بعد الفراغ الرئاسي والتمديد النيابي والفشل الحكومي والانفلات الامني وعمليات الخطف والتدهور الحاصل على كافة الصعد الحياتية، تفاجئ الطلاب بتنفيذ قرار ليس بجديد، يسجل تخلفاً حديثاً للمؤثرين على السلطة والمجتمع في آن معاً. الحد من الحياة الديمقراطية المحقة لكل طالب في ميدان العلم الجامعي، هو نقطة سوداء اضيفت الى تاريخ الجامعات في لبنان، فبعد الجامعة اللبنانية، حاول مرضى الكراسي ممارسة الضغوطات على باقي الجامعات لالغاء انتخاباتها بوسائل مختلفة، الا ان حصادهم لم ينجح بالكامل، لحسن الحظ، حيث اصرت جامعتي الـ"LAU" و"AUB" على اعطاء طلابهم حق الانتخاب.
وبهذا القرار حافظت الجامعات الاميركية على جزء من حقوقها، وعكست بنتائجها المدوية قناعات طلاب المستقبل، مبينةً المخاوف من اجراء الانتخابات في جميع الجامعات في لبنان. ومن الفوز الساحق في"LAU" بفرعيها والتقدم اللافت لقوى "14 أذار" عموماً و"القوات" خصوصاً في الـ"AUB" الى حوادث الـ"NDU" المفتعلة، نبرز ثمرة جهد دائرة الجامعات الاميركية ورئيسها فارس طراد في هذه المقابلة.
الـ"LAU" وفوزها الواضح رغم الـ"one man one vote"
لفت طراد في حديثه الى التقدم القواتي الكبير الذي شهدته معركة الـ"LAU" هذا العام والتي انتهت بنتيجة 11-4 في مجمع جبيل و8-7 في بيروت لصالح قوى "14 أذار". ومع هذه الارقام، تميزت القوات اللبنانية للمرة الاولى بدخولها معركة بيروت من الباب العريض حيث شاركت بـ3 فازت باثنين منهما، في حين كان تيار المستقبل فقط يخوض تلك المعركة بوجه قوى "8 اذار" و"القوات" تدعم مرشح واحد فقط. ويضيف ان تيار المستقبل اعترف بلسانه بالدور الذي لعبته القوات في ترجيح الكفة لصالح 14 أذار، مشيراً الى ان خلية "القوات" في"LAU" بيروت حديثة التأسيس اذ ولدت قبل الانتخابات بأشهر قليلة واستطاعت في هذه المدة بسط قوتها على ارض المعركة، ومذكراً بالدور الكبير الذي قام به حليفه "المستقبل".
وتحدث عن المعركة في مجمع جبيل التي اثبتت حضور 14 اذار و"القوات" بنسبة تفوق الـ65%، مركزاً على كلية الصيدلة، "قلعة التيار السابقة"، والتي انقلبت المقاييس فيها مع فوز "القوات". وأضاء ايضاً طراد على كلية إدارة الاعمال حيث حصدت اللائحة الفوز الكامل اي 3-0، رغم قانون الـ" one man one vote" المعتمد في الجامعة، والذي يتطلب الحصول على اكثر من 80% من الاصوات كي تفوز اللائحة بالكامل. وأضاف: "قبل الـ2010 كانت الـ"LAU" بيروت تحسم لصالح 8 اذار، اما اليوم فبتنتا نربح المجمعين بفرق كبير وباتت القوات اللبنانية تفوز بثلث المقاعد".
كما تطرق الى تفاصيل انتخاب رئيسي مجمّعي بيروت وجبيل ورئيس الهيئة المجتمعة، موضحاً ان ممثلي الطلاب في كل مجمع ينتخبون رئيس الهيئة التابع لهم، كذلك يتم اختيار 5 ممثلين من كل مجمع لتشكيل الهيئة مجتمعة او الـ"union" ليختار هؤلاء رئيساً لهم. ويؤكد طراد ان نتائج الانتخابات تحسم ترأس "14 اذار" الهيئات في المجمعات بالاضافة الى رئاسة الهيئة المجتمعة.

اكبر كتلة نيابية ونصف الرؤساء للقوات في الـ"AUB"
وفي تفاصيل الـ"AUB" التي نال فيها تحالف "القوات – المستقبل والاشتراكي" 8 مقاعد في الحكومة الطالبية مقابل 6 لـ"8 أذار" و4 للمستقلين، يخبر طراد ان الهدف المرغوب للتحالف كان الحصول على 15 مقعداً تتوزع على الاطراف الثلاثة، لذلك رشحت "القوات" 6 طلاب والمستقبل 6 والاشتراكي 3. ويضيف: "انتهت النتائج بفارق قريب جداً بين اعضاء اللائحة من صوت حتى 3 اصوات فقط" .
