كرة السلة لعبة رائدة في لبنان وبقيت اللعبة الوحيدة الصامدة من بين كل الرياضات...
كانت كرة السلة منفذ لكل الشباب والشابات في زمن الاحتلال وكانت فرصة لهم بالقيام بتجمعات والتعبير عن رأيهم علناً.
هذه اللعبة رفعت اسم لبنان عالياً... ناهيك من الألقاب العربية والآسيوية فلبنان برز ولمع في بطولة العالم أيضاً بعد فوزه على المنتخب الفرنسي.
فباتت كرة السلة في لبنان للجميع من كل الأعمار والطبقات...
منذ ان برز فريقا الحكمة والرياضي ظهر معهما تحدٍّ كبير ليس فقط على مستوى اللاعبين بل على مستوى الجماهير أيضاً وما كانت تخلو المباريات من بعض المناكفات... الامر طبيعي جدّاً وليس بجديد وهو يحصل بين جماهير اكبر واعرق الفرق في العالم..
عملت كل الاتحادات السابقة التي تولت تنظيم هذه اللعبة، ولو بالحد الأدنى على ايجاد حلول لتجنب مثل هذه المشاكل فسمحت فقط لجمهور الفريق الضيف بان يحضر المباراة..
ولكن مع مجيئ هذا الاتحاد الذى أتى على يد الدرجة الرابعة بدات المشاكل تبرز اكثر فاكثر اصبح القانون بالنسبة اليه هو تغليب مصلحة فريق على اخر... فبعد أشكال المباراة الاخيرة في نادي غزير والذي ظهر به لاعبي النادي الرياضي وهميتهجمون على احد من جماهير نادي الحكمة واشبعوه ضرباً وكان كل ذلك على مرأى ومسمع رئيس الاتحاد الذي هنأ بعد المباراة الجمهور على الاحترام والاحتراف في تشجيع فريقه عقد الاتحاد اللبناني لكرة السلة اجتماع بتاريخ ٦ حزيران ٢٠١٤ وقرر على اثره توقيف ٥ لاعبين من نادي الرياضي واثنين من نادي الحكمة بالاضافة الى توقيف عدد من الجمهور الذي كان له علاقة بالأشكال.
ولكن للأسف بعد ان اتخذ قراراته بالإجماع واعتبر قراره سليم بغض النظر عن بعض الملاحظات عليه، عاد الاتحاد واجتمع بتاريخ ٩ حزيران ليعدل القرار المتخذ بإجماع الأعضاء باستبدال التوقيف بغرامة مالية وتوقيف جمهور نادي الحكمة عن حضور المباراة السادسة على ارض الملعب مع الإبقاء على توقيف اللاعب المصري اسماعيل احمد، والجدير بالذكر هنا ان هذا القرار اتخذ بالأكثرية وليس بالإجماع.. مع العلم ان بالمباراة السابقة التي جمعت الناديين في المنارة تخلله أشكال وكان لجمهور الرياضي اليد الأكبر في هذا الأشكال وسمح له بحضور ٣٠٠ من جمهوره.
القرارات المتخذة من الاتحاد لا تساهم بجمع شمل الفريقين وإعادة الأمور الى موقعها الطبيعي بل ساهمت بزيادة الشرخ الحاصل بين الجماهير واعتبار ان القرارات التي اتخذت كانت مجحفة... فبغض النظر عن كل تلك الأمور لكي نحمي كرة السلة لا يجب ان نساوم فتطبيق القانون هو الحل لكل مشاكل كرة السلة ولو منع فريق بأكمله عن اللعب، هكذا نصنع مستقبل مزدهر للسلة اللبنانية كما تفعل كل الاتحادات في العالم...
ولكن المفاجأة الأكبر كانت في الأمس، حيث إتصل وزير الداخليّة نهاد المشنوق، برئيس الإتحاد وقبل بدأ المباراة بدقائق على أرض فريق الرياضي في ملعب المنارة بيروت، وأعطاه الأمر بإلغاء هذه المباراة وذلك لأنها تهدد السلّم الأهلي!!!!
معالي الوزير، كرة السلة ليست هي من يهدد السلّم الأهلي، إنما الأعداد الكبيرة من "الآجيئين" السوريين الذين يلتهومن الإقتصاد اللبناني، المخيمات الفلسطينيّة المدججة بالأسلحة، السلاح غير الشرعي المنتشر في لبنان والمربعات الأمنيّة الخارجة عن سلطة الدولة... وغيرها من المشاكل الجوهريّة.
على امل ان تنتهي كل هذه الإشكالات في الملاعب وخارجها وتبقى كرة السلة كما سبق وكانت "فشّت خلق" لكل اللبنانيين، ولكن إنتبهوا من "طابة طابشة"...