القنطار خشبة خلاص "حزب الله" من الوحول السورية
الموقف DEC 21, 2015
لم يشأ عام 2015 المغادرة من دون وقوع أحداث لافتة ستشكل ارتكازاً لتغييرات عديدة في الوضع السوري.
 
فبالإضافة الى الحديث عن تفاهم اميركي - روسي وقرار مجلس الأمن الأخير حول سوريا، أتت عملية اغتيال سمير القنطار لتكون إشارة لـ"حزب الله" ليعيد حساباته، وهو الذي يعتبر من ابرز المشاركين في الحرب السورية.
 
من البديهي، ان تُتهم اسرائيل بالوقوف خلف عملية الاغتيال التي نفذت من خلال غارة جوية واستخدمت فيها تقنيات عالية لضرب المقر حيث كان القنطار مع مجموعة تابعة له. فمنذ نشوء هذه الدولة وهي تسعى للانتقام من أعدائها، كما انها توعدت بتصفية القنطار فور الإفراج عنه بعد حرب تموز 2006، وهو كان محكوماً عليه  بالمؤبد في اسرائيل بعد اتهامه بقتل مواطن اسرائيلي وطفلته البالغة من العمر 4 سنوات.
 
لكن أن تقوم اسرائيل بهذه العملية في ظل هيمنة الروس على الاجواء السورية يضع علامات استفهام كثيرة حول الطريقة التي نفذت بها وتوقيتها. فالطائرات الاسرائيلية لا يمكنها خرق الاجواء السورية من دون ان تلتقطها الرادارات الروسية الحديثة، علماً ان الرادارات السورية القديمة كانت تلتقط كل هذه الطائرات. ولو أرادت روسيا منعها لكانت طاردتها بالحد الأدنى وأرغمتها على تغيير مسارها.
 
فهل يكون غض النظر عن هذه الغارة رسالة روسية الى "حزب الله" تعتبر وجوده في الميدان السوري غير مرحب به؟
 
وبخلاف المرات السابقة والردود التي لا نزال في انتظارها، يمكن لـ"حزب الله" أن يستفيد من هذه الحادثة ليسلط الاضواء مجدداً على الجنوب اللبناني ويعيد إحياء جبهته القديمة مع اسرائيل بعد ان شغلته الحرب السورية عنها، ويستغل بعض المناوشات التي يمكن ان تقع في الجنوب ليستدعي عناصره من سوريا بحجة ارتفاع منسوب الخطر باشتعال الجبهة الجنوبية. فالحزب لم يعد قادراً على الاستمرار بلعبة الاستنزاف، بالاضافة الى ان التسويات المقبلة لن تسمح له بالبقاء على الساحة السورية.
 
اما الحديث الذي سمعناه وسنسمعه عن "عظمة حزب الله" وقدرته على القتال على اكثر من جبهة، فنبقيه ضمن الحملات الدعائية لرفع معنويات جمهوره، ليس أكثر.
الموقف DEC 21, 2015
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد