الحل... حلّوا عالآخر
الموقف APR 25, 2012
إنني بكل بساطة، إبنة الجنوب اللبناني منذ عشرين سنة ونيّف، إبنة الجيل اللبناني الجديد الذي لم يعش الحرب ولم يرها لكنه شاهدها دون أن يشهدها، تعايش معها دون أن يعيشها. قرأ، سمع، ناقش، حلّل، قارن فاختار قوّة الإيمان بدلاً من قوّة السلاح.

نعم، إبنة الجيل الذي  اتخذ الخيار الصائب وهو مشروع بناء الدولة القوية وسلطة القانون ولبنان أوّلاً وليس شكراً سوريا.

في 26 نيسان 2005، ومع أني لم أتعرّض للقمع والتعذيب وتوجيه التهم من قبل، بيد أني شعرت في هذا اليوم أن لبنان نال استقلاله من جديد. هذا التاريخ أعادني بالذاكرة إلى ذلك المشهد الحافل الذي عرض رحيل الجيوش السورية قافلةً تلو الأخرى خارج لبنان.

"ألله معكن!! روحة بلا رجعة..." مقولة تكررت على لسان كل مواطن لبناني شريف اضطُهد وعذّب وعلّم القضيب قضباناً على جسده وغيّبته عتمة السجون وعضّت على أيديه وأرجله السلاسل. مقولة تكررت على لسان كل صحافي دعاه "السيّد الجميل" إلى مكتبه لشرب "فنجان قهوة" وعندما تنتهي "العزيمة" يلاقي نفسه معلّقاً على "البلانكو"... نعم! جميلنا أدرى بما تلقاه رجالنا الشرفاء!

هذا شيءٌ لا يذكر أمام مواهبهم الجهنمية التي كانوا يفجّرونها في طلاب الجامعات. كانوا يقتادونهم واحداً تلو الآخر إلى دهاليزهم السوداء، حتى باتت وزارة الدفاع "جامعة للأشبال" تعلّم دروس القمع والتعذيب والإستبداد يترعرع فيها طلاب متمرّدين على كل أشكال الطغيان يتوقون إلى الحرية والكرامة والإستقلال.   
شكراً! "فلّيتوا من أرضنا وحلّيتوا عن سمانا"!

لكن بالرغم من خروجكم من الباب الكبير لا زالت بقايا تحاول إدخالكم من الشباك الصغير. لذلك، كنت دائماً أتساءل مع نفسي لماذا "كل ما دق الكوز بالجرّة" نلوم سوريا؟؟ لماذا نحاسب الأسد ونحن لدينا الأقرب؟؟ فهنا عندنا الجميل والسيّد والعون!

فيا جيشاً رحل عنّا، عد إلينا، تعال ثانيةّ إلى لبنان وخذ معك ما بقي من قباحتك! خذ ما نسيت وراءك من أنصاف رجال ترعرعت في أحضانك وتربّت على أيديك... وحلّوا عالآخر!

واليوم، في الذكرى السابعة لجلاء الجيوش السورية عن لبنان، أتوجّه إلى أهالي سوريا الحرّة طالبةً منهم أن يتكاتفوا ويتضامنوا مع بعضهم البعض لكي يصمدوا في وجه هذا النظام الأسدي المجرم "حتى يحلّوا عن ضهركن متل ما حلّوا عن ضهرنا".  

أخيراً وليس آخراً أختم بهذا القول:

 "وما من يد إلّا يد الله فوقها      وما من ظالم إلّا وسيبلى بأظلم"  
الموقف APR 25, 2012
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد