ما بي أجهل كيف أبدأ؟ وأنا كلّما أمسكت بالقلم أراني عاجزة، لو أنّك تدري مدى امتناني لك. من أين أبدأ؟ وأنا كلّما كتبتُ كلمة أحسست أنّها أقل قيمة من تضحياتك.
أوّل شكرٍ لك أيّها المولود الغير المخلوق، يا أبانا الذي في السموات، يا من أعطيتنا الأباء الأبطال في زمن السلم كما في زمن القتال.
تحيّة إجلالٍ إلى جميع أباء الشهداء والمعتقلين في السجون السوريّة من أجل القضيّة، تحيّة إلى كلّ شهيدٍ أب ومعتقل، إلى كلّ شهيد يتألّم بصمت، وما أقوى هذا السّكون الّذي تنساب منه حكاية بطلٍ ضحّى بقطعةٍ من جسده على مذبح الوطن. لكم منّا قبلات على جبينكم المعطاء كالبيدر وأكثر. لأنّكم لم تهابوا يوماً ظالمٍ، لن ننساكم وويلٌ لنا لو نسيناكم، ذكراكم مخلّدة على صفحات التاريخ، إني لواثقة أنّكم باقون، لأنّ الأبطال لا يموتون، فأنتم في موتكم أحياء.
أبي... لي معك ألف حكاية وعن كلّ شيءٍ رواية، أنت القريب منّا، السند الّذي نستعين به بغية الأمان، أنت الذي علّمني العيش ووجّهني نحو الصواب. لأنّك العين الساهرة في اللّيالي تعمل دون كلل أو ملل، دون تعب أو كسل، وقد وهبك الله القوّة والعزم كما الرأفة والحنان، أيّها الجبل الصامد في وجه الصعاب، دمت كالخيزران تلوي ولا تنكسر. يا صديق العمر، يا أوّل أستاذٍ علّمني الايمان بالله في زمن الكفر، و حب الوطن والتضحية في سبيل البقاء والاستمرار، لك منّي ألف شكرٍ.
ختاماً، انشاء لله بينعاد على جميع الأباء عموماً، وعليكم يا رفاق خصوصاً.