"سويسرا الشرق" تسمية اطلقت على لبنان خلال فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي، اذ كانت متميزة بالانفتاح الاقتصادي، الاجتماعي والسياحي. لكن هذه التسمية فقدت الكثير من مضمونها بسبب الاحداث ولا تصح الا عند التطرق الى مرتفعات لبنان المكسوّة بالثلوج ومنتجعاته التي توفرّ سياحة شتوية بامتياز.
يعتبر لبنان من الدول القليلة في منطقة الشرق الاوسط المجهزة لممارسة مختلف انواع الرياضات الشتوية، فتتوفر فيه جميع المقومات والخدمات اللازمة للسياحة. لذلك يستقطب عدد كبير من السياح الاجانب والعرب، اضافة الى اللبنانيين الذين يقصدون مناطق فاريا ـ عيون السيمان والارز وفقرا والزعرور واللقلوق وقناة باكيش طيلة الفترة الموسم بهدف ممارسة هواياتهم المفضلة.
وتعتبر منطقة فاريا ـ عيون السيمان من اهم مراكز التزلج في لبنان، اذ تبعد عن العاصمة بيروت 46 كم. فانها تستقبل نحو 4000 زائر يوميا في نهاية الاسبوع، وهي تحتوي اضافة الى 18 حلبة تزلج تتناسب مع مختلف مستويات المتزلجين وتقدم كل الخدمات على مستوى راق، على وسائل ترفيه متعددة مثل «سكي دو» و«سنوموبيل» وهي عبارة عن عربات للانتقال السريع عبر الجليد، والتلفريك الذي يقل الاشخاص الى القمم.
ومن اعالي فاريا، وتحديدا من الموقع المعروف بالمزار يمكن التمتع بمشهد رائع يمتدّ من سهل البقاع وجبل الشيخ الى شاطئ المتوسط وبيروت اثناء ممارسة احدى الرياضات المتوافرة في المنتجع.

كما يضمّ «حديقة الثلوج» وهي اشبه بحضانة اطفال مجهزة احدث تجهيز بكل ما يحبّ الاطفال من وسائل تعليم وتسلية للانتقال من مرحلة اللعب على الثلج الى مرحلة ممارسة التزلج بمساعدة متخصصين. وتفتح الحديقة ابوابها من الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية بعد الظهر ما يتيح للاهل التزلج مطمئنين على اولادهم.ويقدم اعضاء «نادي الرياضات» وجميعهم من محترفي التزلج المساعدة للمبتدئين لتحسين ادائهم وارشادهم الى مسارب جديدة على المدارج.
رغم أن البلاد تُعد مقصدا صيفيّا بالدرجة الأولى، إلا أن السياحة الشتوية تشهد تزايدا ملحوظا، بسبب قرب الجبل من الساحل، مما يسمح للزائر أن يُمارس التزلج ويعود إلى بيروت أو أي مدينة ساحلية أخرى في غضون ساعة أو إثنين فقط. الا ان في الآونة الاخيرة، وضع لبنان الامني يتراجع مما يشكل خطر كبير على السياحة الشتوية و يهددها. ولكن يبقى الأمل كبيراً بزوال هذه المخاطر اتي تهدد السياحة في لبنان، فيعود الامن والاستقرار الى البلد، لعله يوصف من جديد بـ"سويسرا الشرق" ليس بمرتفعاته وحسب لكن في ساحله وبحره وجميع النواحي الأخرى.