إيماننا خلاصنا
الموقف JUN 18, 2015
إن منطقة الشرق الأوسط ذات الغالبية الاسلامية السنية مع نسبة شيعية لا يستهان بها، يضم منذ عصور قديمة أقليات لعبت أدوارا ضخمة في تشكيل حضارته، وانمائه وتطوره عبر العصور، ولطالما كانت وستظل جزءا لا يتجزأ منه.

ولكن التاريخ يذكر مذابح عدة وحروب قاسية طالت تلك الأقليات عبر الأزمان راح ضحيتها اللآلاف من المسيحيين والأيزيديين وغيرهم في العراق.

ولافت الحادث الذي وقع الاسبوع الماضي  في قلب لوزة حيث سقط على يد "جبهة النصرة" حوالي الـ 25 درزياً، وقد حاول النظام السوري إستغلال الحادث لتبيض صفحته الدامية، وتصوير نفسه حامي الأقليات في بلاده ...

ولكنه نسي أنه لم يرأف ببلده ويستقيل لحقن الدماء، وبسببه سقط حتى الآن ما فوق الـ200 ألف قتيل ضمنهم حوالي 20 ألف من الأقليات، وهل تنسى هذا النظام العدد الكبير من المسيحيين الذين تسلحوا للدفاع عن عرضهم وحفظ كراماتهم حيث لم يرد هذا النظام حمايتهم الا اذا تماشت "الحماية" مع مطامعه!

ولم يتونى حليفه الإستراتيجي حزب الله عن ترداد مقولة حماية المسيحيين في سوريا، كذريعة للدفاع عن النظام السوري. وقد تسائل أمين عام الحزب في إحد خطباته: "من سيحمي النساء المسيحيين من السبي؟ ومن سيحمي أرضهم بوجه داعش؟"

فلنذكر الحزب أن الجيش اللبناني بكامل جهوزيته مستعد للعطاء لحفظ كل شبر وكل روح من لبنان، ولو سلم الحزب سلاحه للجيش لكسب هذا الاخير مكانة وقوة أكثر، ساعيا  الى مشروع الدولة!

واذا عجز الجيش يوما ما عن الدفاع عن هذه الارض، فالخوف غير وارد والمقاومة من شيم المسيحيين، والمقاومة اللبنانية الحقيقية بوجه الاحتلالات السورية والفلسطينية سابقاً قدمت 15 ألف شهيد لحفاظ على مشروع الدولة المستقلة. في تلك الفترة، كنا نواجه نحو 50 ألف جندي محتل يهاجم بلادنا، ولم نتنازل ولم نساوم لا على الرخيص ولا على الغالي ... فأين كان حزب الله يومها؟

نحن أصحاب الايمان بالله والوطن، فمن ظن أنه يتكلم عن حماية الأقليات، فليحفظ ما تبقى له من أروق في سوريا... أما في لبنان، فلا داعي لـ"مقاومة" غير شرعية بوجود الدولة والجيش اللبناني.

ونختم، نحن المقاومة ونحن أسياد الدفاع الصلب عن أرضنا من زحلة الى قنات والأشرفية والجبل وعيون السيمان، شهداءنا خير دليل على تاريخنا وأمجادنا.
الموقف JUN 18, 2015
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد