يضم العمل الطلابي العديد من التحديات وبالتالي متابعة التطورات على الساحة السياسية والطلابية تتطلب عمل كبير، من هنا كان الحديث مع رئيس دائرة الجامعات الفرنكوفونية في مصلحة طلاب القوات اللبنانية الرفيق رالف عقل الذي أطلعنا على آلية العمل المتبعة في الدائرة.
1. كيف يسير العمل والنشاط الطالبي اليوم في ظل غياب الانتخابات الطالبية؟
في شكل عام، الوضع غير سليم على مستوى الجامعات، ففي غالبيتها تمنع فيها الانتخابات او قيام الهيئات الطالبية، وفي حال وجدت تلك الأخيرة فتكون منتخبة منذ سنوات. اليوم نواجه غياب للحياة الديمقراطية في الجامعات، بحيث لا وجود للتجدد الديمقراطي لمجالسها الطالبية ولا وجود لأي نقاشات بناءة وتبادل للخبرات والأفكار بين الأحزاب والطلاب ان كان هذا المجتمع حزبي أو غير حزبي.
هذا الأمر يؤثر سلباً على المستوى الشخصي للطلاب من ناحية جهدهم وتطورهم على الصعيد الفكري كما يؤثر من ناحية أخرى على فكرة انتمائهم في المستقبل لهذا النهج الديمقراطي حيث يجب أن يكون الطالب ثائرا في واقعه الجامعي والوطني ما يمكن ان ينعكس على رؤيته للدولة والانخراط بها والاهتمام بالإصلاح في داخلها. فالمشكلة المطروحة اليوم هو غياب هذا النوع من بعد النظر لدى إدارة الجامعات أو الدوائر المختصة ما يعد جريمة بحق الديمقراطية والشباب وبالتالي بحق لبنان.
2. ما هي الخطوات المتّبعة لانعاش العمل الطّالبيّ في الوقت الرّاهن حيث يشهد البلد خمولاً في مؤسّسات الدّولة؟
فيما يخصُّ هذا الموضوع، يجب التَّنبُّه إلى وجود نوعين من الخطوات، الاولى على الصعيد الداخلي، وتُعنى به مصلحة طلَّاب القوَّات اللُّبنانيَّة ودائرة الجامعات الفرنكفونيَّة بشكل خاصّ، اما القسم الثَّاني أي الخارجيّ وهو السعى إلى إعادة النَّشاط الطٌّالبيّ الدّيمقراطيّ، كرسالة محبَّة.
وفي هذا الصَّدد، لقد قمنا بتشكيل لجنة تهدف إلى درس قوانين الانتخاب وتقديمها إلى الجامعات إضافة إلى درس رؤية واضحة تهدف إلى تعزيز عمل الطُّلَّاب في المجال السِّياسيّ، على الصعيدين الجامعيّ والمسيحيّ. فقد دعا البابا فرنسيس في رسالته الشَّهيرة الشَّباب المسيحيّ إلى الانخراط في السِّياسة، لأنَّه عندما تندمج القيم المسيحيَّة بالقيم السِّياسيَّة الصَّحيحة، يبلغ المجتمع مستوى سياسيًّا ايجابيًّا، نرغب كقوَّات لبنانيَّة في الوصول اليه لأنَّه يساهم في بناء مستقبل صحيح وواعد. اذ يساهم هذا المستوى السِّياسيَ في تطوير الفرد فكرًا وعطاءً بحيث يصبح قادرا، إذا ما انخرط في العمل المؤسسّاتيّ في الدولة، على ترك تأثير جيِّد وبنَّاء وعلى خلق انطباع ايجابيّ في نفوس النَّاس.
أمَا على الصَّعيد الدَّاخليّ فنحن ناشطون جدًّا، إن كمصلحة الطُّلَّاب أو كدائرة الجامعات الفرنكوفونيَّة، داخل حرم الجامعات أو في محيطها حين يتعذَّر العمل داخل الجامعة. وبهذه الطَّريقة، تمكَّنا من تشكيل صلة وصل بين التَّلاميذ غير القادرين على التَّعبير عن آرائهم السِّياسيَّة لأننَّا نخلق لهم مساحة حرَّة في إطار ديمقراطيّ رائد كي يتمكنوا من العمل فيه. وبهذه الطَّريقة، يدرك الطُّلَّاب مدى أهميَّة هذا العمل على صعيد الجامعات، وأهدافه ونشاطاته.
من هنا خلقنا صوتًا لأولئك الشُّبَّان وإطارا لعملهم بشكل مريح ليطوِّروا قدراتهم الشَّخصيَّة فيطوِّروا بها مصلحتهم الشَّخصيَّة والمصلحة العامَّة فيما بعد، ما يخولهم ليكونوا عناصر فاعلة على النِّطاق الجامعيّ والمناطقيّ والحزبيّ في المستقبل، ولم لا على الصَّعيد الوطنيّ أيضًا!
هذه هي استراتيجيَّتنا إذًا على الصّعيد الفكريّ والاعلاميّ وعلى صعيد النَّشاطات المركزيَّة الكبيرة الدِّينيَّة والسِّياسيَّة والتَّرفيهيَّة. يُضاف إلى ذلك الخدمات الأكاديميَّة وغير الأكاديميَّة التِّي نقدِّمها للطلَّاب في الجامعات، عسانا نكون صلة وصل صحيحة ودعم للطَّالب فنستمع إلى الجميع ونمثِّلهم بشكل صحيح، سواء كانوا مؤيِّدين للقوَّات اللُّبنانيَّة أو لأحزاب أخرى، لنخلق جوًّا تفاعليًّا. أخيرا، نسعى دائما لأن نكون صلة وصل بين الطُّلاًّب من مختلف الانتماءات الحزبيَّة وحزبنا من جهة، وبين حزبنا ومؤسسَّات الدَّولة من جهة ثانيَّة لنكون حقًّا الصَّوت المدويّ للمجتمع الذِّي نعمل فيه.
3- أي دور قد يلعبه الطلاب في قلب المعادلات السياسية وهل سنشهد تحركات طالبية للمطالبة بانتخاب رئيس؟
على مرّ الزمن كانت الثورات في العالم ثورات شبابية نابعة من قلب الطلاب وهنا أهمية ما قيل سابقا انه من الضروري خلق اطار يسمح للطالب ان ينمي قدراته الفكرية والتنظيمية ويطور النظرة الى بلد يبنيه في المستقبل لذلك علينا خلق الايمان لديه كي يكون عنصر فعال في مجموعة تستطيع ان تحدث فرقاً في المجتمع الموجود فيه.
ونحن كقوات لبنانية ودائرة الجامعات الفرنكوفونية رسالتنا خلق هذا الاطار الذي سيطور فيه واقعه ان كان على المستوى الداخلي و الخارجي في سبيل تطوير نظرته الى قدرات وخطط حزبه التي ستسمح له الى الوصول الى مرحلة الحكم و لديه ما يكفي من الخبرات والامل والايمان ان يحدث تغييرا، من هذا المنطلق يمكن ن نحدث تغيير او ثورة للحصول على بلد افضل لنا و لاولادنا.
4- كيف انعكس الحوار بين القوات والتيار على الشباب، وكيف تتعاملون معه في الجامعات الفرنكوفونية؟
كدائرة الجامعات الفرنكوفونية لدينا قواعد سياسية واضحة حيث نحترم فيها جميع الأحزاب السياسية الموجودة في الجامعات، بدءً من أخصامنا في السياسية، ونحن لا نتوجه إلى أي مجموعة أو حزب من الناحية الشخصية لا بل نتوجه عن طريق المشروع إن كان أكاديمياً أو سياسياً. واليوم الحوار القواتي - العوني لم يؤثر بشكل مباشر، خصوصاً أن طريقة التعامل المعتمدة قائمة على قيم عالية مع جميع الأحزاب الموجودة وهو تعاطي سياسي بحت.
ومن ناحية اخرى نحن مع كل تقارب بين الطرفين على المستوى السياسي وحتى الشخصي بين الهيئات الطالبية والمنظمات الشبابية الموجودة في الجامعات، فالحوار قائم على المشروع وعلى نظرة أفضل نحو مستقبل للبلاد وليس على المساومة على القيم و المشاريع السياسية و النضال الذي خلف ألاف الشهداء في سبيل بناء دولة قوية يعيش مواطنيها بمساواة وعدالة.
