بعد صدور القرار الظنِّي بالتَّفجيرين الإرهابيين الَّلذين وقعا في جامعي التَّقوى والسَّلام في طرابلس؛
وبعد أن تمَّ إثبات تورُّط الاستخبارات السُّوريَّة في تحضير هذه العمليَّة الدمويَّة وتنفيذها، وهي أودت بحياة أكثر من أربعين مدنيًّا؛
وبعد كشف الأجهزة الأمنيَّة الُّلبنانيَّة عن شبكة إرهابيَّة تعمل تحت علم الرَّئيس السُّوري بشَّار الأسد ومستشارته بثينة شعبان وموافقتهما، وبقيادة العميد علي المملوك، وتهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في شمال لبنان؛
وبعد رفض الدولة اللبنانية تسليم المتورّطين في العمليّة الارهابيّة؛
"قرَّرت الحكومة الُّلبنانيَّة بعد اجتماعٍ طارئ استدعاء السَّفير الُّلبناني في سوريا للتشاور وطرد السَّفير السُّوري من لبنان بعد إثبات تورُّط قيادات نظامه بسفك دماء عشرات الُّلبنانيين والتَّحضير لخلق فتنة مذهبيَّة في لبنان".
بالطَّبع هذا السِّيناريو وهميّ، في دولة تمثِّلها حكومة كهذه!
فبدلًا من أن تكون سيادة الدَّولة وأمن المواطن فوق كلِّ اعتبار، يسرح السَّفير السُّوري ويمرح على الأراضي الُّلبنانيَّة من دون حسيبٍ أو رقيب، في حين تحمل دولته "المحترمة" في رقبتها مسؤوليَّة دماء أكثر من أربعين مدنيًّا عزَّل تمَّ قتلهم داخل مسجدين!!
للأسف، لا يتحرَّك المعنيُّون في حكومتنا "الفعَّالة" إلَّا بعد رؤية غضب الشَّارع ووصول الأمور إلى المحظور. ولهذا السَّبب، على كلِّ لبنانيٍّ أن يقف بحزمٍ أمام تدخُّل النِّظام السُّوري في الشُّؤون الُّلبنانيَّة وثبوت خرق قياداته السِّياسيَّة والأمنيَّة للسيادة الُّلبنانيَّة وضربها للاستقرار.
ألا يستحقُّ تورُّط نظام الأسد في سفك دماء أبناء طرابلس اجتماعًا فوريًّا للحكومة الُّلبنانيَّة؟ لماذا لا يُطرد السَّفير السُّوري من لبنان ويُستدعى السَّفير الُّلبناني في سوريا للتشاور بعد معرفة الجميع حجم تورُّط النِّظام السُّوري بعصابة سماحة - مملوك؟ لماذا لا ترفع الحكومة الُّلبنانيَّة شكوى أمام الأمم المتَّحدة معترضةً على تصرُّف النِّظام السُّوري "الشَّقيق" كما تفعل عندما يخرق العدوُّ الإسرائيلي السِّيادة الُّلبنانيَّة؟ لماذا لا يُسحب العلم والخبر من الجمعيَّة المسمَّاة "الحزب العربيُّ الدِّيمقراطيّ" الَّتي أُثبِت تورُّطها بعمليَّة تفجير المسجدين؟
لا أعتقد أنَّ حكومة كهذه قادرة على الإجابة عن هذه الأسئلة وهي لم تستطع حتَّى إيجاد حلٍّ لمسألة النِّفايات لشهور طوال!
وبهذه الحال، من هو الأجدى أن يتحرَّك أكثر من المواطن الُّلبناني كي يستعيد هيبة دولة لم تضيِّعها إلَّا حكومة تعيش في حالة الموت السريريّ؟ فليكن شعارنا من الآن فصاعدًا واضحاً: #أطردوا_سفير_السفّاح.