الجامعة اللبنانية الامريكية: الاستفتاء الاخير
دائرة الجامعات الأميركية MAR 22, 2012


تختتم في نهاية آذار الحالي الاستحقاقات الانتخابية الطلابيّة لهذا العام ومسرح هذه المعركة الديموقراطية هذه المرة، حرم الجامعة اللّبنانية الاميركية بفرعيها في بيروت وجبيل، وبعد تأجيل غير مبرر لثلاث مرّات على التوالي.

ان الجامعة اللبنانية الاميركيّة صورة مصغّرة وعيّنة منظورة عن المشهد السياسي اللبناني بكافة تلاوينه وأطرافه. ومن الطبيعي أن يكون فيها التحدي على اشدّه. لذا تتّخذ المعركة هذا العام بعداً إضافياً عن باقي السنوات الماضية وهو نقطة مشتركة بين الاطراف المتنافسة وعنوانها إعادة الحياة الطلاّبية السياسيّة وتثبيت دور الاندية والروابط كمجموعات فاعلة ومساهمة في هذه الجامعة. وكذالك الرّد على سياسة الادارة الهادفة إلى تقزيم الاستحقاقات وسرقة بريقه تارّة بقانون انتخابي جائر متناقض مع واقع الجامعة وطوراً عبر اتّخاذ تدابير وإجراءات هدفها الاساس التضييق على الطلاب ومنعهم من خوض الحملة الانتخابية التي لطالما كان طلاّب اللبنانية الاميركية روّاداً وسبّاقين في صنعها وجعلها مهرجاناً طلآّبياً حضارياً. فهذه المعركة أصبغت نكهة ولوناً مميّزا وشكّلت تجربة إضافية إلى تجربة الطالب الاكاديمية إذ إنّ التنافس يتم ضمن إطار حضاري.



في حرم بيروت المعركة بين الجناحين المسلمين لقوى 14 و8 اذار، أبطالها حركة أمل وحزب الله من جانب 8 آذار وتيار المستقبل وحلفائه من جانب 14 آذار دون إغفال دور بقية الاطراف كالحزب التقدمي الاشتراكي اضافة الى الطلاب العرب والفلسطينيين. الاكثرية العدديّة في حرم بيروت هي للطلاب المسلمين من جهة، هي تحمل رمزية معينة بسبب موقعها الملاصق لقصر الرئيس الشهيد رفيق الحريري في قريطم. أما المرجّح هذا العام فهو مقاطعة تيار المستقبل للاستحقاق بعد الاشكال الذي جرى في حرم بيروت بداية العام المنصرم والذي نتج عنه قرارات إداريّة إعتبرها المستقبل جائرة وغير منطقية ومنحازة للطرف الآخر المتمثّل بحركة أمل مفتعل الاشكال ومسببه.



وإذا كانت الصورة في بيروت شبه محسومة في حال تأكدت مقاطعة المستقبل للانتخابات، ففي جبيل الصورة تختلف تماماً. فالقوات اللبنانية وحلفائها يصرّون على خوض الاستحقاقات رغم كل العراقيل غير المنطقية وتأجيل الانتخابات الطالبية ثلاث مرّات متتالية، الامر الذي لم ينل من عزيمة ماكينة "الجبهة الطلابية" ولم ينجح في تشتيت تركيزها ولا في خلط أولوياتها، كما لم ينجح في زرع التململ في نفوس أنصارها. "الجبهة الطلابية" تنطلق من امور خمس تجعلها الرقم الصعب والحلقة الاقوى وتبقيها متماسكة في موقعها بالرغم من القانون الجديد المتبع "One Man, One Vote" هذا العام والذي ينصّ على حصر التصويت بمرشح واحد لكل طالب، بعد أن كان بإمكانه التصويت للائحة كاملة او تشكيلة من ثلاث مرشحين خلال السنوات المنصرمة.

وبذلك تكون القوّات المتضرّرة الاكبر من تقسيم وتجزئة قوتها الناخبة إلى ثلاثة اجسام في كل كلّية، مما يعطي الخصم جائزة ترضية ومقعد مجاني في كل من الكليات الخمس ويقلص من فوز القوات الحاسم.



اما النقاط الخمس التي ترتكز عليها القوات اللبنانية و14 اذار و"الجبهة الطلابية" في خوضهم للمعركة الانتخابية فهي:

اولاً، إرتياح في الشارع المسيحي لخطاب القوات و14 آذار يُترجم بوضوح في معركة LAUجبيل اذ الحيّز الاكبر من المعركة هو مسيحي - مسيحي ما بين القوات اللبنانية والتيار العوني.

ثانياً، إنطلاق القوات من رصيد تاريخي وتراث عريق يمتد على اكثر من 17 عاماً من التنظيم والحركية والوجود الواضح على ارض LAUجبيل، إلى جانب اكثر من 14 عاماً من الانتصارات الحاسمة في كل الكليات باستثناء كلية الصيدلة التي كانت تحسم بالصوت الشيعي الذي يشكل الاكثرية خاصة خلال السنوات الخمس المنصرمة. وهذا بالتالي ما اعطى القوات اكثرية صريحة في مجالس الهيئات الطلابية المتعاقبة، تمكنت من خلالها من خدمة الطالب وتحقيق جزء كبير من مطالبه وفقا لما تيسّر من مزانية شحيحة وصلاحيات محدودة.                                                                                          

ثالثاً، تعاطي القوات اللبنانية مع هواجس الطالب ووجودها الى جانبه على مدار العام الدراسي وليس بشكل موسمي أي قبل الاستحقاق فقط. فنشاط الجبهة الطلابية يبدأ بتنظيم نشاطات توجيهية وتثقيفية، ودعم الطالب أكاديمياً عبر تنظيم حلقات تدريس وتوزيع كتيّبات تتناول المواد العلمية كافة. وهكذا تحصد القوات ما زرعته من الالتفات بهموم الطلاب في حين يبدأ الآخرون بالزرع خلال اسبوع الاستحقاق الانتخابي.

رابعاً، تماسك ماكينة القوات وكوادرها في الجامعة ضمن هرمية صلبة واضحة تتمتع بليونة كبيرة وهامش مناورة واسع.

خامساً، تولي القوات اللبنانية معركة إرجاع الحملة الانتخابية الى سابق عهدها وإلغاء القوانين الجائرة على عاتقها.     
                       
في المحصلة، تستعد القوات لحسم معركتها الاخيرة لهذا العام في 30 آذار الحالي وسط صراع قواتي – عوني برز الى العلن على اعلى المستويات، في خضم حرب بيانات يومية يستحضر فيها البرتقاليون الماضي الاليم وينبشون قبور الافتراء وتغيير الوقائع، وصولا الى موقف الطرفين من الثورة المحقة للشعب السوري، وليس انتهاء باداء التيّار العوني الهزيل في التشكيلة الحكومية الحالية.

من هنا فإن الاستحقاق الانتخابي الطلابي سيشكّل إستفتاءاً مسيحياً - لبنانياً في العمق المسيحي لجبيل، بناء على خطاب الطرفين، وعطفاً على الاهداف الاكاديمية والاصلاحات المنشودة في الحياة الطلابية ومن يأتمنه الطلاب من الطرفين على إجراءها وتحصيلها.

 
دائرة الجامعات الاميركية
مصلحة طلاب القوات اللبنانية
دائرة الجامعات الأميركية MAR 22, 2012
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد