بالطبع عانى معظم الراشدين من الأرق، أو عدم القدرة على النوم، في فترة معينة من حياتهم. إن الأرق يعتبر عارض وليس مرض أو تشخيص بحد ذاته، أي أنه يترافق مع بعد الأمراض والحالات النفسية.
بغية التعريف، الأرق هو الحالة حيث لا يستطيع الفرد أن ينام أو حتى لا ينام بطريقة متواصلة وأحياناً الحالتين في الوقت عينه. لا يتم تعريف الأرق بعدد معين من ساعات النوم الذي يحصل عليه المرء، لأن الأفراد تختلف اختلافا كبيرا في احتياجات النوم وممارساتها. على الرغم من أن معظمنا يعرف ما هو الأرق وكيف نشعر بعد ليلة طويلة محرومة النوم، والتعب الهائل الذي يترافق مع النهار، قليلون يستشيرون طبيب مختص.
كثيرون أيضاً يجهلون الطرق العلاجية، مثل الخيارات السلوكية أو الطبية لعلاج حالات الأرق.
تقسم حالات الأرق إلى كمية الوقت الذي عانى الفرد فيه من الأرق، ان يتفق الجميع على تعريف واحد، ولكن عموماً:
-
حالات الأرق العابرة: إذا اصابت هذه الحالات الشخص حوالي الأسبوع أو أقل
-
حالات الأرق في المدى القصير: إذا اصابت هذه الحالات الشخص من حوالي الأسبوع إلى ثلاثة اسابيع
-
حالات الأرق المزمنة: إذا تعدت الفترة الثلاثة اسابيع
الأرق يصيب جميع الفئات العمرية بين البالغين، وهو يصيب النساء أكثر من الرجال وهذه النسبة تميل إلى الزيادة مع التقدم في العمر.
وهو أكثر شيوعا بين ذوي الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية المزرية، الذين يشربون الكحول بطريقة دوريّة، والمرضى العقليين.
الإجهاد هو نوع من الأرق ويعتبر الأكثر شيوعا لتفاقم حالات الأرق القصيرة الأجل أو العابرة. إذا هذه الحالات لم تعالج، فإنها قد تتطور الى الارق المزمن.
أسباب عديدة تكون مسبباً لحالات الأرق القصيرة الأجل أو العابرة وهي:
-
إضطراب الرحلات الجوية الطويلة
-
التغييرات في دوامات
-
الضوضاء المفرطة
-
درجة حرارة الغرفة غير مريحة (ساخنة جدا أو باردة جدا)
-
توتر الأوضاع في الحياة (التحضير للامتحانات، فقدان أحد الأحباء، البطالة، الطلاق، الانفصال...)
-
وجود مرض حاد أو حالة طبية أو جراحية أو علاج في المستشفيات
-
توقيف الأدوية والمخدرات، الكحول، المسكنات أو المنبهات
مما ينتج عن أعراض جسدية: الألم، الحمى ومشاكل التنفس، احتقان الانف، السعال والاسهال ، الخ. معالجة هذه العوارض ولاسباب الكامنة لنشوئها يضمن إختفاء حالات الأرق.
أسباب الأرق المزمن أو طويل الأجل الذي قد يؤدي إلى الحالات النفسية أو الإضطرابات الفسيولوجية:
1. القلق
2. حالات الإنهيار (depression)
3. الإجهاد (العقليّ، العاطفيّ والظرفيّ)
4. انفصام الشخصية
5. هوس (الهوس الاكتئابي)
الأرق قد يكون مؤشرا على الاكتئاب والعديد من الناس تعاني الأرق خلال المراحل الحادة من المرض العقلي
تمتد من اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية (اضطراب الساعة البيولوجية)، وعدم توازن النوم واليقظة، إلى مجموعة متنوعة من الظروف الطبية. وفيما يلي الحالات الطبية الأكثر شيوعا التي تسبب الأرق:
1. متلازمات الألم المزمن
2. متلازمة التعب المزمن
3. فشل القلب الاحتقاني
4. ذبحة ليلية (ألم في الصدر)
5. مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)
6. الربو الليلي
7. انقطاع النفس الانسدادي النومي
8. الأمراض التنكسية، مثل مرض باركنسون ومرض الزهايمر
9. أورام المخ والسكتة الدماغية
1. بعض المواد تعتبر منشطة للأرق وتتضمن الكافيين والنيكوتين، لذلك يجب على كلّ مناالحد من استخدام مادة الكافيين والنيكوتين في الساعات مباشرة قبل النوم، بل أيضا الحد من السعرات اليومية.
2. غالبا ما يستخدم البعض الكحول للمساعدة على النوم ورغم ذلك، فإنه خيار خاطئ حيث ترتبط الكحول مع اضطراب النوم، وتخلق شعورا غير منعش في الصباح.
3. كما يجوز للشريك في الفراش من خلال "الشخير" بصوت عال أن يضعف قدرتك على الحصول على ليلة نوم جيدة.
بشكل عام، حالات الأرق العابرة تحل عند إزالة الزناد عن المشاكل الكامنة ورائها أو تصحيحها، وطلب العناية الطبية عندما يصبح الأرق مزمن.
ينبغي توجيه التركيز الرئيسي لعلاج الأرق على إيجاد السبب والسيطرة على المشكلة الأساسية، فمعالجة أعراض الأرق دون معالجة السبب الاساسي نادرا ما تنجح. ففي معظم الحالات، يمكن الشفاء من الارق المزمن إذا يتم تقييم أسبابه الطبية أو النفسية وعلاجها بشكل صحيح.
عموما، علاج الأرق ينطوي على حد سواء الجوانب غير دوائية (غير الطبية) والصيدلانية (الطبية) وقد أظهرت الدراسات أن الجمع بين العلاجات الطبية غير الطبية هو عادة أكثر نجاحا في علاج الأرق من أي منهما وحده.