يعتبر تطوير البنى تحتية أمراً بغاية الأهمية، فهو يطلق العنان لإمكانية النمو وخلق الوظائف.... وهذا المصطلح يشمل كل الخدمات والمنشآت والتجهيزات الاساسية كوسائل المواصلات، والطرق، والمطارات، سكك الحديد، شركات الهاتف والبريق،... وبنظرة إلى وضع البنى التحتية في مختلف البلدان في أوروبا تتمتع فرنسا ببنى تحتية ذات مستوى عالٍ، في آسيا تكمن اليابان، كما في الشرق الاوسط نرى الإمارات وقطر، أمريكا تعاني من بعض المشاكل ولكن نيويورك وبوسطن تتفوقانها. ولكن لا يمكن أن نتكلم عن البنى التحتية دون ذكر لبنان، فهذه المشكلة هي واقع مرير يعاني منه كافة الشعب اللبناني بشكلٍ دائم ويومي.

بنى تحتية...غير جاهزة
في الواقع، إن البنى التحتية في لبنان غير جاهزة لإستقبال موسم الشتاء، وذلك يعود إلى غياب عمليات الصيانة والتنظيف. فخلال 6 اشهر تقريباً لا يدخل إلى القساطل سوى النفايات والأتربة مما يؤدي إلى حوادث سير في مختلف المناطق اللبنانية وبالإضافة إلى إنهيار التربة وظهور المستنقعات على الطرقات... ومن البديهي إن يتم إجراء صيانة للبنى التحتية وذلك لتفادي كل هذه المشاكل. أما المجتمع اللبناني فقد تعود على نغمة الدولة في كل سنه "تفاجئنا بهطول المطر" وكأنها بطريقة غير مباشرة تنزع كل المسؤولية عن عاتقها.فالأضرار لم تقتصر على المستوى العام بل أيضاً على المستوى الخاص. ويبقى السؤال أين هي الخطة الشاملة لمياه الامطار التي يعدونا بها لكافة البلدات اللبنانية من عام ١٩٩٤ والتي لم يتم تنفيذها حتى الآن؟
و يمكن إختصار تقصير الدولة إلى 3 أسباب مهمه وأساسية:
· التقصير على مدى سنوات، وهذا أمر ملحوظ لإنه مازال الشعب اللبناني يعاني من هذه المشكلة منذ اعوام ولكن للاسف ليس هناك أي حل للآن
· ضعف هيكلية البنى التحتية
· عدم إمتلاك الدولة الإمكانيات اللازمة
.jpg)
أسئلة، بلا أجوبة
كما شاهدنا وعشنا وليس من فترةٍ طويلة، العاصفة التي اجتاحت لبنان، وهي دليلٌ القاطع الذي فضح حالة البنى التحتية المزرية. فوصلت المياه إلى أعلى مستوياتها، ولم تقتصرعلى الطرقات فقط بل اجتاحت منازل المواطنين مما اجبرهم إلى مغادرتها والتفتيش عن مكان يأويهملحين إنتهاء هذه الأخيرة. فكل المناطق عاشت هذه الحالة المأسوية. عموماً يعتبر المطر نعمةً يرسلها الله لينظف أوساخ الطبيعة، ولكن في بلدنا ولسوء الحظ تحول الشتاء إلى نقمة على رأس المزارعون تكلفهم اضراراً وخسائر مالية تعد بالملايين. ولم تقتصر هذه الاضرار على المستوى المادي فقط بل إيضاً على المستوى الإنساني. وتبقى اسئلة عديدة تخطر في ذهن المواطن لا تنتهي فما ذنب هذا الطفل الرضيع إن تجرفه المياه إلى مكان غير معروف؟ وما ذنب عدد من العيل أن تتشرد بسبب العاصفة؟ من المسؤول عن غياب وعي المواطن باهمية البنية التحتية؟ من هو المسؤول عن تأجيل وتعطيل الخطط والمشاريع التنموية؟ لماذا لايكون هناك مسؤولية على وزارة أو جهة حكومية يقع على عاتقها تطبيق المشاريع؟ من هو المسؤول عن ظهور الحيرة والذهول على جبين المواطن؟ من المسؤول في تحديد المسؤولية والتقصير من قبل الجهات المختصة؟ من هو المسؤول عن منع كل هذه المشاريع من الحصول؟... ولكن وللأسف ليس هناك أي اجوبة...

فيا دولتنا العزيزة استيقظي من غفوتك فقددامت طويلا"... الفساد واللامبالات لا يفسران ولا ينتهيان... وعودك، بقيت وستبقى حبرا" على الورق. والدليل على ذلك هي الحالة المأسوية التي وصل إليها لبنان لقد سئم المواطن منك فإذا أنت لن تهتمي بهم فمن سيهتم؟ إذا كنت تعتقدينأن هناك مزيداً من الوقت لتحسين ما لم تحسنيه فمن الأفضل إن تنتهي، فالمواطن سئم منك ومن رائحة الفشل التي وصلت إلى لا حدود.