الجامعة اللبنانيّة هي الجامعة الحكومية الوحيدة في لبنان. يرجع تأسيسها الى سنة 1951 وكانت كل كليّاتها ومعاهدها في بيروت قبل أن تجبرها الحرب اللبنانيّة الى إستحداث فروع للكليات في بيروت وباقي المحافظات. رئيسها الأوّل هو المفكر فؤاد إفرام البستاني ورئيسها الحالي هو الوزير الّسابق عدنان السيد حسين.
لمحة تاريخيّة:
وردت فكرة الجامعة اللبنانيّة في خطاب وزير الخارجيّة الأستاذ حميد فرنجية يوم 11 كانون الأول 1948 في حفل اختتام مؤتمر الأونيسكو الثالث الذي انعقد في بيروت.
إن تأسيس الجامعة اللبنانية كان وليد مطالبة شعبية وطلابية عارمة حيث كانت الخطوة الأولى لانطلاقتها في 23 كانون الثاني من عام 1951 إضراباً عاما شارك فيه طلابٌ ثانويون وجامعيون أكثرهم من جامعة القديس يوسف واستمر مدةً طويلة رافقته تظاهرات واشتباكات مع رجال الأمن.
وتلبية لرغبة وطنية شاملة شهد العام 1951 ولادة أول نواة للجامعة اللبنانية بإنشاء دار المعلمين العليا ومعهد للإحصاء تحت إدارة الدكتور خليل الجر حيث إستقبلت الجامعة يوم الإثنين في 3 كانون الأول من تلك السنة أول فوج من الطلبة وكان عددهم 68 طالباً. وفي عام 1953 صدر مرسوم استحدث مركزاً للدراسات المالية والإدارية وألحق بالجامعة، وسمّيَ فيما بعد معهد "الإدارة والمال".
بقي الوضع في الجامعة اللبنانية مقتصراً على النواة المذكورة حتى عام 1959 حيث صدر المرسوم التنظيمي الذي نظّم الجامعة. وبعد ذلك نُظّم عمل الهيئة التعليمية في الجامعة وكذلك وُضع النظام المالي للجامعة.

تولى رئاسة الجامعة تباعاً الدكاترة: فؤاد إفرام البستاني (1953-1970)، ادمون نعيم (1970-1976)، بطرس ديب (1977-1980)، جورج طعمة (1980-1988)، أسعد دياب (1993-2000)، إبراهيم قبيسي (2001-2006)، زهير شكر (2006-2011)، وترأس الجامعة منذ العام 2011 الدكتور والوزير السابق عدنان السيد حسين.
مهامها:
الجامعة اللبنانية هي المؤسسة الرسمية الوحيدة في لبنان التي تقوم بمهام التعليم العالي الرسمي في مختلف إختصاصاته ودرجاته، وبالبحث العلمي والإعداد والتدريب المستمر بحيث تحقق الجامعة دورها الوطني والإنساني والإنمائي لمختلف القطاعات والمناطق من خلال:
- نشر المعرفة والثقافة.
- توفير القدرات البشرية المؤهلة علمياً.
- خدمة المجتمع من خلال الدراسات والتدريب المستمر لتلبية حاجاته وتطوره.
- الحضور العلمي على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي.
- تعميق الاندماج الاجتماعي والوطني.
- تأصيل القيم الإنسانية في نفوس المواطنين.

