القدس لنا
الموقف MAY 12, 2014
يزو الحبر الأعظم البابا فرنسيس الأراضي المقدسة في الخامس والعشرين من الشهر الحالي، حاملاً معه بركة الكرسي الرسولي على المنطقة برمّتها، وباعثاً الرجاء والأمل في نفوس المؤمنين المضطهدين والثابتين في هذا الشرق. ويرافقه في هذه الزيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في خطوة أثارت جدلاً واسعاً بين أفرقاء المجتمع اللبناني.

في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها المنطقة وخاصة بعد الأزمة في سوريا وبروز إضطهاد بشكل أوسع للمسيحيييّن تبرز أهميّة هذه الزيارة الى المنطقة وتحديداً الى الأراضي المقدسة مهد المسيح ومنبع المسيحية. فهذه الزيارة هي بمثابة دعم للمؤمنين الصامدين رغم جميع الصعوبات ولحثهم على زيادة إيمانهم وثباتهم بأرضهم. ولأن رعيته تشمل كل ماروني في هذا الشرق والعالم قرر "الراعي" مرافقة الحبر الأعظم في هذه الزيارة المباركة.

وبسبب واقع المجتمع اللبناني التعددي طائفياً وسياسياً، الذي وبمعظمه يعتبر إسرائيل دولة عدوة، بدأت بعض الهجمات على هذه الزيارة وبخاصة من جماعة المقاومة والممانعة. فبدأت هجماتهم إعلامياً وعلى مواقع التواصل الإجتماعي منددين بهذه الزيارة ومعتبرين أن البطريرك يزور دولة عدوة. ففجأة برز إسم "إسرائيل" العدو الغاصب للأرض والشعب بعدما كانوا يسمونها طيلة السنوات السابقة "فلسطين المحتلة"، و بدأوا ينسون أو يتناسون عملائهم وشعبهم الذي كان يعمل طيلة فترة الإحتلال الإسرائيلي في إسرائيل.

ورغم إصرار البطريرك على أن زيارته راعوية بإمتياز، لا تزال هجماتهم تطال رأس الكنيسة المارونية حتى وصل بالبعض لإتهامه بالعمالة. فهل مرافقة الحبر الأعظم في زيارة راعويية تعتبر عمالة؟! و زياراتهم المتكررة والمتواصلة الى سوريا، الدولة التي احتلت لبنان عسكرياً و سياسياً، والتي بحروبها عليه دمّرت وقتلت وهجّرت آلاف اللبنانيّن تعتبر زيارات صداقة؟؟!!

فيا للعجب...

والمضحك المبكي من هذا الواقع، هو أن حلفاء حزب الله أي التيار الوطني الحرّ الذي بأغلبيته من المسيحيّين، والذين يدّعون حب الوطن ودفاعهم عن المسيحيّن والبطريرك لم يحركوا ساكناً تجاه الحملات التب تهاجم رأس كنيستهم وكما دائماً القوات اللبنانية وقفت بالمرصاد لهذه الحملات.
فسؤال برسم المعنيين من جماعة التيار: أين ورقة التفاهم التي وقّعها عمادكم مع حزب اله والذين تدّعون أنها تحمي المسيحييّن وحقوقهم؟؟!! وما رأيكم بكل تلك الحملات التي تطال رأس كنيستكم وأنتم لا تحركون ساكناً؟؟!!

فيا للعجب...

25 أيار 2014 سيكون يوم التحرير الفعلي، يوم التحرير من كل أشكال الفوقيّة والخضوع. والى البطريرك الراعي فنقول: "إذا أتتك مذمتك من ناقص، فهي الشهادة على أنك كامل". فالقدس لنا والله معنا.
الموقف MAY 12, 2014
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد