ظهر الإسلام في الجزيرة العربية، في القرن السابع ميلادي. وهو أحد الأديان الإبراهيمية أو الأديان السماوية، وهو ثاني الديانات في العالم من حيث عدد المعتنقين بعد المسيحية. والمعنى العام لكلمة الإسلام هو السلام والاستسلام لله، أي تسليم كامل من الإنسان لله في كل شؤون الحياة.
يؤمن المسلمون أن الإسلام هو آخر الرسالات السماوية، وأنه ناسخ لما قبله من الديانات؛ كما يؤمنون بأن محمدًا رسول من عند الله، وخاتم الأنبياء والمرسلين؛ وأن الله أرسله إلى الثقلين كافة، أي الجن والإنس.
ومن أسس العقيدة الإسلامية الإيمان بوجود إله واحد لا شريك له هو الله، وكذلك الإيمان بجميع الأنبياء والرسل الذين أرسلوا إلى البشرية قبل محمد، كالنبي إبراهيم ويوسف وموسى والمسيح عيسى بن مريم وغيرهم كثير ممن ذكر في القرآن الكريم أو لم يُذكر، وأنهم جميعًا كما المسلمين، اتبعوا الحنيفية، ملة النبي إبراهيم، والإيمان بكتبهم ورسائلهم التي بعثهم الله كي ينشروها للناس، كالزبور والتوراة والإنجيل.
كما يؤمن المسلمون أن القرآن الكريم هو مصدر التشريع الإسلامي الأوّل، وتعتبر سنّة النبي محمد أي "الحديث النبوي الشريف"، المصدر الثاني في التشريع الإسلامي.
وينتمي أكثرية المسلمين اليوم، إلى الطائفة السنيّة التي تنقسم لأربعة مذاهب وهي:
المذهب الشافعي: نسبة للإمام الشافعي (150 -204 للهجرة)، ويقول المذهب بالقول القديم أي الآراء الشافعية، والقول الجديد، معناه كل قول قاله وألفه بعد دخوله مصر.
المذهب الحنفي: أسسه الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى الكوفي (80-150 للهجرة)، يعتبر المذهب أن الأصول عند الحنفية هي الكتاب، السنة، إجماع الصحابة، القياس، الإستحسان، والعرف. ويعتمد في أغلب البلاد الإسلامية.
المذهب المالكي: كالحنفية، يعتمد المذهب المالكي: الإستحسان، قول الصحابى، والعرف.
المذهب الحنبلي: يعنى بذكر الدليل، البعد عن الفقه الإفتراضي، البعد عن الإغراق في الرأي،التيسير في الأحكام الفقهية، وفتح باب الإجتهاد.

نشأة الجماعات الإسلامية
وقائع الولادة الشرعية لـ "ظاهرة الجماعات الإسلامية الراديكالية" قبل أن يصبح هؤلاء مطاردين فى كل بقاع الأرض كـ "إرهابيين"خارجين على كل شرعية، ويروى الزيات قصة كان يجب أن نعرف تفاصيلها منذ زمن، يحكى عن حياته الخاصة.. وحياة إخوانه أيضا يتحدث عنهم أولا كنموذج للإخاء والتفانى وتجسيد التضامن الإسلامى، لكنه أيضا يروى كيف صاروا ضحايا امراء حرب وتجار حرب وأجهزة وشبكات، ربما آراد الزيات أن يتحدث عن ظلم تعرض له الإسلاميون، لكنه لم يخف أيضا أخطاء وقعوا فيها، وظلم آخر مارسوه على معارضيهم. أو قل على أنفسهم خصوصاً بعدما دخلت الارتباطات الإقليمية اللعبة وولد شيء اسمه "العالمية الأصولية" ووجد الإسلاميون أن الوقت جاء لـ"أسلمة العالم" فهم الذين كان للسادات دور في ظهورهم فقتل على أيديهم وحاربوا في أفغانستان مع الأميركيين وتحت لوائهم بعلمهم أو دون علمهم، عندما انتهت الحرب مع السوفيات.
في كتابه “الجماعات الإسلامية: رؤية من الداخل 2005” يخبرنا محامي الجماعات الإسلامية في مصر، عن الطقوس الميثولوجية (الأسطورية)التي تزامن انتساب الفرد الى الجماعة الإسلامية، ومن ثم كيف يجري تلقينه الحقد والكراهية. يقول: “كان منهجنا في تثقيف الأعضاء الجدد يقوم على تلقينهم فكرة الخروج على الحاكم والخروج على المجتمع معا، وبالتالي إقامة النظام الإسلامي” وبالطبع، فقد كانت فكرة الخروج على المجتمع والحاكم تستند الى فهم مجتزأ لسياق الآية القرآنية الكريمة “ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون”. ويضيف الزيات في إطار مراجعته لأيديولوجيا التكفير التي حكمت سلوك الجماعة الإسلامية في مصر والتي قادت الى أمور لا تحمد عقباها، داخل الجماعة من خلال الاغتيالات السياسية، وخارج الجماعة عندما استحل الجماعة لأنفسهم الاستيلاء على الأموال العامة والخاصة للأقليات والتصرف بها، يقول الزيات في إطار مراجعته التي نوهنا إليها “إن فشل مشروع الجماعات الإسلامية يرجع الى أن المعطيات التي قام على أساسها كانت خاطئة، فقد بدا لي والقول له، أن فهمنا للنص فيه خلل، وأن جمعنا للأدلة حتى نصل الى نتيجة بعينها فيه خطأ، لم يكن أبدا أن نجنح الى تقسيم المجتمع، أو نعتقد أننا أصحاب التأويل الصحيح الوحيد للإسلام، فمكمن الخطر في احتكار فئة ما الحديث باسم الإسلام، وهذا ما وقعنا فيه، صرنا نفتي في الدين بمجرد أن أطلقنا لحانا، وكان ينبغي أن نعطي لأنفسنا فرصة التبحر في العلوم الشرعية لوقت كاف، ويضيف: “كنا نستبعد كل ما يتعارض مع فهمنا، كل التأويلات حتى التي وردت في أمهات الكتب، لا نلتفت إليها بمجرد أنها تخالف قناعاتنا”.

ومقابل المذاهب الإسلامية الأربعة المذكورة أعلاه، ظهرت عبر التاريخ عدة تيارات فكرية راديكالية وأكثر تشددا ً وتطرفا ً:كالفكر الوهابي، التيَار الصَوفي، والتيَار السَلفي أو التكفيري أو الجهادي. أمام ما تقدم، ظهرة الجماعات الإسلامية المتطرفة لبنان إلى أين؟؟؟
عن "الجهاد" والجهاديين في سوريا قبل الثورة
ترجع جذور الحركة السلفية في سوريا إلى نهاية القرن التاسع عشر في ما اصطلح على تسميته بـ "السلفية الإصلاحية، والتي كانت شبيهة إلى حد كبير بالسلفية الإصلاحية التي نشأت في مصر على يد الشيخ محمدعبدو؛ بمعنى أنها كانت حركة تنويريّة وتثقيفية نشأت لمواجهة حالة الاستبداد والتخلف الموروثة من العهد العثماني ولعل من أبرز رموزها آنذاك الشيخ عبد الرحمن الكواكبي، والشيخ جمال الدين القاسمي، والشيخ محمد رشيد رضا. وقد تفرَّعت عن هذا التيار عدة جمعيات، كانت قد أدت دورا ً مهمًا في الحياة السياسية، ومن أبرزها:
"الجمعية الغراء" التي تأسست عام1937 وجمعية "التمدن الإسلاميّة" التي أسسها عام 1921 مظهر العظمة وبهجت البيطار (أحد تلامذة الشيخ جمال الدين القاسمي). وبخلاف التيار السابق، نشأت الحركة السلفية التقليدية (المحافظة) متأثرة بالمرجعيات التاريخية للتيار السلفي التقليدي، مثل ابن تيمية وابن قيِّم الجوزية، ولاحقًا بالشيخ محمد بن عبد الوهاب. وتدين السلفية التقليدية بالفضل في إحيائها وتفعيل نشاطها في سورية إلى الشيخ محمد ناصر الدين، والشيخ عبد القادر الأرناؤوط، وتلميذه الشيخ محمد عيد العباسي الذين نشطوا ضمن المعاهد الشرعية وركزوا على نشر الدعوة وأفكار التيار السلفي من دون الانغماس في العمل السياسي. أما بذور السلفية الجهادية في سوريا، فإنها خرجت من رحم جماعة الإخوان المسلمين التي نشأت فيها في منتصف الثلاثينيات وأعلن عنها رسميًا عام 1975 ، وانتخب مصطفى السباعي مراقبًا عامًا لها؛ فبعد عصيان حماة عام 1937 أسست مجموعة من أعضاء الجماعة بقيادة مروان حديد خطًا جديدًا يختلف عن توجهات مؤسسيها الذين كانوا يفضلون طريق العمل السلمي للوصول إلى السلطة، ومن أبرزهم مصطفى السباعي والشيخ عصام العطار. لقد تأثر مروان حديد بأفكار سيد قطب أثناء وجوده للدراسة في مصر، وكان يطمح في نقلها إلى سوريا.
وسعى النظام السوري منذ وصوله إلى الحكم للتضييق على الحركات الإسلامية واستئصال المجموعات الجهادية الناشئة، لكنّ هذا الواقع تغيَّر بشكل كامل مع ظهور بوادر الغزو الأميركي للعراق. فأثناء التحضيرات الأميركية لغزو العراق كانت الأجواء في سوريا تشحن على الصعد كافة باتجاه إعداد الجهاديين للقتال في العراق واستقبالهم وتحت عناوين مختلفة من بينها استباحة الغرب "الكافر" للأ راضي المسلمة، وهو خطاب غير مألوف لأحد الأنظمة العلمانية التي تعتبر متطرفة في رؤيتها وتعاملها مع الموضوع الديني.