5. الى ماذا تسعى اليوم دائرة الجامعات الفرنكوفونية؟ وما الخطة التي تسعى لتنفيذها؟
نحاول التركيز على نقاط وأمور كثيرة في الوقت الحالي، أهمها وأبرزها فكرة الخروج من "المدرسة القديمة" أو ما يعرف بالـ"Old School" في التعاطي السياسي وطريقة الإدارة داخل الحزب، طريقة طرح الأفكار والمشاريع، وطريقة إبراز شكل المواضيع قيد البحث بما يحاكي التطور العالمي على صعيد إدارة الأحزاب الديمقراطية الفعالة والبارزة على غرار حزب القوات اللبنانية.
نعمل على النظرة الإستراتيجية للأمور، والخروج من مبدأ الشخصنة في التعاطي الحزبي، لأننا اكتشفنا وظهر لنا جلياً أن هذه الطريقة لا توصل إلا إلى الفشل وتناقض العمل المؤسساتي الفعال والمستمر.
نحاول دراسة ورسم مشاريع بعيدة الأمد، ونؤمن لها الاستمرارية والأرض الخصبة عبر تبديه مصلحة المجموعة على مصلحة الفرد، لابل محاربة الـ"OneManShow"، والذهاب نحو مشاريع تلاقي كافة التطلعات والأماني، بما فيه خير الحزب، مصلحة الطلاب، الدائرة والخلايا.
لن أتكلم عن هذه المشاريع حالياً، لأنها ما زالت قيد الدراسة والبحث، وهي من مهام المطبخ الداخلي للدائرة، وستظهر للعلن فور جهوزيتها، فنحن حالياً في ورشة لتوحيد الخطط والهدف والرؤية والقيم والمبادئ.
6- ماذا توجه الى الشباب اللبناني والطلاب بشكل خاص؟
كلمتي إلى الطالب والناشط والملتزم: نحاول جاهدين أن نغير بعض المفاهيم الخاطئة، السائدة لسوء الحظ في مجتمعنا وهي تنمّي الزبائنية الحزبية، والأمثلة الأكثر شيوعاً حول ما أقصد هي الأسئلة التي تواجهونها كل يوم: ما الفائدة من الحزب؟ هل تقبض راتباً منه؟ أين مصلحتك معه؟ "كلن متل بعضن".. مفاهيم بائسة، تبعية مادية تشتت الطالب وتزعزع إلتزامه.
الطالب هو الأمل والتغيير، وهو من سيستلم زمام السلطة في الحزب والمجتمع والسياسة في المستقبل القريب، هو مستقبل نفسه، عائلته، مجتمعه وله الدور الرائد والأساسي في حزبه، لذا عليه ألا يستهين بنفسه ولا بدوره ولا بقدراته، به يكون التغيير ومنه تنبع الثورة الاجابية التي نبحث عنها في لبنان.
نعمل جاهدين على فكره، نظرته، وكيفية تفعيل وإبراز دورة أكثر في الحزب والمجتمع، فالمطلوب ليس أن يكون مجرد مندوب أو يخوض معركة إنتخابية في جامعته وحسب. لكن الهدف الرئيسي هو بناء طالب ناجح ذات خبرة عملية ليصل في مجتمعه إلى الدور الفاعل المطلوب منه، نعطي مثلاً على ما أقصد بعد السياسيين والوزراء الذين اثبتوا أن الدم الشبابي له نكهة خاصة ونبض مختلف في إدارة السلطة وهذا ما نطمح إليه.
من هنا، لا تستهزئوا كل من يعمل ويتعب ويقود الحراك اليومي في حزبنا، فهذا المناضل مستعد لأقصى درجات التضحية كي يحافظ على لبنان قوي، ومجتمع متماسك ذات رؤية واضحة ومصلحة واحدة، بل تمثلوا بهم وبرهنوا عن إلتزام لا مثيل له، حيث لا يجرؤ الأخرون.