كتب الناشط السياسي البناني المستقل كريم الرفاعي التالي:
بعدما أسقطت مصر مرشدها يجب علينا توضيح ما يلي... بالأمس لم يسقط محمد مرسي فقط فحسب بل سقط معه ما يسمى بالإسلام السياسي. الإسلام السياسي الذي نعتبره بدعة ابتكرها بعض تجار الدين للوصول إلى السلطة. المواطن الذي يعاني من الظلم والفقر والجهل والذي لم يلمس أو حتى يرى في الأنظمة المَلَكية أو القومية خلاصه كان من السهل تجييشه وتعبئته تحت شعارات مثل "الإسلام هو الحل" أو "الإسلام دين ودولة"...
تجربة الشعب المصري المسلم السني في غلبيته الساحقة التي تتجاوز في أقل تقدير 85 % مع الإسلام السياسي والتي دامت سنة كانت وبكل المقايس فاشلة.
الإقتصاد تراجع والقطاع المصرفي إنكمش والبطالة ارتفعت والقوة الشرائية انخفضت وقطاع السياحة إنهار... أصبح المواطن يعاني ولأول مرة في تاريخ مصر من نقص حاد في المحروقات وإنقطاع مستمر في الكهرباء والمياه... وأصبح المواطن يفتقد وهذه أبسط حقوقه للأمن والأمان حيث أن الفلتان الأمني كان سيد الموقف وأفضل مثال على ذلك أحداث سيناء... أما في السياسة الخارجية فلم يجد المواطن أية ترجمة للوعود التي قطعها الاخوان المسلمين بل رأى انتكاسة للدور المصري حيث أن مرسي قدم فروض الطاعة من أول يوم لإسرائيل وبغض النظر عن بعد التصريحات المشبوهة و المفضوحة للفني... مرسي لم يقدم شيء لفلسطين حيث أن فَتح معبر رفح كان ترجمة لإتفاق غربي إسرائيلي. مرسي لم يقدم شيء للشعب السوري حيث إكتفى بطرد السفير السوري منذ أيام وبعدما تخطى عدد الشهداء المئة ألف ولكن بالمقابل ذلك ومع أول أيام حكمه أعاد العلاقات المقطوعة مع إيران التي زارها وإستقبل رئيسها، إيران التي هي الداعم الأول والشريك الفعلي في قتل الشعب السوري والتي أعلنت رسمياً وقوفها في الأيام الأخيرة إلى جانب مرسي ضد الشعب بعدما ساهمت في السابق في تهريبه من السجن... مرسي كان أيضاً عاجز أمام تهديد الأمن القومي المصري من قبَل إثيوبيا الضعيفة والعازمة على بناء سد سيعطش مصر وشعبها... أما ارتهان مرسي للغرب وللولايات المتحدة الأمريكية فحدث ولا حرج وأكبر دليل على ذلك هو دعم الإدارة الأمريكية لمرسي حتى أخر لحظة وتهديد الشعب المصري بقطع المعونة الأمريكية في حال تمَّ خلع مرسي...
لكل هذه الأسباب وغيرها أسقط الشعب المصري مرسي وأسقط معه الإسلام السياسي وليس الإسلام هذا الدين العظيم والأكبر من السياسة!!!
ألم يرى من يدافع عن مرسي والإسلام السياسي من باب التعصب الطائفي أن أغلبية النساء التي تظاهرت ضده وضد الإسلام السياسي هنا محجبات؟؟؟ هل ارباككم مشهد المحجبة والقبطية يداً بيد مطالبين بمستقبل أفضل لوطنهم وبالمساوة في الحقوق والوجبات بينهم ؟؟؟ ألم تفهموا أن يمكن للمواطن أن يكون مسلم ملتزم وأن يطالب بحكم علمني؟؟؟ ألم تفهموا أن وقوف المرشد الإيراني إلى جانب المرشد المصري والإسلام السياسي السني سببه استشعاره بقرب سقوط الإسلام السياسي الشيعي؟؟؟ ألم تفهموا أن مسرحية بشار الأسد وبعض قوةى 8 آذار في لبنان المفضوحة بدعم الثورة ضد مرسي هدفها تشويه الثورة السورية العابرة للطوائف واظهارها على أنها ثورة التطرف الديني وأن الشعب السوري المعتدل سيلفظها ؟؟؟ ألم تفهموا أن ما حدث في مصر هي ثورة عابرة للطوائف وأن الشرعية الثورية أقوى من الشرعية التي يدعي تمثيلها مرسي وإلا لماذا نحن نرفض إيقاف الثورة في سورية والثورة الخضراء في إيران ونرفض مطلب بشار الأسد وعلي خامنئي بالإحتكام لصناديق الإنتخابات ؟؟؟
على كل من لم يفهم ذلك عليه أن يفهمه!!!
أما الاسلاميين الذين يفهمونه وينكرونه ويضللون الناس فأنا أفهمهم وأفهم محاولتهم البائسة للدفاع عن الإسلام السياسي ... ولكن الحقيقة أن الشعب المصري أسقط نهائياً وبغير رجعة الإسلام السياسي في مصر والوطن العربي وحتى إيران !!!
الشعب المصري فتح أبواب العالم العربي أمام الإعتدال والحكم المدني العلماني الليبرالي وطرد نهائياً التطرف الديني!!! لأن الإسلام والمسلمين شيء والإسلام السياسي والاسلاميين شيءٌ آخر تماماً !!!
تحية من القلب إلى مصر التي تنهض من جديد لتستطيع الدفاع عن نفسها والدفاع عن كل الشعوب العربية الحرة وأوَّلهم الشعب اللبناني المتعطش لثورة والشعب السوري الثائر !!!
تحية للربيع العربي العابر للطوائف !!!