وبالنسبة للنواب، اوضح ان المعركة حصلت على 79 مقعداً في حين لم يترشح احد على المقعدين المتبقيين، مشدداً على ان القوات اللبنانية حصدت على اكبر كتلة مؤلفة من 16 نائباً، يليها "المستقبل" بـ15 نائباً، "النادي العلماني" بـ15 نائباً، "الاشتراكي" 5 نواب، وتوزعت المقاعد المتبقية على تحالف "8 أذار" والمستقلين.
وشرح طراد توزع المقاعد على الكليات الستة التي تم انتخاب رؤساء كلياتها الاثنين 1 كانون الاول 2014، حاصدة القوات اللبنانية على 3 رؤساء توزعوا بين كلية الهندسة، كلية ادارة الاعمال وكلية الصحة، ليفوز حليفه "المستقبل" بكلية الطب مقابل تقاسم "حركة امل" و"حزب الله" كليتي "الزراعة" و"العلوم والفنون". وذكر ان رئاسة الهيئة في الـ"AUB" تحسم الاسبوع المقبل مع ترجيح لفوز "14 ذار" فيها.
وفسر ان التحالف نال 11 مقعداً في كلية الهندسة، 7 منهم للقوات و4 للمستقبل ومقعد للاطراف الاخرى، لافتاً الى انها المرة الاولى التي تفوز قوى "14 اذار" في كافة السنوات. كما جاء الفوز كاسح في كلية ادارة الاعمال، بحسب طراد، فقد حسمت النتيجة مع 9 مقاعد لتحالف "14 اذار – الاشتراكي" ومقعد واحد للمستقلين وآخر لـ"8 اذار". وسجل تعادل في كلية الصحة بين اللوائح الثلاث مقابل مقعد واحد للاشتراكي، فجاءت النتيجة 2-2-2-1، ليدخل فريق "14 اذار" للمرة الثانية على التوالي في مجلس هذه الكلية. وجاء التقسيم مشابه في كلية "العلوم والفنون" مع اختلاف في عدد المقاعد لتكون النتيجة 7-7-7-1.
ويضيف طراد: "يبقى كلية الزراعة التي حازت 14 اذار فيها بـ3 مقاعد وحصلت قوى 8 اذار على اكثرية المقاعد، مع الاشارة الى تعادل بين الطرفين في عدد الوزراء. اما كليتي الطب والتمريض فخضنا الانتخابات وثبتنا وجودنا فيهما للمرة الاولى واستطعنا الحصول على مقعدين من اصل مقاعد، 6 نال المستقلون 3 منها ومقعد واحد لفريق 8 اذار".

NDU: النتيجة كانت محسومة والاعتراض على الاكثري حجج فارغة
وتطرق طراد في حديثه الى انتخابات الـ"NDU"، مشدداً على ان النتيجة فيها كانت محسومة والمعركة تمحورت حول رفع فرق الاصوات بين اللائحتين. واشار الى ان صلاحية الهيئة المنتخبة العام الماضي تجددت بعد الغاء الانتخابات، لافتاً الى ان الانتخابات كانت بحكم الملغاة قبل الاشكال الصغير الذي وقع لأن اللائحة الاخرى اعلنت انسحابها في اليوم نفسه.
واعلن عن بحث قانون جديد بدلاً من القانون الأكثري الذي يواجه انتقادات كثيرة من الاطراف الاخرى في الـ"NDU"، ولكن يرى طراد انها مجرد حجج يتلطى خلفها هؤلاء، معتبراً ان نتائج الـ"LAU" خير دليل على كلامه فالنتيجة واحدة مهما اختلفت القوانين.
وعن الغاء الانتخابات في الجامعات، استذكر طراد ايام الوصاية السورية قائلاً: "ايام الوصاية كنا موجودين، لذلك لا يجب ان نسكت ايام السلم عن هذه الانتهاكات لحقوقنا كطلاب"، ومطالباً بإعادة الحياة الانتخابية الى كافة الجامعات. ورأى ان توجه الرأي العام بات واضحاً والأكثرية المسيحية اعلنت موقفها بوضوح الى القوات اللبنانية ومسيحيي 14 اذار، فالشعب اللبناني شعبٌ واعي ومدرك لما يحصل في لبنان.
ختم طراد بالحديث عن الإشكال الذي وقع في جامعة سيدة اللويزة وما خلفه من ضجة في الاعلام اعطته حجماً يفوق حجمه الطبيعي، خصوصاً مع وجود كاميرا احدى المحطات في مكان الاشكال لسبب لا يزال مجهولاً. وتأسف لما وصلت اليه الحادثة التي استطاعت ان تحقق هدف الفريق السياسي الآخر بالغاء الانتخابات هرباً من نتيجتها القاسية عليهم، رغم درجة الوعي المرتفعة التي تميز بها الشباب لتجنب هكذا افتعالات.