.jpg)
نشأة جبهة النصَرة
طرح نجاح الثورات العربيّة في تونس ومصر واليمن عام 2011 ونهجها المرتكز على الحراك الشعب "السلمي" إشكاليات بالنسبة إلى الحركات الجهادية، ولا سيما حول الأسلوب والطريقة الواجب اتباعها لتحقيق التغيير؛ فمفهوم "الجهاد" العنفي الذي وضعته هذه الحركات في قلب أولوياتها كأيديولوجيا ثورية انقلابية تهدف إلى إطاحة الأنظمة الاستبدادية "الجاهلية" فقد حججه ومبرراته بعد نجاح الحراك الشعبي "السلمي" في تحقيق التغيير. لقد أدت ثورات الربيع العربي إلى احتدام الجدل والنقاشات الفكريّة ضمن أوساط التيار الجهادي السلفيّ وتنظيم القاعدة بشأن مركزية التنظيم أو لامركزيته وكذلك بشأن التركيز على النشاط "الشعبي" بدلًا من النخبويّ، وبخاصة بعد بروز ظاهرة "الأنصار" مثل جماعة أنصار الشريعة في تونس، وجماعة أنصار الدين في مالي. لكن التغيّرات التي طرأت على مسار الثو رات العربيّة والاتجاه إلى أعادت الحركات الجهاديّة وتنظيم القاعدة إلى واجهة الأحداث، وأعادت الزخم لمفهوم "الجهاد العنفي" والطروحات الأممية الأخرى. لم تكن الحركات الجهاديّة مهتمة بالثورة السوريا عند انطلاقتها أو في مرحلة الاحتجاجات السلميّة كونها تعتمد تقليد" الثو رات العربية الأخرى في أدواتها ونهجها، والأهم في أهدافها الديمقراطية، وهو ما لا يتوافق مع أفكار الحركات الجهاديّة ونهجها. ومع بداية عام 2012 شهدت الثورة السورية تغيرا ًجوهريًّا في مسارها باتجاه الكفاح المسلح كنهج رئيس في الصراع مع النظام وهو ما سيوفر معطيات تسمح بحضور الجماعات الجهادية وتشرعن وجودها وعملها ضمن صفوف الثوار، ومن أبرز هذه المعطيات:
- اقتناع كثير من المحتجين بعدم جدوى النضال السلمي
- غياب التدخل العسكري
- المجازر الطائفية
- دعوات الجهاد
مهّدت جميع المعطيات السابقة الطريق للإعلان عن تأسيس "جبهة النصرة"، والتي أصدرت بيانها التأسيسي في 24 كانون الثاني 2012
هيكلية التنظيم
أما في ما يتعلق بالهيكلية التنظيمية العسكرية لجبهة النصرة، فهي كالآتي:
- المجموعات: تتألف من15- 35 شخصًا، يقودها ويسيّر العمل العسكري فيها أمير عسكري، ويميز رقم محدد. كل مجموعة، تؤخذ البيعة من قبل أفراد المجموعة لأميرها. وتعني البيعة الطاعة العمياء وتنفيذ الأوامر من دون نقاش.
- السرايا: لها مسميات مختلفة، ويتراوح عددها بين 100 -200 شخص، يقودها شخص يطلق عليه إسم "الأمير الميداني"، ويشرف على عمل المجموعات التابعة بحسب التقسيم المناطقيّ، ويحاسب أمراء المجموعات على أعمالهم بحيث لا يكون هناك مجال للارتجال أو التعسف 25 . تؤخذ البيعة للأمير الميداني من أم ا رء المجموعات، ويتمتع الأمير بهامش حريّة في اتخاذ القارارت بما يلائم تطوارت الميدان، باستثناء العمليات الكبرى التي تعودإلى أمراء الأقاليم.
- أمراء الأقاليم: بعضهم من العرب، وهم مسؤولون عن العمل العسكري والإغاثي والدعوي على مستوى المحافظات. يتمتع أمارء الأقاليم بصلاحيات عسكريّة واسعة، باستثناء القرارات الجوهرية والمهمة؛ فهم بحاجة للرجوع إلى مجلس شورى المجاهدين بشأنها.
- مجلس شورى المجاهدين: كان يتألف من 12 عضوًا من أبرزهم الجولاني والظواهري (عضو مراقب) والبغدادي، و"أبو علي العراقي"و"أبو محمد العدناني" و"أبو مارية العراقي"، وغيرهم.
.jpg)
من إنقسامات النصرة إلى ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)
ظهرت تباينات جبهة النصرة إلى العلن في 9 نيسان/ أبريل 2013 عندما ظهر شريط مسجل ل "أبو بكر البغدادي" أمير ما يسمى ب "دولة العراق الإسلامية"، أعلن فيه اندماج "جبهة النصرة لأهل الشام" و"دولة العراق الإسلامية"، وتأسيس ما سماه "الدولة الإسلامية في العراق والشام". ودعا البغدادي "المجاميع الجهادية" في العراق والشام، إلى التخلي عن أسمائها والانصهار في الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وإلى اللقاء في الجزء القادم.