السيّد الصغير.. مارون
تحقيق FEB 09, 2016
"مَرتا، مَرتا، أنتِ تقلَقينَ وتَهتمِّينَ بأُمورٍ كثيرةٍ، معَ أنَّ الحاجَةَ إلى شيءٍ واحدٍ. فمَريَمُ اَختارَتِ النَّصيبَ الأفضَلَ، ولن يَنزعَهُ أحَدٌ مِنها" (لوقا ١٠\٣٨-٤٢) آيةٌ إختصرت حياة شفيع طائفتنا وأبيها، القديس مارون.
 
من ولادة إلى ترك هذا العالم من أجل الترهّب على خطى مار انطونيوس الكبير أب الرهبان، فرسم نهجاً سار عليه تلامذة كثر أرادوا الزهد والتقشف سبيلاً لملاقاة وجه الرب، هكذا يصف المؤرخ ثيودوريطس أسقف قورش عام ٤٥٩م في كتابه تاريخ أصفياء الله.
 
وبحياته البسيطة إستحق إستحقاق الأبطال أن يسمّى باسمه أي السيّد الصغير، صغيرٌ أمام الرب، ولكن كبير في عينيه كما هو حال مار يوحنّا المعمدان حين قال "له أن يزيد، ولي أنا أن أنقص". لذلك قدّسه الناس وشكّلوا حوله جماعة سارت معه على دربه وصار لهم مقصداً للبركة طلباً للشفاعة والشفاء من كل الأمراض، نفسيّة كانت أم جسديّة أم روحيّة. فكان مكان وجود مار مارون مزاراً بل محجاً للناس يأتون إليه من كل صوب ودرب لنيل بركته وسماع عظاته.
 
عظمة القديس مارون بانت أكثر بعد مماته، حين تصارع الناس على جثمانه للإحتفظ به وببركته كما يروي المؤرخ ثيودوريطس أسقف قورش إلى أن أخذ جسمانه إلى إيطاليا ثم أعيد إلى لبنان سنة ١٩٩٠ عن يد سيادة المطران بولس إميل سعادة راعي أبرشيّة البترون سابقاً، وها هي هامته اليوم في مطرانيّة البترون للموارنة في كفرحي، أول مركز للبطريركية المارونيّة.
 
وبشفاعتك يا مارون القديس، نطلب إليك أن يلتف شمل الموارنة ليكونوا دائماً كما عهدنا سابقاً يداً واحدة، إرادة واحدة وقلباً واحداً.
تحقيق FEB 09, 2016
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد