمعات التجارية، وفي الساحات حول المغارة التي ولد فيها المخلص، للزينة في عيد رمزية كبرى بحيث أنها تعود بنا إلى يوم ولادة المسيح، الجميع في الشوارع يبتاعون الحلل والزينة، فالزينة هي رمز الفرح والسعادة بمجيء الملك، هي لتقدير ذلك المجيء العظيم.
معنى العيد الحقيقي
هو تجسّد يسوع المسيح لخلاص الإنسان، والعيد هو تعبير عن محبّة الله للإنسان، إنّ روح العيد قد غابت عن قلوب معظم الناس فقد باتوا يتلهّون بالمظاهر والماديات. هو يسوع المسيح، رمز الخلاص، رمز المحبة والعطاء، فقد تجسد لأجلنا، تألم ومات وقبر وقام، لأجلنا أجمعين ومن أجل الكثيرين الذين يلهون بالماديات وفقدوا قيمة تقدير أنفسهم وتقدير الأخرين. إن الإنسان يتلهى بالكثير أما المطلوب فهو واحد...
شمس الحق ونور العالم
كان 25 كانون الأول عيد ميلاد الشمس فحولته الكنيسة إلى عيد ميلاد شمس الحق ونور العالم وهو الذي قال: "من يتبعني لا يمشي في الظلام". المسيح ولد لنمجده في حياتنا، في أجسادنا وارواحنا. به وحده تطمئن قلوبنا. لآنه هو وحده رسول السلام ومانح السعادة والفرح لكل انسان آت الى العالم.