22 تشرين التاني، كل عام في هذا التاريخ، تبقى كلمات الصحافة وعشاق الوطن شبيهة ومتقاربة، لا تختلف بالمعنى "الموضوعي" بقدر ما تختلف بالألم الذي يطغى على قلم الكاتب.
نعم، ما أجمل أن نستذكر ذلك التاريخ، فخورين بما يسمى "الإستقلال" وها نحن متناسيين "أبطال هذه الذكرى" المخطوفين على أيادي الدولة الإسلامية.
هذا الإستقلال "الناقص" افتخرت به الأجيال الماضية، وأولئك المساهمين في تحقيقه، لتبكي عليه صخور الوطن اليوم، دماً، على ما يجري في عمق تراب أرضه. الإنتماء الفلكلوري لوطني لبنان "لا يرضينا".
الذكرى الواحدة والسبعين، بعيدا عن العروض العسكرية الجوية والبحرية والبرية، بعيدا عن ضجيج الفرقة الموسيقية، وتسابق وسائل الإعلام في التقاط الصورة الأكثر "تعبيرا"، هذا ما كانوا يحاولون أن يطبعونه في أذهان الشباب اللبناني من استقلال وطني الى استقلال بهلواني.
حذار التلاعب بأذهان المواطن "الشاب"، لم تعد تكفينا تلك العروض الكاذبة. جيوشنا في الجحيم يحتفلون، وأمهاتنا في النار تبكي، وأبائنا على الطرق تنادي... دولة الإستقلال "الناقص"، دولة لا تحقق إستقلالها إلا بعد "تحرير جنودها الأبطال".
اخيرا وليس أخرا، اجلسوا وأعيدوا "شهادة مروان حمادة" المليئة بالرسائل الوطنية البحتة، التي جاءت "على طقم من فضة" كهدية وطنية للبنان في ذكرى إستقلاله. شهادة حمادة التي تذكّر الشعب اللبناني بأن في كل واحد منا ذاكرة "تعرف حقيقة التاريخ ومعنى الإستقلال الوطني".
أخيرا... في هذه الذكرى المؤلمة، لنعد الى عام 2002 عشية انعقاد باريس 2، متى أعلن للمرة الثاني لدولة لبنان الكبير... لنهتف في أذان الصامتين، إن كان صليب "الإستقلال" خلاصنا، فسنحمل ذلك الصليب ونمشي فيه حتى أخر رمق من حياتنا".