إرادة الشعب من إرادة المسيحيين
تحقيق NOV 20, 2012
تمتد منطقتنا العربية من الخليج العربي إلى البحر الأبيض المتوسط، كما أنها نقطة عبور إلى قارتي أوروبا وأفريقيا.

ويتوزع عدد سكان الشرق الأوسط كالتالي: 97،3 % مسلمين و2،7 % مسيحيين، فيما يتوزع المسيحيون على النحو التالي 59% أرثوذكس، 32% كاثوليك و9% إنجيليين. كما يتوزع المسلمون على الشكل التالي: 69% سنة و31% شيعة.

ويتكون الشرق الأوسط من 18 دولة. 13 دولة داخل العالم العربي وهي: لبنان، سوريا، الأردن، فلسطين، مصر، العراق، الإمارات، البحرين، السعودية، قطر، الكويت واليمن.

وخمس دول خارج العالم العربي هي: إيران، تركيا، قبرص، باكستان، أفغانستان. بالإضافة إلى وجود إسرائيلي غريب.

وكانت المطالبة بالحرية أمرا ً غريبا ً أيضا ً في هذه النقطة من العالم.

أما الحرية في تعريفها العام هي : " أن يكون الشخص حرا ً بتصرفه، بأكله، بشربه، ومعتقده الديني.غير خاضع ٍ لسلطة ٍ أعلى من ذاته البشرية ".
وبالتعريف السياسي لكلمة حرية: "الحرية السياسية تعني الديمقراطية، أي إختيار السلطة عن طريق الإقتراع الحر لممثلي الشعب".
ويأتي تعريف الربيع العربي في السياق نفسه: "الحراك السياسي المطالب بالحرية في هذه المنطقة من العالم".

تونس .... الشرارة الأولى
كما ذكرنا أعلاه، في تعريفالربيع العربي:"هو مجموعة تظاهرات شعبية مطالبة بالحرية والديمقراطية في المنطقة العربية". هذه التظاهرات حصدت الأنظمة الديكتاتورية من تونس، مصر، لبيا، وعدد من الدول الأخرى التي شهدت تحركات مماثلة وقد حطت رحالها أخيرا ً في سوريا.

من تونس كانت البداية في 17 كانون الأول سنة 2010، إنطلقت ثورة في مدينة "سيدي بو زيد" وأجبرت زين العابدين بن علي على ترك الحكم مرغما، وتتالت الأدوار...
أ
تى دور حسني مبارك في مصر ليتخلى عن السلطة تحت ضغط الشارع، إفساحا ًفي المجال أمام الديمقراطية لتكون عنوانا ً جديدا ً لتداول السلطة في الحياة السياسية المصرية.

هذا ما لم يفعله معمر القذافي الذي سقط قتيلا ً بعد إعلانه الحرب على الثوار.

بعدها دقت ساعة صالح في اليمن، ليؤمّن له خروجاً آمن من السلطة.

ومرة من جديد ينتصر ربيع العرب.

في النهاية، بقيت سوريا التي إندلعت فيها ثورة ٌ ضد بشار الأسد ما لبثت أن تحولت إلى حرب مستمرة بين النظام و المعارضين له.

الربيع العربي بأرقام الضحايا

إليكم بعض أرقام قتلى وجرحى الربيع العربي:
ب
الإستناد إلى حصيلة أيار الماضي كما ذكر في إحدى الإحصاءات غير الرسميّة، هناك حوالي أكثر من 338 قتيلا ً وحوالي 2174 جريحا ً.

وتقول الأمم المتحدة متوجهة ً إلى جامعة الدول العربية أنه في شهر آب الماضي كانت حصيلة القتلى في سوريا حوالي 8 قتلى و70 جريح يوميا ً. وهذا العدد مرشح للإرتفاع مع تفاقم الأزمة السورية.

فيما تقول مصادر أخرى أن عدد القتلى عند بداية الثورة في ليبيا كان بمعدل 10 قتلى في اليوم، وأن عدد الجرحى النهائي غير معروف حتى الآن.

ونريد أن نوضح أنه يمكن لهذه الأرقام أن تتغير، ذلك أن الربيع العربي لا يزال من يومياتنا مما يصعّب مهمة البحث عن معلومات في إطاره. لكن هذه الأرقام تظهر أمرين دقيقين أن الشعوب العربية تدفع ضريبة دم ٍ عالية ٍ جدا ً في سبيل الحرية وهذا طبيعي. والأمر الثاني أن التغيير في حياة الشعوب يأخذ وقتا ًكما قال الدكتور نبيل خليفة في محاضرة ٍ بعنوان: "المسحييون والربيع العربي " .

المسيحيون والربيع العربي

بالعودة إلى التعريفات السابق ذكرها عن الحرية والربيع العربي يظهر إرتباط عميق وكبير بين المسيحيين وهذا الربيع. لأن المسحييون هم كما قال عنهم يوما ً البطريرك السادس والسبعون الكلي الطوبى، الكاردينال نصرالله صفير :"نحن الذين لجأنا إلى المغاور والكهوف... لتبقى لنا الحرية التي لإذا عُدمناها عُدمنا الحياة". هنا إرتباط واضح بين تعريف الحرية و كلام السيد البطريرك.

هذه العلاقة تظهر في الرسالة التي وجهها الدكتور نبيل خليفة إلى قداسة البابا بعنوان : "من أجل كنيسة ترى صحيحا ً... وترى بعيدا ً. قائلا ً :"وفي إعتبارنا أنه، إذا كانت الخلافة سقطت عمليا ًعام 1924 على يد كمال أتاتورك، فإنها سقطت شرعيا ً عام 2011 بإعلان وثيقة الأزهر والمثقفين: الديمقراطية بديلا ً للخلافة". ويضيف قائلا ً :"نحن إذاً أمام ربيعين لا ربيع واحد: ربيع العرب، وربيع المسلمين.

وعلينا أن نستقبل الربيعين بثقة وأمل.

ولا يمكن لنا ذكر الربيع العربي والمسيحيين، بدون ذكر زيارة قداسة الحبر الأعظم إلى لبنان البابا بندكتوس السادس عشر التي صوّبت المسار بعد سلسلة من التأويلات حول موقف الكنيسة من الربيع العربي.

فجاء كلام قداسته واضحا ًأن المسحييون لا يمكن لهم أن يكونوا إلّا مع الربيع العربي. موقّعا ً بذلك إرشادا ً رسوليا ً جديدا ً للشرق أجمع، بمسلميه قبل مسيحييه، يكون دستور حياة في سبيل الحرية.

هكذا تكون إرادة الشعب ... من إرادة المسيحيين، القائمة على الحريّة والمساواة وتقبل الأخر.
 
تحقيق NOV 20, 2012
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد