الذكرى العاشرة ل-١٤ شباط : بين الاحباط والأمل!
الموقف FEB 16, 2015
 غداة ذكرى الرابع عشر من شباط، وغداة جولات الحوار على محوري معراب-الرابية وبيت الوسط-الضاحية ، ومع إقتراب اليوبيل السنوي الأول لفراغ سدة الرئاسة الأولى، يتخبط المواطن اللبناني ما بين شعوري الاحباط والأمل! الاحباط من الواقع الأليم والنفق المظلم الذي لم ينته بعد، والأمل بجو التحاور وتبادل النقاط المشتركة بين افرقاء السياسة.
 
لا عجب! فلقد عرف لبنان فترةً طويلةً من اللإستقرار السياسي والتدهور الاقتصادي والنزاعات المسلحة اللامتناهية. ظن البعض أنه مع إنتهاء الحرب وإتفاق الطائف، ستكون بداية لمرحلة السلام والاستقرار، إلا أن الوضع إختلف عن التمنيات، فبدأت مرحلة سيطرة المخابرات الأمنية السورية على المؤسسات والسيادة اللبنانية والمرافق الحيوية، منعاً لنهوض الدولة اللبنانية بشتى عناصرها بسهولة بعد مرحلة الأحداث.
 
وبعد سلسلة من الضربات السياسية والأمنية والانتهاكات المتواصلة من نظام البعث السوري على السيادة اللبنانية ودستور الدولة وقوانينها، ومع مجزرة "عناقيد الغضب" والاحتلال الاسرائيلي العسكري للأراضي اللبنانية، كان لا بد من نهضة داخلية وثورة تنقلب على الواقع الأليم فكان نداء المطارنة الموارنة الشهير عام ٢٠٠٠ الذي أسس لثورة الأرز، مترافقاً مع خروج العدو الاسرائيلي في ايار الألفية الثانية، وأصبح من الواجب والضروري النظر إلى حالة النظام السوري اللبناني المشترك الشاذة!
 
زاد الضغط الداخلي على البعث وأعوانه في الداخل اللبناني، وأصبح خروج الحكيم من معتقله، وعودة الجنرال المنفي ضرورة ماسة لنهضة المجتمع المسيحي بعد قمعٍ دم طويلاً، وكانت جريمة إغتيال دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري يوم الرابع عشر من شباط ٢٠٠٥ ... وطفح الكيل، إنقلب السحر على الساحر، ونزل اللبنانيون إلى ساحة الشهداء بمئات الألاف ، فخرج البعث الأسدي بجيشه ومخابراته مهزوماً مطأطأ الرأس من لبنان... وظن اللبناني من جديد أن الاستقرار والسلام سيكونان عنوان المرحلة الجديدة.
 
تبين أن الظلال السورية الثقيلة ظلت تتدخل في الواقع والتفاصيل، مع دخولٍ مستحدثٍ للمشروع الإيراني في التفاصيل السياسية، وزاد معه عبء سلاح حزب الله وعقيدته التي لا تعترف بسيادة القرار اللبناني، فوصلنا إلى عدوان تموز ٢٠٠٦ تحت شعار "لو كنت أعلم" وإنقلاب ٧ ايار المليشياوي، وتفشي سلاح منظومة سرايا المقاومة وعملياتها غير الشرعية داخل المجتمع اللبناني، وصولاً حتى الإنغماس في أتون قمع الثورة السورية في البداية، وولادة تنظيم داعش المتطرف حتى الدفاع عن نظام الأسد تحت ذريعة الدفاع عن لبنان وحمايته من التطرف والارهاب.
 
التطرف لا يحارب بالتطرف، والارهاب لا يبادى بالمثل!!

كان لا بد من استعراضٍ سريع للمرحلة السابقة لتاريخنا هذا، حتى نتذكر ولا ننسى المراحل الأليمة التي مر بها لبنان. نحن اليوم في جو من الحوار بين القطبين المسيحيين والقطبين المسلمين، وهذه خطوة مرحب بها شرط أن تكون النوايا الفعلية هي الوصول إلى حلٍ جذري لأزمة النظام اللبناني وفراغ الرئاسة الأولى!!
 
وفي ذكرى ١٤ شباط السنوية العاشرة، لا بد أن نوجه تحية لروح رمز الاسلام اللبناني المعتدل الذي نتشارك معه القضية والأرض، في ظل التطرف والارهاب المتفشي في جوارنا، وكاد أن يدخل ارضنا لولا تصدي وتضحيات الجيش اللبناني، صاحب ألحق الحصري في الدفاع عن لبنان واراضيه ... وتبقى العدالة المتمثلة بالمحكمة الدولية التي تقوم بعملها بشفافية تامة ومع إحترام كامل لحقوق المتهمين والشهود، ودخولها بالتفاصيل الصغيرة والمملة بهدف الوصول نحو الحق والعدالة واقتصاص المجرم! هذه هي خطوة من الطريق نحو المصالحة وبناء الجمهورية القوية، ولن نقبل بعد الآن الرجوع إلى الوراء.
 
الموقف FEB 16, 2015
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد