جريمة هي أم أنها مجزرة بحقّ الإنسانية لا يرتكبها إلا من فقد حسّ الإنسانية وذرّة البشرية؟
إنهم جذّارين لا بلّ سفاحين، إنهم آلات تدمير، آلات قتل لا يرّف لهم جفن أمام دماء الأطفال والنساء، ولا تدمع لهم عين أمام بكاء الأمهات. أبنائهم يقبعون في القصور ويتنعمون بملذات الحياة ويشربون من دماء الأبرياء، ودموع أمهات أطفال المجازر تكوي القلوب وهي تصرخ "ولدي ولدي، أنت لست بشهيد ولن أطلق عليك عبارة شهيد".
عندما يموت الضمير، العين تدمع ولا يبقى سوى الدعاء لِ الله.
هل سيدخل أبنائكم المجاهدين جنّات النعيم بعد قتل هؤلاء الأبرياء؟
هل هذا هو النصر الموعود الذي وعدكم به سيدّكم؟
هل سيشفى غليل أهالي المجرمين برؤية مناظر الضحايا في عاصمة الشمال طرابلس وفي الضاحية الجنوبية؟
بين الضاحية الجنوبية وعاصمة الشمال طرابلس، يدّ الغدر واحدة وقافلة الحرب والدمار تسرح وتمرح كالسائح الأوروبي المتنقل من بلدة لأخرى، وتبقى المناطق المسيحيّة اليوم على لائحة الترّشح لإغتيالات وإنفجارات تهزّ الكنيسة جمعاء.
الى متى سيبقى الوطن محلّقاً في فلك الموت والشهادة العظمى؟
الى متى سيبقى الخلاف السني الشيعي المسيحي أداة الجريمة؟
متى سينعم المواطنين براحة البال والسلام والأمن في بلد أنعم الله عليهم هويّته؟
أختم بما قاله الشيخ بشير الجميل: "نحن قديسو هذا الشرق وشياطينه، نحن صليبه وحربته، نحن نوره وناره، قادرون على إحراقه إن أحرقتوا أصابعنا وقادرون على إنارته إذا تركونا على حريتنا".
ما من جريمة كاملة سوى أن يُنتهك حق الانسانية بإسم العروبة، لبنان قدّر على أبنائه الشهادة في سبيل الطائفية.
ومع ذلك يبقى مسيحيو لبنان صامدون وعلى محاولات الغدر متمردون.