كلياتها:
تضم الجامعة اللبنانيّة تسعة عشرة كلّية ومعهداً هي:
كلية الآداب والعلوم الإنسانية / كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية / كلية العلوم / معهد العلوم الإجتماعية / معهد الفنون الجميلة / كلية التربية / كلية الإعلام والتوثيق / كلية العلوم الإقتصادية وإدارة الأعمال / كلية الهندسة / كلية الزراعة / كلية الصحة العامة / كلية العلوم الطبية / كلية طب الاسنان / كلية الصيدلة / كلية السياحة والفنادق / المعهد الجامعي للتكنولوجيا / المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والإجتماعية / المعهد العالي للدكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية والإدارية والإقتصادية / المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا.
الفروع الثّانية:
سببب وتاريخ نشأتها:
بسبب الحرب التي عمّت لبنان لفترة طويلة، وبسبب خطورة تنقّل الطلاّب الى الجامعة في المناطق الغربيّة، إضطر المسؤولين الى تأسيس فروع ثانية للجامعة اللبنانيّة علماً أنّ كل شيء بقي موحّد من برامج وامتحانات وشهادات والإدارة العليا.
الفروع الثانية للجامعة اللبنانية هي مبادرة من الاستاذ سعيد البستاني الذي رأى وجوب خلق صرح للحرية والحوار وصرح لتدارس الامور في بلد اجتاحه الظلم والحرب وتدني مستوى التعليم المقدم لاجيال دون مستقبل. لذا قرر سنة ١٩٧٠ تأسيس مجموعة دراسات وتشاور وذلك في بيته في عين الرمانة هدفها تاسيس وافتتاح فروع ثانية للجامعة اللبنانية في المنطقة الشرقية وتجهيز القاعات الاولى لهذه الفروع كان انجازا بحد ذاته. تبقى عليه ايجاد ابنية تحتوي على قاعات دراسة وقاعات محاضرات وتجهيزها بالتجهبزات الضرورية ما اعلن ولادة الجامعة الجديدة التي كان للاستاذ سعيد البستاني شرطين ضروريين لانطلاقتها وهما الحرية الفكرية للجميع والمستوى التعليمي الراقي الذي يضمن تقبلها من الجميع. هكذا بدّل المسار المستقبلي للبنان والحياة اليومية للطلاب.
كان للبعض افكاراً، اما سعيد البستاني فكان رجل عمل وتنفيذ. فتظهرت ديناميكية باتخاذ قرارات واجراءات تنفيذية تم تطبيقها مباشرة فاحتاج الى مساعدة الشيخ بشير الجميل لاسترجاع الاختام الرسمية من وسط العاصمة المحترق لتختيم الاوراق الرسمية واعلان مرسوم الجامعة. متعاوناً مع زملائه في الجامعة اللبنانية وفي الادارات الرسمية لاعطاء آمال للشبيبة وسكان المناطق المعزولة، كما انه جيش الرهبانيات المارونية في الكسليك والانطونية واللآباء اليسوعيين وجميعهم عندهم خبرة كبرى في التعليم فامن المواقع للكليات وامن الطاقم التعليمي من اساتذة ومحاضرين.

السياسة في الفروع الثانية:
تسيطر الأحزاب المسيحيّة اللبنانيّة على الفروع الثانية وبخاصة القوّات اللبنانيّة والتيّار الوطني الحرّ وذلك بإدارتها للهيئة الطّالبية التي تعنى بالإهتمام بالطلاب على أكثر نت صعيد.
في الآونة الأخيرة بدأت الفروع الثانية تواجه ما يمكن تسميته "حرب إالغاء" لمحاولة إلغاء هذه الفروع. وتتم هذه الحرب بأنواع من الضغوطات من أبرزها إلغاء الإنتخابات في الجامعة اللبنانيّة. والغاء الإنتخابات بالنسبة للفروع الثّانية هي مساهمة في عدم حصول الممثّل الأكبر للمسيحيين أي القوّات اللبنانيّة على الهيئات الطّالبية في معظم كليّات الفرع الثّاني. بلإضافة الى إفتتاح فرع لإختصاص البترول في كليّة العلوم الحدث وكليّة الهندسة طرابلس دون حتى التفكير في افتتاحه في الفرع الثّاني. غير ذلك، محاولة ضم صفوف الماستر في كليّة الآداب الى الفرع الأوّل وغيرها....
وللمحافظة على الفروع الثّانية، لا يقف لهم في المرصاد إلّا طلاّب القوّات اللبنانيّة الذين لا زالوا يدافعون عن حريّتهم ومعتقدهم بالرّغم من الإضطهاضات التي يواجهونها لزعزعتهم وضرب قوّتهم لتبقى الفروع الثّانية كما أرادها الشيخ بشير يوم تأسيسها: "صرحاً تعليمياً رائداً ومعقلاً لطلاب الحريّة والديموقراطية لا مرتعاً لعبيد الشموليّة والإستزلام وأوراق الذميّة".
